قال الخبير الاقتصادي والمصرفي، الدكتور أحمد غنيم، إن العالم يتغير بشكل تدريجي نحو تقليل الاعتماد على الدولار، وذلك بعدما رفعت الولايات المتحدة الأمريكية سعر الفائدة على العملة فى عام 2022 مما أثر على الاقتصاد العالمي، وذلك بعدما كان الدولار عملة التجارة الدولية الرئيسية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن.
وتوقع في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن تستمر رحلة تراجع حصة الدولار فى الاحتياطات الأجنبية العالمية، حال انخفاض نسبة مساهمته في حجم التجارة الدولية، والتي تبلغ حاليًا 50% من إجمالي المعاملات التجارية العالمية، مشيرا إلى أن حصة الدولار من الاحتياطات الدولية انخفضت إلى 40% وقت انخفاض نسبة مساهمته فى التجارة الدولية إلى الثلث بدلاً من النصف حاليًا.
وتابع أن مؤشر الدولار بدأ يتراجع لأدنى مستوى فى شهرين، وسط توقعات أن يحدث هبوط لمستويات جديدة هذا العام 2023، مشيرا إلى أن الذهب هو الملاذ الآن كاستثمار وقت انخفاض الدولار.
وأوضح أن حجم ما فقدته العملة الدولارية من حصة داخل الاحتياطات الأجنبية بالبنوك المركزية الكبرى، وذلك منذ إطلاق العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" فى عام 1999 وحتى نهاية عام 2022، حيث انخفضت نسبة مساهمته في احتياطات النقد الأجنبى العالمى من 71% إلى 58% خلال تلك الفترة.
وأشار إلى دول "الآسيان" بدأت تقليل الاعتماد على الدولار من المعاملات المالية والانتقال إلى التسويات بالعملات المحلية.
واستطرد أن الصين أتمت أول عملية شراء للغاز الطبيعى المسال باستخدام التسوية باليوان الصينى بدلاً من الدولار، وذلك لشراء دفعة قادمة من الإمارات، ومن المتوقع ارتفاع حجم تلك العمليات خلال الفترة المقبلة.
وتابع أن حجم صادرات الصين للعالم خلال 2022 بلغت 3.6 تريليون دولار يعنى 3600 مليار دولار، كما أن حجم اقتصاد الصين 19 تريليون دولار مما يعني 1900 مليار دولار ثانى أكبر اقتصاد فى العالم بعد أمريكا.
وأشار إلى الصين والبرازيل وقعا اتفاقًا لاستخدام عملتيهما المحليتين في المعاملات التجارية والتخلي عن الدولار الأمريكى وحجم التبادل التجارى بين الدولتين 150 مليار دولار، وكذلك دول Brics وهى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا تدرس إصدار عملة موحدة بعيدًا عن هيمنة الدولار فى التجارة الدولية.