السبت 29 يونيو 2024

يوم «عرفة» والمنحة

8-9-2017 | 13:44

بقلم : سمير أحمد

نقلت لنا فضائيات العالم يوم الوقوف بعرفة حيث إنه يوم عظيم من أيام الله والذي يقف فيه المسلمون من شتي بقاع الارض ممن كتب لهم الحج هذا العام علي جبل عرفات حيث يحظي صعود عرفة بأهمية كبيرة لديهم حيث إنه يوم مبارك و منحة ربانية من الخالق لتجديد الإيمان وصلة العبد بخالقه وأنه ما أحوجنا أن نعظم ذلك اليوم في نفوسنا بما يقربنا إلي رب العباد عز وجل وأن نفرغ فيه قلوبنا فيه للطاعة طمعا في رحمته والنجاة من عذابه سبحانه وتعالي فيوم عرفة هو عتق من النار ومغفرة الذنوب والمباهاة بأهل الموقف وينسب للنبي الكريم صلي الله عليه وسلم قوله " الحج عرفة " حيث نزل في هذا المكان أخر آية من القرآن الكريم " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " يؤمن المسلمون أن للحج منافع روحية كثيرة وفضلاً كبيراً حيث إنه فرض في السنة التاسعة من الهجرة ووجب علي المسلم أن يحج مرة واحدة لمن استطاع إليه سبيلا وهو فرض عين علي كل مسلم كما ذكر في كتاب الله تعالي " وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق" التوبة "، لكن من يتأمل مناسك الحج وشعائره وأعماله وجدها في جملتها تربي في المسلم أشياء ثمينة مثل مكارم الاخلاق وجلائل الخصال الحميدة وتحثه علي فعل الخير وتزرع فيه مبادئ الدين ويبدأ صفحة جديدة ويسلك نهجا قويما في العبادات والمعاملات والاخلاق ويصبح إنسانا متميزاً بصدق التعامل وكثرة الخير وبذل المعروف وصفاء ونقاء القلب،لأن رعاية الذمة ووجود الاحساس بحرمات الله وتعميق هذا الاحساس في النفس من المقاصد العظيمة للحج ، المهم في هذا أن رحلة الحج رحلة إيمانية أخلاقية تربوية كما أن للحج اثراً في سلوك الحاج وفي تعامله مع الآخرين واستقامته لانه يرجع كما ولدته أمه إذا قبل الله حجته معافي من الذنوب والخطايا كما ورد عن الرسول الكريم قوله " من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " متفق عليه ، فبعد منة الله علي الحاج يجب عليه أن يعامل الناس معاملة حسنة بداية من بيته وفي عمله وتجاه وطنه وتجاه حياته كلها وأن يكون قوله مثل فعله يتسم بالامانة والصدق والإخلاص تجاه الآخر وهي دعوة لنا جميعا أن نحب بعضنا ونكون صالحين في القول والفعل والعمل وأن نبعد عن المشاحنات من أجل تنقية صفحاتنا وتطهير أعمالنا وقلوبنا من الذنوب والاثام وليتذكر دائما الانسان دائما أنه عنوان لدينه في تعامله مع الآخر ، فلا أحد يعرف منا متي ينتهي أجله ولنتذكر قول الله تعالي " وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض ........"