يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للأرض والذي يحمل شعار هذا العام "الاستثمار في كوكبنا"، ويتزامن مع ازدياد الاهتمام العالمي بقضية تغير المناخ وما تؤدي إليه من أضرار على الطبيعة والإنسان.
تغير المناخ
وفي تحذيراتها من تداعيات تغير المناخ على كوكب الأرض كشفت الأمم المتحدة بعض الحقائق حول تغير المناخ، ومنها أن العالم يفقد 4.7 مليون هكتار (أكبر من مساحة دولة الدانمرك) من الغابات سنويا، مؤكدة أن النظام الإيكولوجي السليم يحمي من الأمراض، حيث يمنع التنوع البيولوجي تلك مسببات الأمراض من الانتشار السريع، كما يُقدر عدد الأنواع الحيوانية والنباتية المهددة بالانقراض حاليا بمليون نوع.
وتغير المناخ يشير ببساطة إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس، ويحدث تغير المناخ طبيعيا بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة، إلا أن بعض الأنشطة البشرية أصبحت منذ القرن التاسع عشر هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، وأساس ذلك هو حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز.
يؤدي حرق الوقود الأحفوري لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تعمل مثل غطاء ملفوف حول الأرض، مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة، وهذه الغازات التي تسبب تغير المناخ هما غازي ثاني أكسيد الكربون والميثان.
وتأتي هذه من استخدام البنزين لقيادة السيارة أو الفحم لتدفئة مبنى، على سبيل المثال، فيما قالت الأمم المتحدة أنه يمكن أن يؤدي تطهير الأراضي وقطع الغابات أيضًا إلى إطلاق ثاني أكسيد الكربون، وكذلك تعتبر عمليات الزراعة والنفط والغاز من المصادر الرئيسية لانبعاثات غاز الميثان، كما تعد الطاقة والصناعة والنقل والمباني والزراعة واستخدام الأراضي من بين القطاعات الرئيسية المسببة لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ووفقا لتقديرات المم المتحدة، كان النشاط البشري هو المسئول عن الاحترار العالمي على مدار الـ 200 عام الماضية، والتي أدت إلى حدوث غازات الدفيئة التي تعمل على ارتفاع درجة حرارة العالم بشكل أسرع من أي وقت في آخر ألفي عام على الأقل، وأصبح متوسط درجة حرارة سطح الأرض الآن حوالي 1.1 درجة مئوية أكثر دفئًا مما كان عليه في أواخر القرن التاسع عشر (قبل الثورة الصناعية) وأكثر دفئًا من أي وقت في آخر 100 ألف عام.
وقالت الأمم المتحدة إن العقد الماضي (2011-2020) هو الأكثر دفئًا على الإطلاق، وكان كل عقد من العقود الأربعة الماضية أكثر دفئًا من أي عقد سابق منذ عام 1850.
وأوضحت أن تشمل عواقب تغير المناخ الآن تشمل الجفاف الشديد، وندرة المياه، والحرائق الشديدة، وارتفاع مستويات سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي، والعواصف الكارثية، وتدهور التنوع البيولوجي.
وفي الوقت الذي يستهدف فيه العلماء الحد من الارتفاع في درجات الحرارة إلى أقل من 1.5 درجة مئوية لتجنب أية سيناريوهات كارثية على الكوكب، تشير السياسات المعمول بها حاليًا إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.
وتقدم الأمم المتحدة الحلول اللازمة لمواجهة تغير المناخ، ومنها تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، مما سيؤدي إلى تقليل الانبعاثات التي تؤدي إلى تغير المناخ، وكذلك خفض الانبعاثات الحرارية، فبينما يلتزم عدد متزايد من البلدان بصافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، يجب خفض الانبعاثات إلى النصف بحلول عام 2030 للحفاظ على الاحترار أقل من 1.5 درجة مئوية.
ويعني تحقيق ذلك حدوث انخفاضات هائلة في استخدام الفحم والنفط والغاز، حيث يجب الاحتفاظ بأكثر من ثلثي الاحتياطيات المؤكدة اليوم من الوقود الأحفوري في الأرض بحلول عام 2050 من أجل منع المستويات الكارثية لتغير المناخ.