الإثنين 25 نوفمبر 2024

بين «ليلى» و«أليس».. الأعاصير النسائية تدمر البشرية

  • 2-9-2017 | 17:06

طباعة

لجأ القادة العسكريون، في أثناء الحرب العالمية الثانية، إلى  إطلاق أسماء زوجاتهم، وصديقاتهم على الأعاصير، التي تواجهها بلادهم؛ حتى تكون  ناعمة، ولطيفة، وغير مخربة، فما الذي آلت إليه أسماء الأعاصير على مدار العقود السابقة؟

التسمية

في الماضي كانت الأعاصير تسمى بحسب المكان الذي تمر فيه مثل: إعصار ميامي، وكانت تسمى أيضا بحسب التاريخ مثل: إعصار 1906، وكانت أحيانا تسمى بأسماء قديسين وشخصيات معروفة مثل: هرقل، وسانت بول.

وتعود بداية التسمية النظامية، إلى عالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج، (1852 – 1922)، الذي أطلق على الأعاصير أسماء البرلمانيين، الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية.

وتمكن السياسيون من أن يبعدوا أنفسهم عن التسمية، بأساليبهم المختلفة، فألصقت التسمية بالعنصر النسائي الأضعف، ولعل وجود توافق بين الأعاصير، والنساء، كان سببا آخر، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها، وصاحبة أمزجة متقلبة، وذات بطش عندما تكره، وتظهر غضبها، مثل الإعصار.

أسماء بشر

وبدأ المركز القومي للأعاصير في الولايات المتحدة، بإطلاق أسماء بشر على الأعاصير، منذ عام 1953، وذلك مع ولادة الإعصار الأنثوي "أليس".

لماذا اسم أنثى؟

كلمة إعصار في اللغة الإنجليزية هي: "Hurricane"، وهي كلمة مؤنثة، مثل: "عاصفة"، في اللغة العربية، مما جعل السياق اللغوي، يحتم أن يطلق أسماء أنثوية على جميع الأعاصير المتوقعة، لكن المنظمات النسائية الأمريكية، اعترضت على إلصاق الأسماء الأنثوية بالأعاصير المدمرة، فتقرر عام 1979 طرح قوائم جديدة، تتضمن أسماء مذكرة، ومؤنثة على التوالي.

وفي نفس العام أطلق للمرة الأولى اسم ذكر "بوب" على إعصار في المحيط الأطلسي.

تجنبا للتكرار

لمنع تعدد الأسماء، والاختلاف حولها، والتضارب الحاصل أو تكرارها في وسائل الإعلام، قررت إدارة الطقس الأمريكية عام 1953، وضع أسماء مسبقة للأعاصير المتوقعة.

وهذه الأسماء تطلق تباعا، وبحسب قائمة أبجدية، دون الحاجة لقرار رسمي أو اتفاق جماعي مسبق.

وغالبا ما تكون الأسماء المختارة مألوفة بين الناس في المناطق التي تمر بها الأعاصير، وهو النظام الذي أخذت به لاحقاً منظمة الطقس الدولية.

الحرب العالمية

وخلال الحرب العالمية الثانية طوّرت القوات المسلحة الأمريكية تسمية الأعاصير، فقد كانت القوات الجوية والبحرية الأمريكية تقوم بعملية متابعة ورصد دقيقة للأعاصير في شمال غرب المحيط الهادي.

ولمنع تعدد الأسماء والاختلاف حولها، أطلق خبراء الأرصاد الجوية العسكرية على الأعاصير أسماء زوجاتهم أو صديقاتهم .وبعد الحرب، العالمية الثانية أعدت الأرصاد الجوية الأمريكية قائمة أبجدية بأسماء الإناث، ارتكزت على فكرة رئيسة هي استخدام أسماء قصيرة وبسيطة وسهلة التذكر .

شرق آسيا.. لا للأمريكية

بعد فترة قررت بلدان شرق آسيا الابتعاد عن الأسماء الأمريكية فبدأت تسمي أعاصيرها بنفسها، وألغت الأسماء المستوردة من أمريكا، مثل: إعصار " تيد " وإعصار "فرانكي"، وهي أسماء أمريكية أطلقت على الأعاصير الآسيوية؛ بحجة أنها غير مفهومة لشعوبها، فاستخدمت أسماء حيوانات بدلا من الأسماء البشرية مثل: إعصار "دامري"، ومعناه "الفيل"، في اللغة الكمبودية، وإعصار "كيروجي"، وهو اسم نوع نادر من البط البري في كوريا الشمالية، كما تضمنت القائمة أيضا أسماء من هونج كونج، واليابان ولاوس، وماكاو، وماليزيا، وكوريا الجنوبية، والفلبين، وتايلاند، وفيتنام، وإعصار جونو أو، الذي ضرب السواحل العُمانية.

شمال المحيط الهندي

أما في شمال المحيط الهندي فتتم تسمية الأعاصير التي تتشكل، من قبل المركز الإقليمي المتخصص للأرصاد الجوية، ومقره في نيودلهي بالهند، وذلك نيابة عن البلدان الأعضاء في المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، المفوضية الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والباسفيك.

وهذه الأسماء هي على النحو الآتي: الإعصار "ليلى"، الذي تطور في المحيط الهندي، مقابل ساحل أندرا براديش، وخلف الكثير من الدمار، تم تسميته من قبل باكستان ، والإعصار الذي تلاه اسمه "باندو"، وهو اسم أطلقته سريلانكا، واسم الإعصار "فيت" أطلقته تايلاند.

أعاصير الإناث أشد عنفا

حملت الأعاصير أسماء، منها ما كان مؤنثا ومنها مذكرا، وشكل هذا الربط بين الإعصار واسمه مساحة للنقاش، والتساؤل بشأن عما إذا كان لجنس الاسم علاقة بمدى قدرة الإعصار على التدمير؟

يعتقد كثير من الناس أن الإعصار الذي يحمل اسما مؤنثا يكون أقل خطرا، إلا أن ذلك ليس صحيحا، من الناحية العملية.

وتوصل باحثون في جامعة إلينوي إلى أن أعاصير المحيط الأطلسي القوية، التي لها أسماء إناث، تسببت في سقوط عدد من القتلى أكثر بـ5 مرات عن تلك التي حملت أسماء ذكور.

 


 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة