كتب ـ خليل زيدان
تحل اليوم ذكرى رحيل الأستاذ، وهو اللقب الذي أطلق على الفنان القدير فؤاد المهندس، الذي برع في أداء العديد من الأدوار، وقد دار معظمها في فلك الكوميديا رغم تنوعها، حتى أصبح مدرسة نهل منها كثير من تلاميذه وتخرج فيها أجيال كوميدية من بعده.
بدأ فؤاد المهندس عمله بالفن في عصر شمس الكوميديا إسماعيل يس، وكان من الصعب على المهندس أن يجد مكانًا في ذلك العصر الذهبي الذي تربع على عرشه إسماعيل يس لسنوات طويلة، كما وُجد في ذلك العصر عدة نجوم أخرى تدور حول كوكب إسماعيل يس، وهم عبد الفتاح القصري وعبد السلام النابلسي وعبد المنعم إبراهيم وحسن فايق وغيرهم.. فما كان على المهندس إلا أن شارك في ظاهرة إذاعية جديدة، وهي فرقة "ساعة لقلبك"، وقد أصبح نجمًا فيها، وسارت موازية كوميديًا من خلال الإذاعة لعصر نجوم الكوميديا السينمائي والمسرحي.
بدأت الكوميديا في مصر على أيدي الرائديْن على الكسار ونجيب الريحاني، وحمل الراية من بعدهما إسماعيل يس، وبعده حمل فؤاد المهندس الراية لسنوات طويلة بعد أن أفل نجم إسماعيل يس.. ورغم سطوع نجم إسماعيل، فإن المهندس بدأ في ذلك العصر بعدة أدوار ثانوية، حيث قدمه المخرح حسن الإمام في ثلاثة أفلام عام 1952 وهي "كأس العذاب" و"زمن العجائب" و"غضب الوالدين"، وفي العام التالي شارك بدور ثانوي مع محمود ذو الفقار في فيلم "غلطة العمر" .. إلا أن عام 1954 حمل له مفاجأة كبرى رغم حداثته في عالم السينما، فقد شارك بدور ثانوي في فيلم "الأرض الطيبة" ثم تأتيه البطولة في نفس العام لفيلم "بنت الجيران"، وقد بدأ أداءه في الفيلم متأثرًا بأيقونة الكوميديا العالمية شارلي شابلن.
من المرجح أن البطولة المفاجأة لفؤاد المهندس لم يكن توقيتها مناسبًا، لأنه سرعان ما عاد بعد تلك البطولة لأدوار ثانوية وأدوار السنيد لسنوات طويلة حتى عام 1967 وقد قام ببطولة ثلاثة أفلام في نفس العام، وهي "أجازة بالعافية" و"الراجل ده ح يجنني" و"أخطر رجل في العالم"، ويحمل له عام 1968 الرقم القياسي في بطولة الأفلام، حيث شارك بالبطولة في ستة أفلام ومسرحيتين وهي "مطاردة غرامية" و"شنبو في المصيدة" و"مراتي مجنونة" و"المليونير المزيف" و"أرض النفاق" و"عالم مضحك جداً" و"مسرحية حواء الساعة 12" و"السكرتير الفني".
- فؤاد المهندس أدوار السنيد أو صديق البطل في العديد من الأفلام، وكان أداؤه عبقريًا يكاد يسحب البساط من تحت أقدام بطل الفيلم، فلا أحد ينسى دوره في فيلم "صاحب الجلالة"، رغم أن البطولة لملك الترسو فريد شوقي إلا أن دور فؤاد المهندس كان مبهراً ويكاد يكون محرك الأحداث في العمل، كذلك استطاع المهندس أن يكون نسمة المرح في صحراء الأفلام التراجيدية التي تحمل قدراً من الكآبة، مثل فيلم "نهر الحب" وهو ومضات المرح أيضاً في فيلم "الشموع السوداء" و"بين الأطلال" فكان بمثابة نسمة الهواء التي تأتي لتخفف من لهيب الأحزان.