بقلم : سكينة السادات
يا بنت بلدى صرخت فى وجهى قائلة.. أقر وأعترف بأننى الزوجة “الهبلة” كما تقول عنى أمى (العبيطة) التى كانت تصدق كل ما يقوله لها زوج مخادع أكل بعقلها حلاوة حتى صارت خاتماً فى إصبعه يفعل بها ما يشاء!!
***
وقالت سناء 42 سنة .. أنا الغلطانة لأننى من شدة حبى له لم أكن أصدق كل ما كان يقال لى عنه وعن عيونه الزائغة وعندى الأسباب لذلك!
وسوف أبدأ حكايتى منذ أن تقابلنا فى عيد ميلاد إحدى قريباته وكانت صديقة للأسرة واقترب منى كثيراً فى تلك الليلة وتحدثنا كثيراً وقالت قريبته: يا سناء... أحمد مش بتاع جواز وأنا خايفة عليكِ منه وكل يوم معاه واحدة جديدة وعايش على مزاجه!
وقلت لها.. ما تخافيش على.!
لن يزيد ما بينى وبينه عن الكلام فقط لا غير!
واستطردت سناء.. كنت فى قمة شبابى وجمالى أعمل فى شركة كبيرة مترجمة فورية ودائمة السفر للمؤتمرات وفى تلك المؤتمرات رأيت نماذج كثيرة من الرجال والسيدات وظننت أننى أصبحت خبيرة فى فهم الناس ولكن هيهات!
***
واستطردت.. المهم أنه ظل يهاتفنى كل ليلة ويقول إنه معجب وغرضه شريف وقال إنه مهندس ناجح ومعاه فلوس كثيرة والبنات يتمنونه لكنه مقتنع بأننى فتاة أحلامه وكل المطلوب من ناحيته أن يقابلنى حتى نتقارب ونتفاهم!
قلت له... آسفة.. مش فاضية خالص ومسافرة بكرة للخارج وأما أرجع يعدلها ربنا!!
ثم فوجئت به يا سيدتى واقفاً فى المطار يسلم على ويوصينى أن أتذكره وسلمنى رسالة وطلب منى أن أقرأها فى الطائرة وقبل أن أنام!!
***
واستطردت سناء... طبعاً اعتبرت كل هذه الأمور وسائل لكى يصل إلى وينالنى مثل باقى الفتيات اللائى عرفهن واللائى حكت عنهن لى قريبته التى حذرتنى منه ومن علاقاته المتعددة.
واستطردت سناء.. وسافرت وعدت وظل يكرر طلبه لرؤيتى بل كان يقف أحياناً على باب الشركة التى أعمل بها وذات مرة قررت أن أواجهه وقلت له.. لا تتعب نفسك.. أمامى عشرات الرجال ولن أفرط فى نفسى إلا لزوجى الذى لن يكون إلا رجلاً مخلصاً لى ولبيته وأولاده وأنت لست هذا الرجل!
قال... طيب... جربينى أنا تبت توبة نصوحة على إيدك وبعد باكر أحضر إلى بيتكم أنا ووالدتى لكى أخطبك من والدتك!
***
واستطردت.. وجاء أحمد مع والدته السيدة الفاضلة التى أحبها مثل أمى تماماً وكنت قد فقدت أبى منذ عدة سنوات وليس لى سوى أخ واحد هاجر إلى كندا منذ تخرجه مباشرة ويعمل هناك طبيب أسنان ناجح جداً وتزوج من كندية وأنجب منها ولدين فى غاية الذكاء والجمال!
***
واستطردت سناء.. أحبت أمى خفة دمه فهو حقيقة ظريف وأنيق وكريم (وبحبوح) جداً كما أحبت أمه كثيراً فهى سيدة هادئة متدينة صادقة أحببتها منذ أن رأيتها ووثقت بها وبكلامها ) الدوغرى ( الصادق وقرأنا الفاتحة واتفقنا على كل شيء وكان خالى اللواء بالجيش حاضراً وقال إنه راض تماماً وسعيد جداً بأحمد!!
***
واستطردت سناء.. كنت فعلاً قد أحببته بل كان أول حب حقيقى فى حياتى وعشت معه أحلى حياة فهو إنسان كما قلت لك غير معقد وكريم جداً وعطوف وكله حب وحملت فى توأم وأنجبت له ولداً وبنتاً فى غاية الجمال.
***
واستطردت السيدة سناء... وتفرغت لبيتى وزوجى وابنى وابنتى وكنت أسمع فى بعض الأحيان أن زوجى دائم (الهزار) أى الضحك مع فلانة أو علانة وبمجرد أن أسأله يقول والله ضحك بريء وكلام عادى! أمام كل الناس يعنى) وكنت أصدقه وأقول له )إتلم إنت بقيت أب لطفلين) حتى أخبرنى أحد الذين يعملون معه بالخبر الذى كان مفاجأة زلزلة كيانى!
الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية