قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، وخبير شؤون الشرق الأوسط إن الهدف من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسعودية، هو تأكيد وتعزيز العلاقات بين القاهرة والرياض؛ في توقيت له دلالته المهمة لتوثيق المواقف والتوجهات المشتركة، وللتوثيق أن البلدين ماضيين على أساس علاقات مشترك، لأنهما الثنائي الأكثر استقرارا في المنطقة من ناحية، ومن ناحية أخرى تقدر السعودية أهمية وثقل وزن مصر، ومصر تقدر وتدعم بشكل مباشر وتمنح الاستثمارات السعودية عمقًا مهمًا على أرضها.
وأضاف في تصريحاته لـ"بوابة دار الهلال" أن "هناك ملفات عديدة كانت مطروحة على طاولة الزيارة، لكنها كلها كانت في أطر عامة، بأولويات واضحة، مثل انعقاد القمة العربية في مايو المقبل على أرض السعودية التي ستدفع بقوة إلى عودة سوريا، خاصة بعد زيارة وزير خارجية سوريا لمصر".
وأوضح أن "قضايا الملف الإقليمي أهم ما طرح في هذه الزيارة؛ خاصة بعد مستجدات عودة العلاقات بين السعودية وإيران، وبين مصر وتركيا؛ لفتح صفحات جديدة في المنطقة، التي تمثل مصر والسعودية حجرا أساسها المتين، وهذا سيؤثر على ملفات بعينها في الفترة القادمة، تتعلق بعودة سوريا للقمة العربية، ومناقشة الأوضاع في اليمن وليبيا".
ونوه إلى أنه "نوقشت أيضًا قضية أمن الخليج؛ لأنها تحظى بتأييد ومتابعة جادة، إذ أن البعد المصري يتمدد ويتماس مع أشقائه في قضاياه، مع حرص على تأكيد الحضور الداعم لدول الخليج، مثل السعودية والإمارات وقطر وغيرهم".
وأشار إلى أن "المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تشكلها الدولتان الرئيستان (مصر والسعودية)، في تحديات تعتبر امتدادًا على قضايا الإقليم، سيجري العمل عليها بداية من اجتماع القمة العربية".
زيارة الرئيس السيسي لجدة
زار الرئيس عبد الفتاح السيسي مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، حيث التقى مع شقيقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية رئيس مجلس الوزراء.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الزعيمين أشادا بالعلاقات التاريخية الوثيقة والمتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات، مشيرين إلى أهمية الزيارة في مواصلة تطوير هذه العلاقات الأخوية، ومؤكدين الحرص المتبادل على تعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين، بالإضافة إلى مواصلة التنسيق والتشاور تجاه التطورات والقضايا الإقليمية والدولية.