يستعد المصريون لآداء صلاة عيد الفطر، ابتهاجًا بقدومه، بعد تمام شهر رمضان الكريم، ويلتزم الناس بآداب الصلاة، ويقومون بالغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب، كما هو مستحب، ويحرص الناس على تناول بعض التمرات قبل الخروج إلى صلاة الفجر مباشرة؛ سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
طريقة أداء صلاة العيد
وتختص صلاة العيد ببعض الصفات، ومنها أن يحضر الإمام ويصلي بالناس ركعتين، ويكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يكبر بعدها ست تكبيرات أو سبع تكبيرات، وفيه ذلك حديث للسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها: «التكبير في الفطر والأضحى الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرتي الركوع«. ثم يقرأ الفاتحة، ويقرأ سورة قاف في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية يقوم مُكبراً فإذا انتهى من القيام يُكبر خمس تكبيرات، ويقرأ الفاتحة، ثم سورة القمر.
تكبيرات العيد
ويستمر الناس في التكبيرات بالمساجد، باعتبارها سنة عند جمهور الفقهاء، ويجوز أن يكون في جماعة أو فرادى، والجماعة أفضل، وعلى الرغم من ذلك، لم ترد صيغة ثابتة فى السُّنَّة الْمُطَهَّرة بخصوص التكبيرات، والصيغة المشهورة التى درج عليها المصريون من الصيغ المستحبة، والتي يكون التكبير فيها: «الله أكبر، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد» فهي ثابتة عن ابن مسعود رضي الله عنه وغيره من السلف، سواء بتثليث التكبير الأول أو تثنيته.
أنواع التكبيرات
تنقسم التكبيرات إلى نوعين
التكبير المطلق: وهو التكبير المرسل أو المطلق هو الذي لا يتقيد بحال، وصيغته: الله أكبر الله أكبر، وهذا التكبير غير مقيد بالصلوات بل هو مستحب في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، ويبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد، وينتهي بخروج الإمام إلى مصلى العيد للصلاة.
- قال ابن قدامة في المغني: ويظهرون التكبير في ليالي العيدين وهو في الفطر آكد؛ لقول الله تعالى:" وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، وجملته أنه يستحب للناس إظهار التكبير في ليلتي العيد، خاصة عيد الفطر الذي نحن بصدده، في المساجد والمنازل والطرق، للمسافرين أو للمقيمين نظرًا لظاهر الآية المذكورة.
-قال الشافعي: الناس في الفطر حين تغيب الشمس ليلة الفطر فرادى وجماعة في كل حال، حتى يخرج الإمام لصلاة العيد، ثم يقطعون التكبير.
التكبير المقيد: وهو الذي يكون بعد الصلوات، ويبدأ من صلاة المغرب ليلة عيد الفطر إلى صلاة الصبح، ويخص عيد الأضحى فقط.
اختلاف تكبيرات العيد
واختلف العلماء في صفة تكبيرات العيد على أقوال، خاصة العلماء الأربعة الكبار، والأمر واسع في هذا لعدم وجود نص عن النبي صلى الله عليه وسلم يحدد صيغة معينة، وجاء الاخلاف على النحو التالي:
- يرى "المالكية والحنابلة" أن يُسنَّ التكبيرُ في صلاةِ العيدينِ في الرَّكعةِ الأُولى سبعًا، وفي الركعةِ الثانيةِ خمسًا.
- يرى "المالكية والشافعية والحنابلة" أن مَحلَّ التَّكبيراتِ الزوائدِ هو في الركعةِ الأُولى بعدَ دُعاءِ الاستفتاحِ وقبلَ التعوُّذِ والقِراءة، وفي الركعةِ الثانيةِ بعدَ تكبيرةِ الانتقالِ وقبلَ التعوُّذِ والقراءة.
-يرى "الحنفية والشافعية والحنابلة" أنه يُستحَبَّ رفْعُ اليدينِ في التَّكبيراتِ الزوائدِ في صلاةِ العيدينِ.
حكم التكبيرات الزائدة
- يرى "الحنفية والمالكية" أن لا يُسنَّ بين التَّكبيراتِ الزَّوائدِ ذِكرٌ، وعلى المصلِّي أن يواليَ بين التَّكبيراتِ بِلا فصلٍ.
- يرى "الشافعية والحنابلة" أن مَن نَسيَ تكبيراتِ العيدِ الزَّوائدَ حتى شَرَعَ في قِراءةِ الفاتحةِ، فإنَّها تكونُ قد فاتتْ، ولا يُعيدُها.
الإمام الشافعي يستحسن تكبيرات العيد في مصر
واستحسن الشافعي في كتابه «الأم»، الاستزادة التي زادها المصريون في التكبير، والتي نصت على النحو التالي: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا).
وهذه صيغة مشروعة صحيحة استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها في كتبهم، وقال عنها الإمام الشافعي: "وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه".