الأربعاء 27 نوفمبر 2024

من كاريوكا إلى نور الشريف .. فنانون تعرضوا للهجوم بسبب آرائهم السياسية

  • 14-2-2017 | 22:10

طباعة

كتب : محمد علوش

قبل اختراع مواقع التواصل الاجتماعي عانى العديد من الفنانين، بسبب مواقفهم السياسية، التي أصبحت بمثابة الشبح الذي يطاردهم دائمًا، خصوصا عندما تكون مواقفهم معارضة للأنظمة الحاكمة، أو معارضة للشعب في بعض الأحيان. فما بالنا بعد انتشار مواقع التواصل التي باتت وحدها سلاحا موجها ضد أي فنان رأيه مخالف للشخص الذي يكفي امتلاكه لـ «كيبورد» وصفحة باسمه ليبدأ في إطلاق قذائفه.

والهجوم على الفنانين ليس وليد اللحظة ولكنه منذ سنوات، حيث تعرّض الكثير منهم لمواقف متعنتة منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ومنهم من تعرّض لمحاولة قتل بسبب موقفه، ومنهم من خانته زوجته بأمر من أمن الدولة في عهد مبارك، ومنهم أيضًا من تعرّض للهجوم من قبل المواطنين، خصوصًا بعد ثورة 25 يناير وما تبعها من تحرك في 30 يونيه.

تحية كاريوكا

الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، كانت لها مواقف سياسية حازمة، فكانت معارضة للملك فاروق، ومن بعده الرئيس جمال عبدالناصر.

وانتقدت كاريوكا، الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، عقب ثورة 23 يوليو، حيث وصفت أداءه بأنه لا يفرق شيئًا عن أداء الملك فاروق، مما أدى إلى غضب السلطات منها، ومن ثم تعرّضت للاعتقال مع بعض أعضاء الحزب الشيوعي المصري في الحقبة الناصرية.

كانت كاريوكا، عضوًا نشطًا في حركة «حدتو» الشيوعية، كما أنها تمردت على إدارة السجن في أثناء فترة اعتقالها، والتي امتدت إلى 100 يوم، حيث قادت مظاهرة تطالب إدارة السجن، بوقف عمليات التعذيب ضد بعض السجينات، وتخفيف الخدمة الشاقة ضد البعض الآخر.

نور الشريف وناجي العلي

النجم الراحل نور الشريف تعرض لأزمة كبيرة عندما قرر تقديم فيلم «ناجي العلي» عام 1992، حيث دفع الشريف الثمن وتعرض لحملة هجوم شرسة في الصحف القومية استمرت 6 أشهر، أعقبها منع عرض أفلامه في دول الخليج، لدرجة أنه فكر في الهجرة، خصوصًا بعد أن أجبرته الدولة على تقديم مسلسل «الثعلب»، رغم أن القصة تصلح كفيلم، وأقصى شيء سباعية، لكنهم أصروا على تقديمها في مسلسل حتى تبرئ الدولة ذمتها تجاهه، بحسب تصريحات له.

كما حاول الفنان الكبير تقديم فيلم عن القضية الفلسطينية بعنوان «خيط أبيض خيط أسود»، وكان إنتاجًا مشتركًا مع إيطاليا، وكتب له السيناريو كاتب إيطالي اسمه سيرجو إميديا، وأحد ممن شاركوا في سيناريو فيلم «روما مدينة مفتوحة»، وكان الفيلم يطرح وجهة نظر غربية في القضية الفلسطينية، لكنه اختفى من الوجود عقب انتهاء تصويره. وعن كيفية اختفائه قال الشريف «تمت سرقة النيجاتيف من المعمل في روما، ولم تعرف الشركة المنتجة محدودة الخبرة أن مدير الإنتاج يدخل النيجاتيف للمعمل باسم شركة أخرى ليسرقه ويمنع ظهوره».

ومن مواقفه أيضًا رفضه اتفاقية كامب ديفيد والتي اعتبرها كارثة، لأنها تجعل الجيش المصري على الحياد، وبذلك تم استبعاد القوة المصرية من الأمة العربية، بدليل أن سوريا منذ العام 73 لم تدخل في حرب مع إسرائيل، وأكد أنه معترض على اتفاقية السلام ببنودها، لكنه مع السلام العادل، وهذا الرأي عبر عنه منذ أيام الرئيس السادات.

ومن المواقف الأغرب التي تعرض لها الراحل الكبير نور الشريف رفض الرقابة المصرية تقديمه فيلما عن مقتل أسرى 67 والذي كان يحمل عنوان «قوم يا مصري».

عادل إمام

بعد عرضه لمسرحية «الزعيم» أعتقد الرئيس الليبي الراحل، معمر القذافي، أنه المقصود من المسرحية، وأن الفنان عادل إمام كان يقصده بشكل شخصي، مما دفعه إلى محاولة اغتياله بليبيا، لكن فشلت هذه المحاولة، بسبب تحذيرات المقرّبين للزعيم.

وكشف الواقعة، الماكيير الشهير محمد عشوب، خلال لقاء في برنامج «بوضوح»، مع الإعلامي عمرو الليثي.

سعيد صالح

الفنان الراحل، سعيد صالح، أبرز من في القائمة وأشهرهم، حيث خرج الفنان الراحل عن النص المكتوب في مسرحية كان يقوم ببطولتها وهي «لعبة اسمها الفلوس»، قائلاً جملته الشهيرة «أمي اتجوزت تلات مرات الأول أكلنا المش، والتاني علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش»، وكان يقصد رؤساء مصر بالتوالي «عبدالناصر، السادات، حسني مبارك».

وتم القبض على النجم الراحل بعد ذلك في عام 1991، بتهمة تعاطي المخدرات، وهو ما نفاه سعيد صالح بعد خروجه من السجن؛ ليؤكد أنه سجن بسبب مهاجمته لحسني مبارك.

طلعت والفيل في المنديل

وتعرض الفنان طلعت زكريا لحملة هجوم شرسة، من قبل الشعب المصري بعد ثورة 25 يناير، الذي كان معارضًا لها، وفشل فيلمه «الفيل في المنديل»، الذي تم عرضه عقب الثورة مباشرة، بسبب الهجوم على موقفه.

دفع هذا الهجوم، منتج الفيلم محمد السبكي إلى كتابة تحذير في مقدّمة الفيلم، بأن الشركة وأبطال الفيلم غير مسئولين عن آراء بطل الفيلم طلعت زكريا، ولا عن تصريحاته الصادمة، وتوجّهاته السياسية المعارضة لثورة 25 يناير، لكن هذا الأمر فشل في إنقاذ الفيلم.

خالد يوسف

بعدما أعلن أنه سيكون صوت المعارضة في البرلمان الحالي، عقب نجاحه في انتخابات مجلس النواب التي خاضها بمسقط رأسه بدائرة كفر شكر في محافظة القليوبية، هاجمه العديد من الإعلاميين المؤيدين للنظام، وأبرزهم أحمد موسى، الذي عرض صورًا فاضحة ضمن برنامجه «على مسئوليتي»، قال إنها تخص المخرج السينمائي الكبير.

وقال خالد يوسف، إن ما يتعرض له مؤامرة؛ لإخراس صوت ثورة 25 يناير.

عبدالعزيز مخيون

وتعرض الفنان عبدالعزيز مخيون لجريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد من قبل زوجته الدكتورة سحر أحمد محمود أبو القاسم، التي خانته مع شخص يدعى هيثم محمد منير، بحسب ما قاله خلال إحدى اللقاءات التليفزيونية، بعد نجاته.

تحوّل الأمر بعد ذلك لمحكمة الجنايات، لإثبات خيانة الزوجة، ودارت القضية التي أصر مخيون على استكمالها للنهاية لاسترداد حقه.

وأكد مخيون أن الحادث تم تدبيره من قبل أمن الدولة، عقب نشاط حركة كفاية التي انضم إليها، مشيرًا إلى أن محاولة الاغتيال خططت من قبل النظام القديم مستخدمًا فيها زوجته.

هاني رمزي

بسبب موقفه الذي كان معارضًا للرئيس الأسبق محمد مرسي، في عام حكم الإخوان المسلمين، تعرّض الفنان هاني رمزي، للتهديد المباشر، كما توقف برنامجه «الليلة مع هاني»، الذي كان يذاع على قناة «mbc مصر» الفضائية، على خلفية إهانته للجماعة خلال بعض حلقاته.

أهل إسكندرية لعمرو واكد

بعد مواقفهما الواضحة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهجومهما الدائم على النظام الحالي، تم منع عرض مسلسل «أهل إسكندرية»، للفنان عمرو واكد، والكاتب بلال فضل، وذلك على خلفية تناول العمل لبعض قضايا الفساد بالدولة، وتحديدًا داخل وزارة الداخلية، وذلك بحسب تصريحاتهما.

من جهتها، رفضت جهات الدولة الرد على ادّعاءات فضل، وأكد بعض المسئولين بمدينة الإنتاج الإعلامي، أن الأمر لم يتعلق بالسياسة، لكنه متعلق بفنيات المسلسل، وضغط مسلسلات رمضان، وموقف عمرو واكد الأخير هو الذي دفع البعض للحكم على فيلم «القرد بيتكلم» وأنه من المقرر أن يتعرض لهجوم، إلا أن الفيلم تم قبوله بشكل كبير من قبل الجمهور.

اشتباك محمد دياب

المخرج محمد دياب تعرض فيلمه «اشتباك» لهجوم من قبل الإعلاميين الموالين للنظام مثل أماني الخياط وغيرها، وذلك بعد عرضه في مهرجان «كان»، حيث اعتبرت أن عرض الفيلم في هذا المهرجان العالمي ما هو مؤامرة من الغرب على مصر، وأن الفيلم هدفه زعزعة النظام وأنه مجرد تشويه لثورة 30 يونيه.

وكان دافع هجوم الخياط هو أن محمد دياب كان من المؤيدين لعبدالمنعم أبوالفتوح، رئيس حزب «مصر القوية» والمنشق عن الإخوان، وأنه من أوائل الذين خرجوا في ثورة 25 يناير، كما أنها رأته من المخرجين الحريصين على عمل أفلام تشوه الواقع مثل « «678»، وذلك بالرغم من أن دياب نفسه هو كاتب فيلم «الجزيرة 2» والذي رآه البعض أنه جمّل صورة الشرطة من خلال الفيلم، بل وأن فيلم «اشتباك» نفسه يعد هجوما على الإخوان ومجملاً لصورة الشرطة.

تامر عبدالمنعم والمشخصاتي

وتعرض الفنان تامر عبدالمنعم لهجوم شديد بعد طرح فيلمه الأخير «المشخصاتي 2» حتى أنه أعلن اعتزاله الفن نهائيًّا، كما أن الفيلم لم يستمر في السينمات وتم رفعه من دور العرض بعد أيام، وذلك لسابق هجومه على ثورة يناير وكل رموزها، كما أن البعض اعتبر فيلمه الأخير ما هو إلا سباً للرئيس الأسبق محمد مرسي وأنه يتحامل على الثورة، وأن الفيلم بعيد كل البعد عن العمل الفني. إلا أن تامر تراجع عن اعتزاله ليقدم برنامجا جديدا في قناة «المحور» الفضائية.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة