الخميس 26 سبتمبر 2024

دفعة جديدة من المتطوعين للانضمام للقوات المسلحة .. «قصاصو الأثر»

11-9-2017 | 14:44

تقرير: سميحة درويش

الأسبوع الماضى صدق الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، على الإعلان عن قبول دفعة جديدة من المتطوعين (أدلاء وقصاصى الأثر) للانضمام لصفوف القوات المسلحة.

القوات المسلحة اشترطت في المتطوعين الجدد من الأدلاء وقصاصى الأثر، أن يكونوا من الحاصلين على الإعدادية العامة وما يعادلها وراسبى الإعدادية والحاصلين على الشهادة الإبتدائية، ومن المُلمين بالقراءة والكتابة من قاطنى محافظات قنا وأسوان والمناطق الصحراوية المحيطة بهما.

قصاصو الأثر بالنسبة للقوات المسلحة دورهم في منتهى الأهمية خاصة في المناطق الحدودية ، فهم يعرفون طبيعة المناطقة الجبلية ومسالكها يعاونون قوات حرس الحدود والدوريات الأمنية ويسهلون مهمتهما في المناطق الجبلية والصحراوية والدروب لأنهم قادرون على تتبع المهربين والهاربين ، أو انقاذ المفقودين في رحلات السفارى من السياح والأهم في السنوات الأخيرة قدرتهم على تحرى أثر الإرهابيين في مناطق شمال سيناء والحدود الغربية.

صاحب الأثر مهنة كما يقول مصدر لا يمكن الاستغناء عنها لأن الصحراء والرمال لها ظروفها وطبيعتها التى لا يعرفها إلا أهلها وأصحاب الخبرة فيها فوجودهم مهم ليس فقط تعقب مرتكبي الجرائم الإرهابية وانما أيضا فى كشف الصحراء ليست سيناء فقط وانما فى كل المناطق الصحراوية من مطروح والدول العربية وحتى أسوان والوادى الجديد.

قصاصو الأثر فى سيناء لهم طبيعة خاصة تتماشى مع طبيعة المكان وجغرافيته وسكانه تحكمه دائماً أعراف وتقاليد ونظم يعتاد عليها الجميع بمرور الزمن، ولطبيعة صحراء سيناء وجغرافيتها الملونة بجبال وسهول وهضاب، بات أمراً واقعاً لسكانها الاعتياد فى التعامل مع قوانينها وأعرافها التى حكمتها الطبيعة التى يجيدون التناول معها جيداً بلا قيد أو شرط.. والناظر لهذه القوانين قد يجدها بدائية؛ لكنها فى نهاية الأمر تكشف عن تفاصيل مهمة جداً، ويقول الشيخ محمد عيد سليمان أو «قصاص الجرة» كما يُطلق عليه بدو الصحراء فى سيناء ومطروح، مهمتنا تقصى أثر الإرهابيين وكشف السارقين، لأن كل أثر قدم تختلف عن الأخرى مثلها مثل بصمة الإصبع تماماً.. وكما تكشف معامل البحوث الجنائية والطب الشرعى عن مرتكب الجريمة من بصماته، فنحن نستطيع تحديد الجانى من بصمة قدمه والمسافة التى قطعها، وإن كانت الجريمة حدثت فى الليل أو النهار، وفى أى ظروف مناخية تمت، حتى وإن مرت عليها سنوات.

مضيفاً: إذا كان الجانى من إحدى القبائل يُمكننا أن نستدل عليه، هذا غير الكثير من علم الفراسة فى الأثر سواء على الرمال أو الجبال، فكل دقة قدم لها دليل يعلمه ويعلم تفاصيله قصاصو الأثر، أحد أجنحة الأمن بسيناء ومطروح.. فمهمتنا الأولى هى مُلاحقة الإرهابيين الذين يقومون بعلميات تستهدف رجال الشرطة والجيش والأبرياء.

وقال «سليمان» نجحنا فى كثير من العمليات التى تم تكليفنا بها فى حوادث التفجيرات التى جرت فى طابا وخطوط الغاز المتكررة فى شمال سيناء، حتى تم الاستدلال على مُرتكبيها من آثار أقدامهم، وقد كان الأمر حينئذ بالغ القلق من توجيه أصابع الاتهام للبدو فى ذلك، حتى استطعنا كشف الجناة وتقديم الدليل الدامغ للأمن بأنهم من خارج الحدود وتم التعامل معهم؛ وليس ذلك فحسب؛ بل هناك حوادث سرقات قد تمت، وتم كشف مرتكبيها سواء من البدو أو من خارج سيناء.

مضيفاً: أثر القدم الغريبة نعرفها كما نعرف أثر القدم من البدو ومن أى قبيلة، فكل قبيلة لها سمات وتفاصيل تختلف عن غيرها من الصندل أو النعال أو حتى الحذاء، فالجانى دائما يتحرى طرق التضليل حتى لا يتم كشفه، ورغم ذلك يتم الاستدلال عليه، لافتاً إلى أن طرق التضليل كثيرة والقصاص المحنك يعرفها سريعاً بمرور الزمن والتعامل معها، و بعض الجناة والإرهابيين يتفننون فى تضليلنا بارتداء حذاء أو صندل أكبر من مقاسه، ويتم كشفه من ضغطة القدم فى منتصفه على الرمال أو حتى على صخور الجبال.. وهناك أيضاً من يضع وبر الخروف فى أسفل النعلين حتى يمحى أثر قدمه، ومنهم من يفتح خطوات قدمه فى السير؛ لكن لابد أن تكشفه إحدى قدميه فى أكثر من خطوة رغماً عنه، فضلاً عن أن هناك من يعمد إلى الضغط بقدمه فى الرمال حتى يضللنا فى حجمه ووزنه، فأثر القدم يحقق وزن وحجم وطول الجانى وما إذا كان خائفاً أو متوجساً، حتى إننا نستدل على الجانى المضطرب والمتوتر أو الملتفت يميناً أو يساراً من أثر قدمه بزاوية الميل والاتجاه.. وزمن توقفه للحظات!.

وحول التوقيت الذى يهرب فيه الجاني أو الإرهابي بعد فعلته، قال «سليمان» الرياح دليلنا بأثرها على الرمال من شدتها أو سكونها، فأثر القدم على الرمال تدلنا إن كانت واضحة المعالم ندرك أن ساعة الهروب تمت فى توقيت معين، وإن كانت مغطاة من أثر سرعة الرياح ندرك زمنها أيضاً، وكم من الوقت مضى على مرور الجاني، وكيفية الوصول إليه فى أقرب نقطة، وكذلك التوقيت الزمنى إن كان الهروب ليلاً غير الهروب فجراً.

أما عن قدم المرأة التي يستعين بها الإرهابيين في بعض الأحيان للتضليل، فيقول الشيخ محمود سلامة الزوينى من قبيلة السناقرة بمطروح، إن قدم المرأة تختلف كثيراً فى حجمها ومقاسها، وحالتها الاجتماعية إن كانت عذراء أم «حامل»، فقدم الحامل يميل إلى الأمام أكثر من الخلف، أما العذراء فتميل قدمها جهة اليسار.

وأوضح الشيخ «الزويني» أن للجمال والخيل شأنا آخر فى تقصى آثار خف الجمل المسروق أو ما إذا كان الجانى أو الإرهابي مستقلاً جملاً فى هروبه.. فخف الجميل تدل على الجانى.

الخلاصة أن قصاص الأثر جندى ليس مجهولاً في حماية أمن مصر ، تعرف الأجهزة الأمنية قدراته وتستعين بها لمواجهة الجرائم التى تتصدى لها عبر الحدود.