الخميس 4 يوليو 2024

على غرار سيناريو «البوسنة والهرسك».. العالم يصم أذنيه عن «مذبحة بورما»

4-9-2017 | 17:13

بعد مرور ما يزيد عن 20 عاما، يطل علينا سيناريو مذابح "البوسنة والهرسك"، مرة أخرى بوجهه القبيح، الذي واكب حقبة التسعينات، ولكن هذه المرة تحول المشهد من أوروبا إلى آسيا، حيث مذبحة بورما وعمليات التطهير العرقية التي تمارس الآن، على مرمى ومسمع العالم أجمع، ومنذ فترة ليست بالقصيرة ضد مسلمي الروهينجا في ميانمار، والغريب أنه لم يحرك أحد ساكنا، وسط حالة تجاهل مستفزة من المجتمع الدولي، اللهم إلا بداية إلقاء حجر في المياه الراكدة اليوم الاثنين، بعدما وجهت الأمم المتحدة انتقادات شديدة إلى سان سوكي الزعيمة الفعلية لميانمار، بسبب صمتها تجاه مأساة مسلمي الروهينجا.

والروهينجا لمن لا يعرفهم، أقلية مسلمة، باتت بلا دولة بعد رفض ميانمار الاعتراف بمواطنتها، وتتعرض إلى اضطهاد وملاحقات في ميانمار والتي يطلق عليها أيضا اسم "بورما".

 

87 ألف مسلم فار من مذابح الروهينجا

وانتقدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة بشؤون حقوق الإنسان في ميانمار، يانغهي لي، الزعيمة البورمية أون سان سو كي، لفشلها في حماية مسلمي الروهينجا في بلادها، مشيرة إلى أن الوضع هناك أصبح خطيرا جدا ويحتاج للتدخل بعد أن وصل عدد مسلمي الروهينجا الفارين إلى بنجلاديش إلى 87 ألف شخص، طبقا لتقديرات الأمم المتحدة، وفاق هذا العدد عدد الفارين في عملية النزوح الجماعي التي وقعت بعد أحداث العنف في راخين في عام 2016.

 

وجاءت هذه النزوحات نتيجة لحملات الدهم التي شنها جيش ميانمار في أعقاب هجمات لمسلحين من الروهينجا على مواقع للشرطة.

 

ويتحدث معظم من فروا عن قيام الجيش وحشود من البوذيين في راخين بمهاجمة المدنيين وحرق قراهم، وهو ما أظهرته بالفعل صور الأقمار الاصطناعية، حيث أظهرت العديد من الأماكن المحروقة في الأجزاء الشمالية من البلاد، ونشرت منظمة هيومان رايتس ووتش صورة تقول إنها تظهر أكثر من 700 منزل دمرت كليا في إحدى قرى الروهينجا.

 

حالات مأساوية

وفي هذا السياق قالت فيفيان تان، المتحدثة باسم المفوضية السامية في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من مخيم في منطقة الحدود البنجلاديشية إن الناس الذين يصلون إلى المخيم في وضع مزر جدا.

 

وأضافت "يقولون إنهم لم يذوقوا الطعام منذ عدة أيام، وليس من لحظة فرارهم من بيوتهم، لقد بقوا على قيد الحياة معتمدين على شرب مياه البرك أو الأمطار، وظلوا يمشون لأيام، وهم منهكون جسديا، ومن المرجح أنهم مصدومون".

 

وأتمت "نرى الكثير من النساء والأطفال الصغار وبعض الرضع، وقد عاش هؤلاء الأطفال تحت ظروف قاسية لأيام، لذا يعانون من الضعف والهزال الشديد وبحاجة إلى الرعاية الطبية".

 

إدانات دولية

المثير في الأمر أنه في الوقت الذي انشغل فيه غالبية الدول العربية والإسلامية بالاحتفال بمناسبة عيد الأضحى المبارك، إلا أن بريطانيا أعلنت عن استيائها مما يحدث في بورما وطالبت بسرعة إنهاء العنف ضد مسلمي الروهينجا.

 

في الوقت الذي أدان فيه مجلس الحكماء المسلمين اليوم، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، المذابح التي تشهدها البلاد ودعا لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في المذابح التي يتعرض لها مسلمي الروهينجا.