السبت 8 يونيو 2024

مطربون إلي حد الاستفزاز .. قليل من الغناء.. كثير من الابتذال

9-9-2017 | 13:21

تحقيق: محمد بغدادى

بعد أن «شبعنا» كلاما وحديثا عن الأغاني الهابطة والمسفة والسطحية بل والإباحية والمبتذلة.. ولا حياة لمن تنادي.. وكأننا كلما قلنا أكثر زادت موجة الهبوط أكثر وأكثر.. أصبحنا الآن أمام ظاهرة جديدة في عالم الغناء أطلقنا عليها مصطلح الأغاني المستفزة وهي تلك الأغاني التي ينبثق نجاحها من كونها معتمدة علي عنصر استفزاز المشاهد.. سواء من ناحية الكلام أو التصوير.. ومما «يزيد الطين بلة».. خروج معظم هذه الأغاني علي موقع اليوتيوب مصحوبا بعناوين ما أنزل الله بها من سلطان.. حول أنها الأعجب والأغرب والأكثر تكسيرا للدنيا وللحياة وأنها حققت ملايين المشاهدات.. ويدخل المشاهد المسكين الفخ ويقع في المصيدة حيث حب الاستطلاع البشري المشروع ليجد نفسه أمام مهازل لا بعدها ولا قبلها ثم يخرج «مستفزاً» جداً وما حدث أنه ازداد عدد الملايين واحدا..

حول هذه الظاهرة وأسبابها وتداعياتها ونتائجها يدور تحقيقنا التالي الذي نبدأه كعادتنا برصد مجموعة من هذه الأغاني حتي لا يكون كلامنا من فراغ.

المرجيحة

ومع كليب المرجيحة والذي انتشر مؤخراً بشكل كبير جداً وجاء نموذجاً دامغاً علي الاستفزاز الحقيقي سواء من حيث كلمات الأغنية التي تقول وهي عبارة عن دويتو بين شاب وفتاة.. يقول الشاب أحمد أبو شامة..

قالوا لي فين الجدعنة.. قالوا لي فين!

بحبها من 100 سنة - قالوا لي فين؟

لترد عليه الفتاة محبوبته الشابة دالي حسن لتقول:

ركبني المرجيحة

حلوة أوي ومريحة

هو: أنا خايف أقرب منك - لا تيجي طنط مديحة

وطنط مديحة هي (حماته) التي تجري وراءه في الكليب.

وتضربه ليقول: حوشوها عني - طنط مديحة

هاتجنني طنط مديحة

غير أن المستفز لم يكن فقط هو كلمات الأغنية وإنما الفتاة نفسها وقد وضعت علي وجهها كمية من المكياج الرهيبة .. غير أن نبرة صوتها لا يمكن أن تصلح حتي للغناء في «الحمام» ولنا بالطبع لمن لم ير أن يتخيل كيف تكون الحركات المصاحبة لهذه الكلمات ولصاحبة هذا المكياج وتلك النبرة الصاروخية!!

وقد حقق هذا الكليب 139 ألف مشاهدة

الواد ده بتاعي

سبق هذا الكليب بشهور كليب آخر بعنوان «الواد ده بتاعي» كان للأسف من بطولة طفلتين بريئتين.. لكن والدتهما وفي غرابة متناهية قد قررت تشويه هذه البراءة لطفلتيها اللتين في عمر 12 و14 سنة..

لتخرج الطفلتان علينا وهما يقولان:

الواد ده بتاعي

اسمه علي دراعي

الواد ده عيوني

شطة وكموني

أنا عيني فيه مركزة

وده شاغلني بأستذة

.. ولنا أن نتخيل حركات ورقصات وإيماءات طفلتين في هذا العمر ووسطهما ولد في عمر المراهقة وهما يشيران له بالقول: الواد ده بتاعي.

وحقق هذا الكليب آلاف المشاهدات وتخرج والدتهما معهما في برنامج العاشرة مساء مع الإعلامي وائل الإبراشي وهي سعيدة ومتباهية بهما علي نحو يثير الأعصاب.

سيب إيدي

ونذكر في نفس السياق الكليب المصري المأخوذ عن لحن أغنية هندية شهيرة - لتقدمه فنانة شابة تدعي منة في دويتو بعنوان «وائل ومنة» يقولا فيه

هي: سيب إيدي

هو: أنا جيب جنبك

أنا مش طايقاك

أنا مش عايزك

أنتي حد لمسك

ابعدي عني

فكك عني

ياريت تتلمي

بقي ده أنتي حثالة

فاكرة نفسك إيه

وانتي آخرك غسالة

لتكرر هي مع كل عبارة له .. جملة

سيب إيدي

وقد ارتدت أفضح الملابس وأكثرها إثارة

وليحقق الكليب 140.1 مليون مشاهدة.

أدق الكمون

ومع مطربة أخري نجدها تقول

معرفش أدق أدق أنا الكمون

ولا ليش كلام مع الينسون

وإن عوزت فلفل ..أنا أجيبه مطحون

ونجدهم علي اليوتيوب يكتبون أن هذا هو الكليب الذي غلب (سيب إيدي) وكأنهما يتنافسان علي اختراع الذرة.

كليب حودة

أما سما المصري.. هذه الفنانة المثيرة للجدل.. فكانت قد سبق وقدمت "كليب" بعنوان «أحمد.. الشبشب ضاع»

تقول فيه:

أحمد الشبشب ضاع

أحمد وده كان بصباع

أحمد.. أنا سامية الحامية

وما كان لها أن تقف عند هذا الحد

ولكن فوجئنا بخروج كليب منذ أسابيع ليتخطي كل الحدود.. تظهر فيه سما المصري وهي تتراقص والصوت يقول:

ما بلاش من تحت يا حودة

حرانة لابسة البرمودة

ما بلاش من فوق يا حمادة

ألا أنا حرانة بزيادة

.. وفيما أكدت سما المصري أن الصوت ليس صوتها وأن صناع الكليب قاموا بتركيب شكلها ورقصها علي صوت مغنية أخري.. ونحن نصدق هذا كما يبدو حيث إنها لا تحرك شفتيها في الكليب الخارق ولكننا في النهاية نتعرض للكلمات والمعاني بغض النظر عمن تنسب إليه.

سي السيد

أما سي السيد.. فهي أغنية المطربة والراقصة شاكيرا وتقول فيها:

سي السيد .. علي إيه بلا نيلة

حوشي حوشي .. يا نينة

سي السيد من براه هيبة

سي السيد من جواه طيبة

واللي مش قد كلامي

يبقي اسفخوس عليه

أحيه أحيه

النقط علي الحروف

ونتذكر قبل سنوات كليب بوسي سمير الذي قالت فيه: حط النقط علي الحروف

قبل ما نطلع سوا علي الروف.

الحصان

وكليب نجلاء الشهيرة بمطربة الحصان التي قالت:

بح - خلاص

ما عدتش عندي اللي أديهولك

بح .. خلاص .. كفاية

شوف حد غيري يديهولك

العب

وكليب ماريا اللبنانية التي قالت فيه

إلعب - إلعب - إلعب.. آه يا سيدي

إلعب - إلعب - إلعب - آه يا روحي

وكان التصوير في محل حلويات وبعد أن أكلت المصاصة والآيس كريم وغزل البنات بكل وسائل الإثارة الممكنة وغير الممكنة ..ختمت الكليب وهي جالسة في «بانيو» حمام مملوء باللبن وإحداهن تسكب عليها المزيد من اللبن وقطع الشكولاتة.

بوس الواوا

فيما لا يمكن أن ننهي هذه الجولة من الأغاني دو ذكر الكليب الشهير لهيفاء وهبي.. بوس الواوا.. التي قالت فيه:

ليك الواوا - بوس الواوا.. خلي الواوا يصح

لما بوسته .. الواوا.. خلي الواوا أح

.. وبعد استعراضنا لهذه النماذج الفجة التي تسيء للفن وللأفراد والمجتمع ككل.. استمعنا إلي آراء مصادرنا فماذا قالوا؟!.

تفاهة

"مش كل من هب ودب نزل برنامج على الكمبيوتر عنده بقى مطرب !!"، بهذه الكلمات أعرب المطرب الشعبي نادر أبو الليف عن استيائه الشديد من كثرة ظهور هذه النوعية من الأعمال، وبعث برسالة لنقابة المهن الموسيقية ووزارة الداخلية بضرورة التصدي لهؤلاء ممن يعبثون بالذوق العام ويستهزئون بالمجتمع المصري، مطالبًا بضرورة تطبيق عقوبات رادعة على كل من يقوم بنشر مثل هذه الأعمال غير اللائقة والتي لا تمت للفن بصلة، مختتمًا حديثه قائلا: "فين المصنفات الفنية وفين نقابة المهن الموسيقية المسئولة عن التسيب والانحلال في الوسط الفني، ومع احترامي للناس اللي بتسمع أغاني المرجيحة وحودة وغيرهما.. أقول دول ناس تافهة.

شهرة

وأوضح الشاعر صلاح عطية أن هناك فرقا كبيرا بين النجاح والشهرة، حيث إن الشهرة قد تكون بالسمعة السيئة وليس لها علاقة بالنجاح، مطالبًا الجمهور بضرورة تجاهل مثل هذه النوعية من الأعمال قائلا: "الكلاب تعوى والقافلة تسير"، مؤكدًا أن مثل هذه النماذج تسيء للمجتمع المصري كله وليس الفن المصري فقط، متسائلاً أين المصنفات الفنية من مثل هذه الأعمال؟، ضاربًا مثالا بأغنية قديمة للنجم حكيم فى عام 1994 كانت تحمل كلمة "خد" إلا أن المصنفات الفنية رفضت الكلمة واعتبرتها إيحاءً جنسيًا وتم تغييرها إلي "بص يا حلو بص"، ولكن حاليًا لم تعد هناك رقابة على الأعمال الفنية، وأصبح من السهل على أي مدع للموهبة أن يطرح أغنية ويتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار بأصابع الاتهام نحو نقابة المهن الموسيقية وجمعية المؤلفين والملحنين ووزارة الثقافة ووزارة الاستثمار، مطالبًا إياهم بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة تجاه هؤلاء ممن يشوهون الفن المصري وصورة مصر في الخارج، من شخص يقوم بسرقة كلمات إلـى ملحن ينتهك حرمة التراث المصري، ومنتج يتولى إنتاج أعمال ليس لها قيمة أو هدف، ولذلك لابد من محاسبتهم جميعًا

انتشار

فيما قال المطرب والملحن شريف إسماعيل، المرجيحة وغيرها من هذه النوعية من الأغانى مجرد ظاهرة ولا يمكننا اعتبارها أغنيات أو إدراجها ضمن قائمة الأغنيات الشعبية التي دائما ما تستمر مع الجمهور لسنوات طويلة، ضاربًا مثالاً بأغنية "آه لو لعبت يا زهر" التي حققت نجاحاً كبيرًا، أرجع أسبابه إلى المطرب أحمد شيبة الذي بات محبوباً من الجمهور، ولحنها الجيد جدًا على حد وصفه، بالإضافة إلى كلمات الأغنية التي تشبه حال المجتمع الذي يحلم بالأموال قائلا: "وكأن الأغنية جت على جرح المصريين"، مؤكدًا أن السبب في انتشار كليب المرجيحة وغيره يرجع إلى مشاركة الجمهور له عبر مواقع التواصل الاجتماعي وليس مجرد مشاهدتها فقط، وبعث بنصيحة للجمهور قائلا: "لو مش عجبك أغنية أو "عمل فني" بلاش تنشرها عندك وتعلق عليها تجاهلها وبلاش تساهم في انتشارها".

جريمة

من جانبه كان الملحن الكبير حلمي بكر قد علق برأيه في مداخلة تليفونية مع الإعلامي محمد الغيطي أثناء استضافته لصناع كليب المرجيحة وقال حول انتشار الكليب واقبال الناس عليه.. الناس اللي بتغني للمرجيحة وغير المرجيحة وسط الظروف اللي الناس بتمر بيها والبلد كلها.. دى ناس حرام عليها وأقول لهم اتقوا الله كفاية اللي الناس فيه.

ومن جانب آخر دعا حلمي إلي ضرورة تفعيل دور الرقابة علي المصنفات الفنية والنقابات المختصة ويجب أن تشاهد هذه الأعمال لإدراك خطورة ما وصلت إليه.. لأن دي مش مصر بلد عبدالحليم وأم كلثوم.

فيما أكد حلمي أيضا رأيه في مداخلة أخري مع الإعلامي وائل الابراشي أثناء استضافته لطفلتي كليب «الواد ده بتاعي» مع والدتهما متسائلاً البنات دي تربيتهم إيه في البيت؟! أنا شايف إن الأم دي لازم تتحاكم لأنها شاركت فى جريمة إيذاء اطفال.

حب استطلاع

تقول المذيعة جيهان عبدالله مقدمة برنامج "أجمد سبعة الساعة سبعة" علي قناة نجوم f.m : الانتشار لا يعني النجاح وعدد أرقام المتابعة والمشاهدين علي اليوتيوب ليست مقياسا لجودة العمل أو لنجاحه ودواعي الدخول علي الموقع لمشاهدة منتج فني ما عديدة فهناك اللي داخل يتفرج وآخر داخل «يتريق» وآخر حب استطلاع نتيجة عنوان جذبه للدخول وآخر لرغبة في وضع عنوان ينتقد فيه الموجود وناس بتدخل لما تسمع من آخرين من باب العلم بالشيء، لكن اعتقد أن أصحاب الذوق الراقي لا يذهبون أبدا لمثل هذه المناطق خصوصا أن اليوتيوب أصبح أرخص وسيلة ومثله مثل البيت اللي مالوش صاحب أو مالوش باب بدليل أن حوالي ثلاثة أرباع اللي بيتفرجوا «بيشتموا».

أما الجمهور الذي يعاني من حالة زهق من كل شيء فطبيعي أنه يدخل يتفرج علي أي شيء جديد وغريب حتي لو كان مستفزا وخصوصا أن معظم أغانينا المحترمة هي أغان مكررة لافكار معادة وكثير من الشعراء والملحنين لا يتعبون أنفسهم في خلق الجديد فكل معاني الحب والهجر والغيرة والخيانة هي هي لا تتغير.

وتختتم جيهان كلامها مؤكدة أن الدخول للمشاهدة لمرة لا يعني النجاح والأرقام لا تعني الاستمرار.

فضيحة

ويرى الناقد الفني أشرف عبد المنعم أن سبب انتشار مثل هذه الأعمال وتحقيقها لنسب مشاهدة عالية عبر موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" يرجع إلى ثقافة المجتمع المصري، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأغانى تعد نموذجًا في الانحطاط، ولا يجب أن يستمع إليها الجمهور.

وأضاف عبد المنعم: إن وصولنا إلى هذا المستوى ليس غريبا؛ لأننا منذ سنوات نقترب ثقافيًا من"المرجيحة" وغيرها دون أن نشعر و نحن في مستوى متدنٍ من الثقافة، وترجع المسئولية في ذلك إلى كل من وزارة الثقافة ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى التعليم الذي أصبح في حالة يرثى لها، فمن الطبيعي أن نفاجأ بعمل بمثل هذا الإسفاف وبهذه الحقارة الفنية، على حد وصفه.

ويضيف عبدالمنعم قائلاً: أرسلت برسالة لوزارتي التربية والتعليم والثقافة والمصنفات الفنية، متسائلاً أين وزير الثقافة ؟ وأين الرقابة على المصنفات الفنية والذوق العام، وأين التعليم الذي ينأى بالمتعلم أن يفكر في مثل ذلك، وكيف فكر هؤلاء في خروج مثل هذا العمل ؟، مستدركاً: "هذه الأغانى متدنية جدًا وكلماتها تافهة، وما يحدث يعد تجسيدا للجريمة الثقافية التي نعيشها حاليًا، ولا أتصور أن أية دولة عربية من الممكن أن تسمح بمثل هذه الأعمال، معتبرًا هذه الأغنية وأمثالها فعلا فاضحا ، مثل الفتاة التي تخلع ملابسها في الطريق العام وتقف بين الناس" !!.

شيزوفرينيا

فيما قالت الناقدة ماجدة موريس إن هذه الأغانى دون المستوى لدرجة لا يمكن اعتبارها أغانى من الاساس، وليس من العدل مقارنتها بالأغنيات الجيدة الهادفة للمطربين الذين يجتهدون ليلا ونهارا لتقديم أعمال تليق بالجمهور العربي، مشيرة إلى أن السبب في انتشار مثل هذه الأغنيات الرديئة هو التفاف الجمهور حولها وتفاعلهم معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن اعتماد شريحة كبيرة من الشباب في الحصول على معلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعي فقط، ساهم في ظهور كثير من عديمي الموهبة.

وتساءلت موريس كيف ينتقد الجمهور مثل هذه الأعمال في حين أنه يستمع إليها ويقوم بمشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مما يساهم فى سرعة انتشارها ؟، ضاربة مثالا بالفنان رامز جلال الذي يتعرض كل عام لهجوم حاد من شريحة كبيرة من الجمهور الذي يحرص على مشاهدة برنامجه!! ، قائلة: "احنا عندنا شيزوفرينيا بنرفض حاجات وبنشاهدها وبنساهم في نشرها، والأعمال الهادفة بتتعرض لظلم، وربنا مع المبدعين في هذا البلد، لأن إبداعهم لا يجد ما يستحقه من تقدير".

رداءة

فيما قالت الناقدة حنان شومان: هناك أسباب كثيرة ساهمت في ظهور مثل هذه الأعمال، فأولاً فكرة وجود الغناء الرديء موجودة في مختلف العصور، وهناك غناء رديء مناسب لكل عصر، وما نشهده حاليًا من غناء سيئ يشبهنا ويعبر عن الشوارع والأرصفة، فالغناء لم يعد مثلما كان وأصبحت رداءة الغناء تشبه رداءة العصر الذي نعيش فيه.

وعن سرعة انتشار هذه الكليبات قالت شومان: "هناك وسائل عديدة لنشر مثل هذه الأعمال المستفزة، مشيرة إلى أن نجوم الزمن الجميل كانوا يجاهدون لطرح أغنية عبر محطات الإذاعة، أما الآن فكل عابر سبيل من الممكن أن يطرح أغنية على موقع الفيديوهات الشهير" يوتيوب" وتحقق نسبة مشاهدة عالية، وأرجعت شومان السبب في انتشار هذه الأعمال أيضًا إلى رغبة الجمهور في الإطلاع على كل ما هو جديد وغير مألوف بصرف النظر عن المحتوى.

وأكدت شومان أن الإعلام ساهم بدوره في زيادة انتشار هذه الظاهرة، حيث إن الإعلام هو الآخر اصبح يعتمد على الموضوعات الأكثر فجاجة لكي يحقق الإعلامي أعلى نسبة مشاهدة، مختتمة حديثها بمثال عن الأغنيات الرديئة في الزمن الجميل مثل "ارخي الستارة اللى فريحنا" والتى اعتبروها وقتها أغنية غير أخلاقية، وحاليًا الأغنيات الرديئة تشبه هذا العصر وثقافة المجتمع.

غياب القدوة

وأخيرا يتحدث عن الأثر النفسي والاجتماعي د. علي الشخيبي.. أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس ويقول: المجتمع المصري الآن يعاني من كبت شديد، وصناع هذه الأعمال يلعبون علي هذا الوتر وهنا أعيب علي الرقابة علي المصنفات الفنية وعلي كل مسئول عن هذا العبث تاركا وراءه أو أمامه هذه النوعية من الكلمات التي تسيء إلي مجتمعنا كما أن للإعلام الهادف دورا يجب أن يلعبه في مواجهة الفضائيات التي تنشر هذه الأعمال بهدف الجذب الجماهيري دون الاكتراث بأي مثل أو قيم.

وكل ذلك يعود لكون الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية تؤثر علي سلوك الإنسان فتجعله فريسة سهلة للإعجاب والتجاوب مع هذه الأغاني فهل يمكن تصور أن شخصا عاطلاً «ومش لاقي يأكل» هيهتم غير بهذه النوعية من الأغاني، بخلاف أن الكل بيحاول يركب الموجة سواء من صناع هذه الأعمال أو حتي مروجيها، وقد تحولنا إلي مجتمع مادي الكل فيه يجري وراء الفلوس قبل أى شيء وبأي طريقة.. أيضا أود أن أشير إلي غياب دور الأسرة والرقابة في البيت والفراغ الذي يعانيه الشباب وغياب القدوة أمامهم من جانب الكبار.