الخميس 16 مايو 2024

بعد "تحت الوصاية".. هل لا يزال البعض يستبيح سرقة كد المرأة العاملة؟

مسلسل تحت الوصاية

سيدتي13-4-2023 | 01:20

فاطمة الحسيني

سلط مسلسل "تحت الوصاية" بعض القضايا التي تمثل معاناة المرأة الأرملة ومسئوليتها تجاه أولادها، من خلال تجارتها في بيع السمك بدلاً من زوجها المتوفى، ومواجهة الجشع والطمع والاستغلال من قبل التجار الذين يريدون أن يأخذوا السمك والجمبري التي قامت باصطياده بسعر بخس لكونها امرأة، الأمر الذي جعلنا نتساءل عن السبب وراء استغلال بعض الرجال في المجتمع للمرأة العاملة واستباحة سرقة كدها.

ومن جهتها، أوضحت الدكتورة رانيا الكيلاني أستاذ علم الاجتماع الثقافي بكلية الآداب جامعة طنطا، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن المجتمع المصري يتكون من مختلف البيئات التي تحمل أنماط شخصية متنوعة وكذلك تنشئة اجتماعية تختلف من مكان لآخر، وبالتالي هناك فصيل ومجتمع يحترم المرأة ويقدرها وآخرون لا يقيموا لها وزنا بل يحطموا من قدرتها وشخصيتها، وفكرة استهانة الرجال وتقليلهم من دور المرأة المهني يرجع إلي  فكرة الهيمنة الذكورية باعتبارها موروث ثقافي مازال يمارس في بعض المجتمعات الريفية أو الأقل تعليم وثقافة، والتي تؤمن ببعض الأفكار المغلوطة التي تزيد من تقليل شأن المرأة.

وأضافت أستاذ علم الاجتماع الثقافي، أن الهيمنة الذكورية تشبع احتياجات بعض الأنماط من الشخصيات التي تحمل أمراض اجتماعية، ترى أن إذلال المرأة واستغلالها نوع من أنواع الانتصار وتحقيق النشوة لهم، كما أن طمع الرجال في المرأة العاملة وتهميشها ، هو محاولة لإقصائها عن المشاركة في المجتمع، ما يجعلهم يمارسون عليها سلطتهم بنوع من الضغط الاقتصادي عليها، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أهمها:

  • الهيمنة الذكورية والسلطة الأبوية، وسيطرة الرجل على المرأة، فضلا عن تفسيرهم الخاطئ لبعض الآيات القرآنية والمصطلحات العلمية والنظريات، كي تخدم وتؤكد على هيمنتهم.
  • تفضيل الذكر عن الأنثى لدى الكثير من الأسر، بل وجعله الآمر والناهي على أخوته الفتيات، بغض النظر عن عمره أو تكوينه ووضعه داخل الأسرة.
  • الإيمان الشديد ببعض الأمثال الشعبية التي ترسخ فكرة كسر وذل الفتاة، مثل " اكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين ضلع"، وغيرها من الأمثال التي انعكست على المجتمع، وحملت على متنها عنصرية وتنمر، فظلمت أجيالاً من النساء والفتيات.
  • نشر ثقافة العيب  عن مفاهيم مغلوطة في المجتمعات الريفية مما أدى لخلل منظومة الوعي والقيم.

واستكملت قائلة، أننا في حاجة إلي الكثير من التغيير من أجل محو تلك الهيمنة الذكورية واستغلال المرأة، وذلك من خلال:

  • توعية الأم،  فهي المسئول الأول والأخير عن نشأة الأجيال، وخاصة توعية الأولاد في فترة المراهقة، لأنها المرحلة التي يتكون فيها الصورة الذهنية لدى الرجل والعكس.
  • تربية الفتاة على احترامها لذاتها ومعرفة حقوقها وواجباتها، وأن تدرك الأم أن المسئولية ليست فقط الأكل والشرب.
  • لابد من القيام بعمل حملات وورش توعية كبيرة في المدارس، لتوضيح مفاهيم التكامل النوعي بين الجنسين، وأن نجاح الحياة يتم من خلال الرجل والمرأة.