محمود قنديل
انهالت تضرب ولدها بشدة غير معهودة وكانت توبخ وتدفع بعنف كل من يحاول الاقتراب منها :
- لا شأن لكم به .. اتركوني أؤدبه .
وكغيري من المارة هزتني صرخات الصغير وتوسلاته :
- خلاص يا ماما .. خلاص .
وكان بيني وبينها مايسمح لي باتخاذ موقف لإسكاتها ، لذلك أمسكتُ بها ، دافعًا إياها ، فتعثرت ، ووقعت ، وعلق التراب بثوبها .
قالت وكأنها تلومني :
- لو كان أبوه حيًا ، وأنا التي متُّ لتزوج وتركهم .
كانت قد أسرَّت لي يومًا أنها تزوجت مرتين ولم توفق . ورأيتُ أنه من واجبي أن أهدئ من غضبها ، فقلتُ هامسًا :
أنسيتِ أنكِ تزوجتِ ؟
قالت وكأنها تعاتبني :
- لكني ندمتُ .
ثم راحت في بكاء طويل .