الجمعة 10 مايو 2024

أولياء الله الصالحين (15 -30)| عمر بن الفارض... سلطان العاشقين

مسجد عمر بن الفارض

ثقافة6-4-2023 | 19:03

عبدالله مسعد

تعتبر مصر حاضنة آل بيت النبوة وأولياء الله الصالحين، وقد بوركت بوجودهم حيث تأتي من منطلق دعوة السيدة زينب الشهيرة لأهل مصر لترحيبهم بقدومها قائلة: "أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا".

ونستعرض خلال ايام شهر رمضان المبارك عدد من هؤلاء الأولياء وفترة إقامتهم في مصر، ونستعرض اليوم: عمر بن الفارض.

ولد أبو القاسم عمر بن الفارض، الحموى الأصل والمصرى النشأة والمقام والوفاة، فى القاهرة فى الرابع من ذى القعدة سنة 576 هـ/ 1181م، ويتفق جميع من ترجموا له على أن اسمه «عمر»، وكنيته «أبو القاسم» أو «أبو حفص»، ولقبه «شرف الدين»، وأنه ابن أبى الحسن على ابن المرشد بن على، من أسرة كانت تفتخر بأن لها نسبًا متصلاً ببنى سعد، قبيلة حليمة السعدية مرضعة الرسول محمد.

عاصر ابن الفارض الأحداث المجيدة التى حققها الأيوبيون، فقد ترعرع فى أيام صعود القائد البطل الناصر صلاح الدين الأيوبى إلى ذروة مجده، وعاش فى ظل الملك الكامل فى مصر، وتوفي قبل سقوط الدولة الأيوبية على أيدى المماليك بعدة سنين.

كما بدأ عُمر بن الفارض سياحته الصوفية مبكرًا، فكان يذهب إلى وادى المستضعفين بالمقطم وهو جبل شرقى القاهرة، ثم يعود من سياحته إلى أبيه الذى كان يُلزم ابنه بالجلوس معه فى مجالس الحكم ومدارس العلم.

ويتكون المسجد من مستطيل ينقسم إلى مربعين منفصلين عن بعضهما تمامًا كما هو الحال فى الطراز العثمانى، فيتكون المربع الأول عبارة عن صحن مكشوف وتحيط به الأروقة من جميع الجهات، أما المربع الثانى فهو يتكون من إيوان القبلة وبداخله الضريح، ويحتوى إيوان القبلة على صفين من الأعمدة الرخامية، ويتكون كل صف من عمودين وتقسم الأعمدة إلى ثلاثة أروقة، وتقوم على أعمدة عقود مدببة وموازية لحائط القبلة.

ومنذ القدم ظهرت عند المصريين القدماء فكرة الولي الذي يمثل الآلهة المحلية التي يلجأ إليها الناس لتوصيل رغباتهم إلى إله الدولة الرسمي، سواء رع في الدولة القديمة أو آمون في الدولة الحديثة، وتطور الأمر مع دخول الإسلام إلى أضرحة الأولياء.

وعلى الرغم من ازدحام القاهرة بالمنشآت الحكومية، والوزارات، خاصة منطقة وسط البلد، إلا أنها ما زالت تحتفظ بعدد كبير من الأضرحة التى يتبارك بها المصريين، وهذه الأضرحة كانت موجودة قبل بناء القاهرة الخديوية على يد الخديوى إسماعيل، فربطت بين حقبة الدولة الإسلامية والقاهرة الحديثة التى أراد الخديوى بنائها على الطراز الأوربى لتباهى عواصم العالم الأكثر تمدن ورقى.

على الرغم من رغبة الخديوى انذاك فى بناء القاهرة من جديد على غرار العاصمة الفرنسية باريس، إلا أن المصريين استطاعوا الحفاظ على أضرحة أولياء الله الصالحين، والتى سميت مناطق نسبة لهم، فوسط الحداثة تجد ضريح لأحد المشايخ، وإن كان لا يذكره كل أهالى المنطقة المحيطة به.

هناك أضرحة مشهورة فى القاهرة يعلمها الجميع مثل ضريح سيدنا الحسين، والسيدة زينب والسيدة نفيسة، وغيرهم، ولكن هناك أضرحة أخرى تنتشر فى شوارع وسط البلد لم يعرفها الكثير ولكن أهالى المنطقة المجاورة لها يقيمون لبعضها الموالد ويتباركون بالمكان ويزورنه.

Dr.Radwa
Egypt Air