الخميس 25 ابريل 2024

فلسطين.. يا وجعي

مقالات13-4-2023 | 21:37

فلسطين يا وجعي، يا وجع العروبة، يا أرض الأنبياء، يا وطن المرابطين المدافعين عن شرف الأمة، حماة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، من هنا مر المسيح عليه السلام، ومسري الرسول صلي الله عليه وسلم، وهنا بزغت أغصان الزيتون، من هنا مر الشهداء، اليوم يدنس أرض فلسطين محتل غاصب أثيم، يرفع شعارات السلام، بينما يداه ملطخا بدماء الشهداء.

تعانق أجراس كنيسة القيامة أصوات آذان المسجد الأقصى، بينما تخشع القلوب وتبتهل للرحمن راجية العفو والمغفرة، آنذاك تقتحم شرطة الاحتلال، باحة المسجد الأقصى تستهدف المصلين الصائمين بالرصاص المطاطي وتعتقلهم وتصيبهم دون وازع من ضمير.

أراد نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، اختلاق معارك مع الشعب الفلسطيني، كورقة سياسية تمثل طوق نجاه له في المقام الأول بعد أزمة التعديلات التشريعية التي يرغب في تمريرها وترتب عليها احتجاجات، وتلاها تهديدات بعدم الانصياع للأوامر العسكرية من جانب جنود وضباط الاحتياط.

وكان نتنياهو متورط في قضايا فساد، وتعرض للمسألة، ولم يعد أمامه سوي إسكات وسائل الإعلام العبرية وقبلها تغليب دور السلطة التنفيذية وتغولها على السلطة القضائية، كي يمكنه صناعة ممر آمن للخروج من قضايا الفساد التي تلاحقه، وبلغ الأمر حد وصف وسائل الإعلام العبرية التعديلات المقترحة أنها تهدد بقاء «إسرائيل».

يمكن للمراقبين للشأن الإسرائيلي قراءة أسباب دعم نتنياهو لـ« اليمين المتطرف» من ناحية وسياسة اقتحام المسجد الأقصى، في ضوء تلك الرسالة التي نشرها 250 من كبار المسؤولين السابقين في الجهات الأمنية المختلفة والسلك الدبلوماسي، اتهموا فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو «بخلق وزرع انقسامات مدمّرة، والخوف وثقافة الكذب، وإلحاق أضرار يمكنها القضاء على التماسك الاجتماعي».

كما اعتبر الموقعون أن حكومة نتنياهو تخلق أزمة فعلية مع الإدارة الأميركية، ما قد يؤدي إلى عزلة إسرائيل سياسياً، وكانت مشاهد تصاعد المظاهرات في الكيان المحتل ضد حكومة بنيامين نتنياهو، خاصة ما يتعلق بشأن التعديلات القضائية، تنذر بنهاية نتنياهو سياسيا و بالتالي يجب أن يجمع الفرقاء علي قلب رجل واحد، في مواجهة خطر يحيط بالكيان المحتل علي غرار اختلاق مواجهات مع أصحاب الأرض «الفلسطينيين» أو الدخول في حرب مع إيران بحجة اقترابها من امتلاك السلاح النووي الأمر الذي يهدد بقاء إسرائيل لكن ما جري خلال الفترة الماضية من تفاهمت بين ايران و الخليج يجعل المواجهة مع إيران مقامرة غير محسوبة العواقب. 

وفي اعتقادي أن إيقاف دخول اليهود إلى باحة المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من رمضان، بمثابة هدنة مؤقتة تعود بعدها إسرائيل إلى استكمال اقتحام باحة الأقصى ومحاولات تهويد القدس ومحاولة تغير هويتنا وفرض سياسة الأمر الواقع تارة بالقوة وآخري بأوهام السلام المزعوم.

علينا أن ندرك في عالمنا العربي أن بيانات الشجب والقلق لن تصنع سلام حقيقي، لكنها الإرادة السياسية للعرب، واستخدام أدوات وآليات ضغط ذات فعالية، علينا أن ندرك أن الأرض لا يمكنها شرب دماء الشهداء، علينا أن نحافظ على هوية القدس الشريف فهي شرف الأمة، ولا يمكن أن تظل أسيره، فأسرها عار، اللهم بلغنا زيارة القدس محررة.

Dr.Randa
Dr.Radwa