الجمعة 3 مايو 2024

بطريرك الكاثوليك يترأس صلوات قداس عيد القيامة بكاتدرائية مدينة نصر

بطريرك الكاثوليك

أخبار15-4-2023 | 22:45

دار الهلال

ترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، صلوات قداس عيد القيامة المجيد من كاتدرائية السيدة العذراء مريم بمدينة نصر، وسط حضور الأباء الأساقفة والكهنة وشعب الكنيسة.

وقال الأنبا إبراهيم إسحق - في كلمته خلال صلوات القداس - أرجو أن يحمل لكم هذا العيد ولعائلاتكم كلّ بركة روحيّة وفرحة سماويّة وقيامة حقيقيّة، لافتا إلى أننا نحتفل بعيد القيامة المجيد وسط أحداث يوميّة، عالميّة ومحلّيّة ومخاوف كثيرة منتشرة ومخاطر بيئيّة، وسط حروب مشتعلة وأوضاع اقتصاديّة قاسيّة ومؤلمة، كلّها تجسّد غياب النور وثماره. فكم من الضمائر المظلمة التي تجعل الشرّ خيرًا والخير شرًّا، والظلام نورًا والنور ظلامًا، فلا نستطيع التمييز. إنّ العالم في ظلمة متعدّدة الأشكال، فقد فيه الكثيرون بيوتهم وسلامهم، وآخرون يتنفّسون القلق والاضطراب والخوف وعدم الأمان.عقول وضمائر ملتحفة بالظلمة رداءً، صارت منتجة للإثم ولمستقبل مظلم. أحداث شبيهة بأيّام المسيح: فحُكم عليه ظلمًا، بلا عدالة وسط توتّرات سياسيّة ودينيّة وضاع الحقّ والنور. ومن كثرة الإثم تبرد المحبة وتزداد الكراهيّة وأعمال الظلمة

وأضاف يحتلّ موضوع النور مكانة متألّقة في الكتاب المقدّس بعهديه، ففي النور نستطيع أن نرى الأشياء بوضوح، أمّا في الظلام فلا نرى شيئًا، في النور نسير في أمان واطمئنان، أمّا في الظلام فنخاف ونعثر، موضحا أن أوّل عمل قام به الخالق هو الفصل بين النور والظلام، خلق النور في اليوم الأوّل وخلق الشمس والقمر في اليوم الرابع، وهذا دليل على أن الله هو مصدر النور وليس الشمس والقمر، الله نور وليس فيه ظلمة البتة(١ يو ٥:١). وبما أنّ الله نور فوصاياه نور وكلامه نور.

وتابع قائلآ، يرمز النور أيضًا في الكتاب المقدّس إلى أمرين، جانب الفكر ويشير إلى الحقّ ومعرفة الله، وجانب الحياة والأخلاق ويشير إلى القدّاسة، لذلك نحن مدعوون إلى أن نقبل الحقّ ونعيش حياة مقدّسة تليق وترضي الله، وعلى النقيض من ذلك فالظلمة هي غياب النور، فالنور هو المعرفة والظلمة هي العمى الذي يمنع المعرفة ويسبّب عدم القدرة على رؤية بشارة الإنجيل، والفكر المظلم يشير إلى الجهل وعدم معرفة الله، وهذا يؤدّي إلى الظلمة الأخلاقية التي هي الشرّ والإثم.

ونوه الأنبا إبراهيم إسحق إلى أن السيد المسيح أظهر من خلال حياته وأعماله وكلامه المنير أنّه نور العالم، وأعلن قائلا "أنا نور العالم من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة" (يو 12:8). ولكنّه أيضًا قال لأتباعه "أنتم نور العالم"، فما الفرق إذن؟، والفرق الفرق يظهر كما في مثال الشمس والقمر نور الشمس نورٌ بذاتها، أمّا القمر فهو كوكب مظلم، ولكنّه يكتسب نوره من انعكاس نور الشمس عليه، هكذا السيد المسيح هو "النور الحقيقيّ الذي ينير كلّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم"، أمّا نحن فنصير نوراً بقدر ما نستمدّ من نوره، وبما أنّ المسيح نور، فعلى المسيحيّين أيضًا أن يكونوا أبناء النور ويسلكوا كذلك.

وذكر الأنبا إبراهيم إسحق أن رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس تقدّم لنا نموذج الحياة المسيحيّة. ومَن هو المؤمن الحقيقيّ، وكيف يحيا في العالم، وكيف يسلك ويتصرّف كخليقة جديدة.

واختتم كلمته قائلًا، نرفع صلاتنا هذا المساء متحدين مع قداسة البابا فرنسيس، وسائر البطاركة والأساقفة وكل المؤمنين في مصر وكل بلاد العالم، شاكرين الله من أجل كل إنسان يجاهد ليعيش في النور ويكون سببًا في استنارة ويسلك بضمير حي، تهنئة قلبية خالصة لإخوتنا في الوطن، في شهر رمضان، شهر الصوم، طالبين لهم من الله مواصلة صومًا مقبولًا وقريبًا عيد فطر سعيد على الجميع، نصلّي من أجل وطننا الحبيب مصر، من أجل سيادة رئيس الجمهورية عبد الفتّاح السيسي وكل المعاونين له في خدمة الوطن بأمانة وإخلاص، من أجل كرامة وسعادة كل المصريّين.

Dr.Randa
Dr.Radwa