الجمعة 17 مايو 2024

أولياء الله الصالحين (7 - 30)| أبو الإخلاص.. شيخ الرحالة

صورة تعبيرية

ثقافة29-3-2023 | 18:15

عبدالله مسعد

تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".


ونستعرض خلال ايام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الاولياء وفترة إقامتهم في مصر، ونستعرض اليوم: أبوالإخلاص... شيخ الرحالة.


يعد من أشهر الأضرحة وأحدثها في ميدان المساجد بالإسكندرية بعد نقله من منطقة غيط العنب، سيدى أبوالإخلاص الزرقانى، شيخ ومؤسس الطريقة الإخلاصية الصوفية العليا بالإسكندرية، وهو الشيخ برهان الدين بن أحمد بن محمد على بن محمد الزرقانى، المولود في 11 إبريل 1924 بقرية طيبة الجعفرية بمحافظة الغربية، وانتقل الشيخ في فترة صباه للإقامة عند أقاربه بحى الأزهر بالقاهرة، ثم عاد به والده إلى مسقط رأسه بالغربية.


وكان عمه وشيخه سيدى أحمد المرسى الزرقانى، الذي جعله يلتحق بالأزهر الشريف، وحفظ القرآن الكريم وهو في سن السابعة من عمره، ودرس الفقه والحديث وأصول الدين على يد شيخه وعمه أحمد المرسى الزرقانى، وخرج الشيخ في جولة استمرت لمدة 7 سنوات زار خلالها السودان والقدس الشريف والمسجد الأقصى وبلاد المغرب العربى واليمن والمدينة المنورة، وفى الروضة الشريفة كتب الآيات القرآنية والأدعية، وعاد إلى مصر وتحديدًا للإسكندرية، حيث دخل في خلوة بمسجد النبى دانيال، وانتقل بعد ذلك لمنطقة غيط العنب وقام ببناء زاوية صغيرة بمنطقة غيط العنب لنشر طريقته.


وتحولت الزاوية الصغيرة التي أقامها إلى المسجد الذي يضم المقام الحالى، حيث تتخذه الطريقة الإخلاصية مقرًا لها، ولقب الشيخ برهان الدين الزرقانى بألقاب عديدة منها "أبوالإخلاص، برهان الدين، أبواليسر، المحمدى، الأستاذ، إمام المحققين، صاحب المقام العالى، نبراس الموحدين، سلطان الذاكرين، أبوالكرامات"، والمسجد نقل إليه ضريح أبو الإخلاص الزرقانى بعد مرور 6 سنوات تقريبًا على وفاته عام 1985، وتم نقله من زاوية صغيرة دفن فيها عام 1979، وكانت قريبة من نفس المسجد.


ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.


وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التى يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوى إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التى أراد الخديوى بنائها على الطراز الأوربى لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.


على الرغم من رغبة الخديوى آنذاك فى بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، والتى سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالى المنطقة المحيطة به.


هناك أضرحة مشهورة فى القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر فى شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالى المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.