حوار : سماح موسى
مشوار طويل من الإبداع الفني توجته بالاهتمام بقضايا المجتمع،حملت على عاتقها قضايا المرأة ومسئولية وأمانة الفن والرسالة التى يقدمها للمجتمع سواء ككاتبة أوممثلة مؤمنة بأن للفن دورا فى تصحيح مفاهيم المجتمع الخاطئة، ألفت العديد من الأعمال الناجحة منها "مباراة زوجية , الرجاء التزام الهدوء , كعب داير".
الفنانة والكاتبة نادية رشاد، أول من ثارت على الطلاق الشفهى والغيابى بفيلمها "آسفة أرفض الطلاق" الذى أنتجه التليفزيون المصرى فى الثمانينيات، هى ضيفتنا فى هذا الحوار .
كنت أول من التفت إلى خطورة الطاق الشفهى كيف كان ذلك ؟
تطرقت إلي هذا الموضوع منذ سنوات طويلة وبالتحديد عام 1985في فيلم "آسفة أرفض الطلاق"لأن الطلاق الشفهي أو الغيابي لم يعط فرصة للزوج الغاضب أن يهدأ ويراجع نفسه، لذا من المهم للمجتمع والأسرة أن يتم الطلاق أمام مأذون أو قاض .
كيف ترين رفض البعض مسألة توثيق الطلاق الشفهى ؟
التلاعب بالأيمانات المغلظة وهدم كيان أسرة وتشريد أطفال دون ذنب أمر لايرضي الله ورسوله، والأمر يختلف في عصرنا الحالي عن عهد النبوة سواء من حيث عدد المسلمين أو انقطاع الوحى بموت الرسول "صلى الله عليه وسلم" ما يجعلنا بحاجة إلى تنظيم أمور حياتنا بشكل قانوني حفاظا على حقوق المرأة، فالطلاق الشفهي والغيابي يسلبها حقوقها الشرعية، لذا أطالب بالتوعية بجدية الطلاق لأنالبعض يعتبره مثل السباب يردده وقتما شاء.
ما القضايا النسائية التي تشغلك في الفترة الحالية؟
تعدد الزوجات بلا رابط أو ضابط دون التزام الزوج بواجبه تجاه زوجته الأولي، فلم يوجد حق دون واجب فالعدل والقدرة النفسية والجسدية والمادية ومراعاة أبنائه شروط أساسية اشترطها الشارع لإباحة التعدد،فعلى من يريد الزواج بأخري أن يطرح سببا حقيقيا للجمع بين اثنين أو ثلاث أو أربع فنحن لانحرم ماحلل الله ولانحلل ماحرمه الله.
ماأخبارك الفنية القادمة؟
انتهيت أخيرا من كتابة أربعة مسلسلات وأبحث حاليا عن جهة لإنتاج هذه الأعمال، وأشارك تمثيليا في عمل سيعرض في رمضان القادم.
ما رأيك في أعمال العنف والبلطجة؟
لا أؤيد مشاهد العنف والبلطجة، وأرى أن الفيصل الوحيد رأي الجمهور ولكن التوازن في نوعية الأعمال تمحي ملل المشاهد، ولابد أن يرى الجمهور نفسه في الشخصيات المقدمة له.
ما النصائح التى وجهتيها لابنتك نجلاء عندما عزمت دخول مجال الكتابة؟
نصحت ابنتي بالقراءة في كل مجالات المعرفة لإتقانلغتها وقدرتها على كتابة الحوار، فلم ينجح كاتب سيناريو جاهل بثقافة شعبه،لا يطلع على الكتب سواء المؤلفة باللغة العربية أو أي لغة أخرى، فكل كتاب أقرأه يزيدني ثقافة ومعرفية.
وأنصح فناني المستقبل بالإلمام بالمعرفة والاهتمام بممارسة الرياضة لأنها غذاء الروح،وسماع الموسيقى وقراءة القرآن الكريم لتحسين اللغة.
ما أكثر عمل تعتزين به خلال مشوارك الفني الطويل؟
أعتز بأعمال كثيرة منهاعمل تاريخي "سيف اليقين" الذى قدمت به بطولة محورية وحصلت منخلاله على جائزة أفضل ممثلة لدور البطولة من مهرجان الإذاعة والتليفزيون،وأعمال أخري منها مسلسل أم كلثوم,أرابيسك,مباراة زوجية.
البعض يعتقد أن دور الفن يتوقف فقط عند حد الترفيه فما رأيك ؟
بالعكس ، الفن له دور واضح في تنمية وازدهار المجتمع على أن يهدف إلىتحسين عقلية المواطن بالتفكير العلمي وليس الخرافي، بالإضافة إلي دوره في تغيير أسلوب حياتهم للأفضل، والأخذ بالأسباب وإعمال المنطق حيث دعانا الله للتفكر والتأمل في الكون.
ما القضايا التي يجب على الفن تناولها في الوقت الحالي؟
هناك العديد من القضايا التي يجب أن يلقي الفن الضوء عليها منها الحرية، فمنذ سنوات طويلة طرحت تلك القضية الكبرى في مسلسل "دعوة للحب" فمن غش في الحب يمكن أن يتلاعب فى أى شىء آخر،وأتمني أن نطرح القضايا الكبرى مثل الحق والخير والجمال ووحدة الوجود في أعمالنا الدرامية.
وأخيرا..ما أمنياتك على المستوى العام, والفني, والشخصي؟
أتمنى أن تعيش مصر في سلام وأمان ورخاء اقتصادي،وأن يديم الله علي الصحة والستر ولايحوجني إلا له،وأن يحقق لابني الذي يعمل طبيب تغذية علاجية وابنتي الكاتبة نجلاء الحديني كل مايأملانه ويبارك في أزواجهما وأبنائهما،وعلى المستوى الفني أحلم بنهضة فنية في كل المجالات سواء في السينما أو التليفزيون أو المسرح وأن يكون لدينا جمهور قادر على دفع ثمن التذكرة للوصول إلى المسرح والسينما.