الأحد 24 نوفمبر 2024

عرب وعالم

عضو هيئة كبار العلماء: تلاحم المصلين من قارات العالم في الجامع الأزهر ‏يذكرنا بأم القرى‏

  • 30-3-2023 | 23:52

فضيلة الدكتور فتحي الفقي

طباعة
  • نعمات مدحت

قال الدكتور فتحي الفقي، عضو هيئة كبار العلماء، إنَّ مشهد الجامع الأزهر ‏وهو يكتظ بالمصلين في رمضان يذكرنا بالمشهد في أم القرى، وما أشبه الليلة ‏بالبارحة والمنظر بالمنظر، ويجعل المسلم في مصر يتمنى لو يصلي هنا كل يوم.‏

وأضاف خلال حديثه في درس التراويح بالجامع الأزهر أننا كمسلمين دخلنا ‏شهر رمضان لنحصل على مضاعفة الأجر، لكن قبل ذلك ينبغي أن يكون المسلم ‏قد نظف قلبه من الأوزار والدنس وحقوق العباد وراجع نفسه ورد المظالم، حتى يقبل ‏الله صيامنا، وهناك فرق بين إجزاء العمل وقبوله عند الله سبحانه وتعالى، فإجزاء ‏العمل هو أن يؤدي العبد ما عليه ويخلصه لله، فعلى الجميع أن يعمل كأن العبد ‏يموت غدًا.‏

ولفت إلى ضرورة أن ينظر العبد حوله ويتعظ من موت الأقران من حوله، ‏وشيب شعره، فعلينا جميعًا أن نستعد ليوم الحساب، الذي قال فيه رب العزة: {فَإِذَا ‏نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}، ويصدق الرسول ﷺ على ‏ذلك فيقول لابنته فاطمة رضي الله عنها: «لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا»، ويمثل لنا ‏النبي ﷺ بمثل حي، عندما تتطاير الصحف كل منا يأخذ صحيفته وتنشق الأرض ‏عمن فيها، وعندما يلتقي الولد مع أمه فتمسكه من أكتافه وتلابيبه وتقول له: يا بني ‏أترى ما أنا فيه؟ قال نعم يا أماه. أتذكر وقت أن كان بطني لك حواء؟ نعم يا أماه. ‏أتذكر وقت أن كان ثديي لك سِقاء؟ نعم يا أماه. أتذكر وقت أن كان حجري لك ‏غطاء؟ نعم يا أماه. فتقول الأم: خذ عني بعض ذنوبي يا بني. فيقول الولد: إليكِ ‏عني فإن معي ما يكفيني. مضيفًا فضيلته أنه في هذا الوقت: {كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ ‏شَأْنٌ يُغْنِيهِ}.‏

ووجه خلال درس التراويح ثلاث نصائح نأخذها من قصة إبليس مع سيدنا ‏موسى، حيث لقي إبليس سيدنا موسى -عليه السلام- فقال: يا موسى أنت الذي ‏اصطفاك الله برسالاته وكلمك تكليمًا... إذا تبت، وأنا أريد أن أتوب فاشفع لي إلى ‏ربي أن يتوب علي، قال سيدنا موسى: نعم، فدعا موسى ربه فقيل: يا موسى قد ‏قضيت حاجتك، فلقي موسى إبليس، قال: قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك، ‏فاستكبر وغضب وقال: لم أسجد له حيًّا أسجد له ميتًّا؟ ثم قال إبليس: يا موسى إن ‏لك علي حقاً بما شفعت لي إلى ربك، فاذكرني عند ثلاث لا أهلكك فيهن: اذكرني ‏حين تغضب فإني أجري منك مجرى الدم، واذكرني حين تلقى الزحف فإني آتي ابن ‏آدم حين يلقى الزحف فأذكره ولده وزوجته حتى يولي، وإياك أن تجالس امرأة ليست ‏بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها.‏

وأوضح أنَّ الإنسان منا عليه أن يلجأ إلى الله دائمًا وخصوصًا في هذا ‏المواقف الثلاثة، فلا بد من ذكر الله عن الغضب، وهي وصية رسول الله ﷺ لنا: ‏‏«لا تغضب»، فكثير من مشكلاتنا تحدث وقت الغضب، وأن يحذر الرجل من أن ‏يخلو بامرأة فقد الحبيب المصطفى ﷺ: «ما خَلا رجُلٌ بامرأةٍ إلَّا كان الشَّيطانُ ‏ثالثَهما»، وهذا أسلوب حصر لا استثناء فيه، فعلينا جميعًا أن نتقي حرمات الله ‏ونتقرب إليه بالذكر والعمل الصالح.‏

الاكثر قراءة