تتقلب الأحوال الجوية في فترات ما بين الفصول، ويكثر فيها الإصابة بنزلات البرد وتزيد حدتها خاصة مع مرضي الحساسية الصدرية، فكيف يمكن التعامل مع الصيام في حالات الإصابة بالنزلة الشعبية أو الالتهاب الرئوي؟ في السطور القادمة تقدم استشارية من المركز القومي للبحوث نصائحها في هذا الأمر.

تقول الدكتورة سوزان فؤاد سليمان أستاذ مساعد التغذية الطبية بقسم التغذية وعلوم الأطعمة، المركز القومى للبحوث أن مرضي النزلة الشعبية عادة ما يشكو من سعال يصاحبه كمية من البصاق، فإذا كانت الحالة حاده فلا يسمح لهم بالصيام حتى يتثنى للمريض أخذ العلاج اللازم والمضاد الحيوى الذى يوصفه الطبيب بانتظام ثلاث أو أربع مرات يوميا مع شرب السوائل لذلك يجب أن يمتنع عن الصيام خلال فترة العلاج إلى أن يشفى من هذه النزلة الحادة، وخاصة أن إهمال علاج مثل هذه النزلات قد يؤدى إلى بعض المضاعفات مثل الالتهاب الرئوى وقد يؤدى إلى حساسية مزمنة فى الصدر عند بعض المرضى.

وتوضح أنه في حالت الإصابة بالالتهاب الرئوى، فيحتاج لراحة كاملة مع الانتظام فى العلاج فى موعده وعلى ذلك فلا يصوم المريض، أما في حالة خراج الرئة حالة حادة، تتطلب علاجاً مكثفاً ومنتظماً بالمضادات الحيوية المناسبة مع راحة كاملة وكل ذلك يستوجب الإفطار، ويستمر المريض فى علاجه حتى يتم الشفاء الكامل والتام، وفى خلال هذه الفترة فإن المريض لابد أن يتناول طعامه مع كميات كبيرة من السوائل.

وتشرح الاستشارية أنه بالنسبة للمرضى الذين يستخدمون الأوكسجين بسبب أى مرض من الأمراض الصدرية فعليهم أن يستمروا فى إستخدام الأوكسجين كما وصف لهم الطبيب وليس عليهم الصيام.

وتختم دكتورة سوزان حديثها أنه  بالنسبة لمن يعانون من مشاكل صحية بالجهاز التنفسى والذين يسمح لهم الطبيب المعالج بالصيام فنحب أن نحدثهم عن بعض الفوائد الصحية لهم، لأن الصيام وروحانيات الشهر الكريم  يساعدهم على رفع الروح المعنوية للمريض مما ينعكس على صحته بالإيجاب، ومعظم مرضى الصدر لديهم مشكلة تتعلق بارتجاع المرئ والتهابات جدار المعدة وبالتالى الصوم يساهم فى حدوث تحسن كبير بالتهابات جدار المعدة والذى ينعكس على حالة الشعب الهوائية والرئتين، كما أن الصيام يساهم فى تنشيط الدورة الدموية بالجسم والرئتين وبالتالى تتحسن أداء وظائف الرئتين ورفع نسبة الأكسجين بالدم. و نؤكد أن كل مريض لم يسمح له الطبيب بالصوم أن يمتثل لتعليمات الطبيب حفاظاً على صحته.