الخميس 21 نوفمبر 2024

مقالات

كليوباترا «لعبة» جادا سميث!

  • 17-4-2023 | 17:31
طباعة

أنس جمال إليزابيث تيلور الآخاذ الذى ارتبط فى الذاكرة السينمائية بالملكة كليوباترا، وتجاهل كل من قام بالدور منذ عام 1912 على مدى ستة عشر فيلما مع جميلات السينما العالمية مثل  فيفيان لي وصوفيا لورين وليندسى لوهان ومونيكا بيلوتشي وغيرهن، واغمض عينيك عن كل "الكليوباترات"! ذات الملامح التى تتوافق بصورة ما مع ما وصلنا عن كليوباترا، مع الاهتمام بالتفاصيل التى تتناسب والعصر التاريخى من تسريحات الشعر والماكياج الذى يجعلهن أقرب لها.

فقد قررت المنتجة والمخرجة الأمريكية الأفريقية الأصل جادا بينكيت سميث فى غفلة من الزمن والتاريخ والمراجع العلمية والتماثيل والنقوش أن تجعلها مصرية وتنفى عنها جنسيتها اليونانية، ولاتكتفى بذلك بل تصورها "المصرية" التى تريد!! بعيداً عن ملامح المصريين العرقية، فالمصرية لديها هى ذات البشرة السمراء والشعر المجعد ولا يمكن أن تكون غير ذلك، فقد قررت أن تصنع كليوباترا التى تريد!

ورغم تجاوز عدد الموقعين ثمانية وثمانون ألفاً؛ على العريضة ضد عرض فيلم "الملكة كليوباترا" الذى انتجته منصة نيتفلكس وانخفاض تقييم المنصة من أربعة ونص إلى 3.2 على آبل ستور و3.1 علي متجر أندوريد الإلكتروني؛ إلا أن كل ذلك لم يؤثر على قرار عرض الفيلم! بل جعل الممثلة التى تقوم بالدور تدعو المصريين إلى عدم مشاهدته!
وكليوباترا ذات الهوى المصري التى شاهدناها سينمائيا على مدى أكثر من مائة عام؛ كانت يونانية،  فهل رأيت يونانية سمراء بذلك الشعر المجعد؟ وهل رأيت أي صور أو تماثيل تجعل من كليوباترا بهذا المظهر الغريب على الملكات؟

الفكرة ليست بشرتها أو شعرها، فتغيير الجنسية سيتبعه ملامح وتفاصيل ستؤدى إلى "تزييف" التاريخ! لنرى كليوباترا جادا بينكيت!! فالمخرجة والمنتجة ذات الأصول الأفريقية ستقدم الحقيقة الخفية خلف كليوباترا الشقية التى لا يعرفها أحد، وهذه حقيقة، فهي تقدم كليوباترا التى تريد! وهنا لسنا فى حاجة للتاريخ والأدلة والوثائق، فيكفينا قرارها!

المفارقة أن المرشحة للدور منذ البداية كانت الممثلة الإسرائيلية ذات الأصول البولندية جال جادوت التى ليس لملامحها علاقة بأفريقيا التى ظهرت على بوستر الفيلم!

ليست القضية أن تكون كليوباترا تلك السمراء ذات الشعر المجعد او البيضاء ذات الشعر الحرير؛ بحسب من وراء العمل، فاللعب فى المظهر لن يغير "التاريخ" ولن يعيد كتابة صفحاته!

الاكثر قراءة