يعد الطلاق من أقسى القرارات المصيرية التي يتخذها الزوجان، ولكنه يكون في بعض الحالات آخر الحلول لمشكلات يستحيل حلها، وقد يكون الطلاق في مرحلة الشباب أخف وطأة من الطلاق بعد عِشرة تدوم عشرات السنوات، حيث تكون الفرصة سانحة أمام الطرفين لإيجاد شريك آخر يستكملان معه حياتهما, فيما يكون واقع الطلاق على المرأة في سن الخمسين أشد قسوة، حيث كشفت دراسة حديثة أن 54% من النساء اللواتي تتطلّقن بعد سنّ الخمسين أصبن بأقوى درجات الاكتئاب بسبب الخوف من الوحدة وفقدان أي أمل في الحياة.
في هذا السياق، تقول الدكتورة صفاء عفت، أستاذ الصحة النفسية، إن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الطلاق بعد سن الخمسين، معتبرة أن ذلك يعود لعدة أسباب؛ من أهمها العزوف العاطفي وبحث الزوج بصفة خاصة عن امرأة أخرى تلبي له احتياجاته النفسية والبيولوجية.
وأشارت إلى أن طلاق المرأة بعد سن الخمسين يكون واقعه شديد القصوى عليها ويسبب لها حالة من الاكتئاب يصعب علاجها, خاصة إذ كانت تعيش وحيدة, وذلك لشعورها بفقدان الأمل في الحياة في هذا السن.
وأضافت، أن هناك أسبابًا متعددة لظاهرة الطلاق بعد الخمسين؛ من أهمها التغيرات البيولوجية والفسيولوجية، والتي تطرأ على الزوجين وما يصاحبها من متغيرات نفسية ومزاجية تتسبب في الوصول بالزوجين لمرحلة من عدم التوافق ما يدفعهما إلى اتخاذ قرار الطلاق.
وأكدت أن كثيراً من الأزواج في هذا السن ينجحون في التكيف مع ما يطرأ عليهم من متغيرات وتجاوز أي خلافات بحكم ما بينهم من عشرة طيبة تجعلهم قادرين على استيعاب أى خلافات، ولكن البعض الآخر قد يفشل في ذلك ولم يجد أمامه حلاً سوى الطلاق، ومنهم من لا يستطيع اتخاذ قرار الطلاق خوفاً من نظرة المجتمع ومراعاة لشعور الأبناء، ومن ثمَّ يعيشون في حالة تسمى اللا زواج واللا طلاق، تفتقد لأدنى مقومات الترابط الأسري.
وأوضحت أن علاج هذه المشكلة هو أن يتفهم الزوجين طبيعة المرحلة التي يمران بها، وأن يكون كل منهما أكثر صبراً واستيعاباً للآخر، كما أنه يجب أن يكون للأبناء دور كبير في إذابة الخلافات بين الآباء، وخلق لهم أجواء جديدة تزيد من الترابط والود فيما بينهما.