الجمعة 3 مايو 2024

نساء في الإسلام (30- 16)| أسماء بنت عميس

تعبيرية

ثقافة7-4-2023 | 11:00

عبدالله مسعد

أمر الإسلام الرجال بحسن معاملة النساء، كما خص الإسلام المرأة بالحفظ والتكريم، وأحاطها بسياج من الرعاية والعناية، سواءً كانت أمًا، أو أختًا، أو بنتًا، أو زوجة، وأكد على أن الرجل والمرأة سواء في الإنسانية.

حيث أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الرجل والمرأة خُلقا من أصل واحد، ولما بُعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انكر العادات الجاهلية التي كانت تضهد المرأة وتظلمها، وأنزلها مكانة رفيعة تليق بها كأم وأخت وبنت وزوجة، وسَن للنساء الحقوق التي تكفل لهن الحياة الكريمة والاحترام والتقدير، ومن هذه الحقوق حق المرأة في الحياة فقد كان العرب يؤدون البنات، فحرم النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الفعل الشنيع، وجعله من أعظم الذنوب.

وخلال شهر رمضان نستعرض معا نماذج من النساء ومنهن الذين عاصرن النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعض من مواقف حياتهن

 ونلتقي اليوم مع أسماء بنت عميس

هي أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن معاوية بن زيد بن مالك، وكانت زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم لأبى بكر الصديق ثم لعلى بن أبى طالب.

أسماء أسلمت قبل دخول الرسول (ص) دار الأرقم بن أبى الأرقم، وبايعت الرسول (ص) على السمع والطاعة، وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبى طالب، وقالت: "يا رسول الله، إن رجالًا يفخرون علينا ويزعمون أن لسنا من المهاجرين الأولين، فقال رسول الله: بل لكم هجرتان: هاجرتم إلى أرض الحبشة ونحن مرهنون بمكة، ثم هاجرتم بعد ذلك".

روت "ذات الهجرتين" عن النبي محمد (ص) ستين حديثا، وقال الدار قطنى: انفرد بالإخراج عنها مسلم، ولم يذكر عدد ما أخرج لها من الأحاديث.

وكان عمر بن الخطاب يسأل أسماء بنت عميس عن تفسير المنام، ونقل عنها أشياء من ذلك وغيره، ويقال إنها لما بلغها مقتل ودلدها محمد ابن أبى بكر بمصر، قامت إلى مسجد بيتها، وكظمت غيظها حتى شخب تدياها دما.

وأخرج ابن السكن بسند صحيح عن الشعبي قال: تزوج على من أسماء بنت عميس، فتفاخر إبناها: محمد  بن جعفر، وحمد بن أبى بكر، فقال كل منهما: "أنا أكرم منك، وأبى خير من أبيك"، فقال على" "اقضى بينهما"، فقالت: "ما رأيت شابا خيرًا من جعفر، ولا كهلًا خيرا من أبى بكر"، فقال علي: "فماذا أبقيت لنا؟".

كانت المرأة في الجاهلية مهانةً ولا قيمة لها، فقد كان الرجل هو السيد المتحكِّم في المرأة حسب هواه دون احترامٍ وتقدير، ولكنّ بعد أن جاء الإسلام رفع من شأنها وقدّرها وجعل لها المقام الأول في البيت، فالمرأة مخلوقٌ لطيفٌ، وحساسٌّ، وذو قدراتٍ محدّدةٍ خلقها الله تعالى بكيفيّةٍ معينّةٍ لتأدية بعض المهام التي تستطيع تحمّلها، وقد تكون المرأة؛ أمّاً أو زوجةً أو أختاً أو ابنةً، وفي جميع حالتها يجب مراعاتها واحترامها، وسنتحدّث في هذا المقال حول كيفيّة تكريم الله عز وجل للمرأة.

Dr.Randa
Dr.Radwa