الأربعاء 29 مايو 2024

أقلام شابة غيبها الموت عن الساحة الثقافية

11-9-2017 | 22:15

سيرة الموتى دائمًا أبقى من أصحابها، ولعل هذا أحد أهم أسباب أهمية المنجزات الأدبية، التي تتمثل في ترك ذكرى بسيطة تعبر عن أن أصحابها مروا من هنا، وقد تكون هذه الذكرى قصيدة شعر أو رواية أو قصة قصيرة.

في خلال العام الجاري، كانت للموت خطوات في الساحة الثقافية، ولاسيما الأقلام الشابة منها، فمنهم من مات قبل أن يكون له ديوان ومنهم من سعى أصدقاؤه وأهله لطبع أعمالهم، سواء لكونها تستحق أو لعلها الذكرى، “الهلال اليوم” تلقي الضوء على بعض من أبرز أصحاب هذه الأقلام..

قصة إبراهيم الشيخ “القصيرة جدا”

«عد الخطاوى بصبر.. فى طريق مالوش آخر.. واحجز لروحك قبر.. بضريح رخام فاخر.. وقولي كسبان إيه.. أو قولي ليه مسافر»

هذه الأبيات من ديوان "قصة قصيرة جدًا" والذي يأتي اسمه معبرًا عن حياة صاحبه، فإبراهيم الذي توفي في حادث سيارة، لم يقف الموت حائلا بينه وبين صدور ديوانه، فتجمع أصدقاء وأهل إبراهيم لجمع أشعاره والتي قام بكتابتها أثناء دراسته وحتى وصوله إلى الفرقة الرابعة بكلية الطب، وجمعها في ديوان مطبوع على أن تخصص أرباحه للأعمال الخيرية.

وصدر الديوان الأول والوحيد لإبراهيم الشيخ عن دار “تشكيل” للنشر والتوزيع في 140 صفحة، جمع فيه كل ما كتبه إبراهيم على ظهر ورقة أثناء مذاكرته، "وهو ما اعتاد عليه إبراهيم” كما تؤكد شقيقته إيناس في تصريح سابق لها : «كتب إبراهيم الشعر على ظهر أي ورقة بيذاكر فيها أو بيقراها".

"رغبة الفصل الخامس " ديوان يتيم لـ أسماء الأصيل

أسماء رجب الأصيل، شاعرة من مواليد محافظة أسيوط، كانت تدرس في الفرقة الرابعة بتجارة أسيوط، وضمن وفد جامعة أسيوط المشارك في مسابقة "إبداع 5" بقصيدة "مولانا وميتة عصرية"، بجانب شعر العامية، كتبت أسماء أيضًا قصيدة الفصحى.

لم تعلم عندما جمعت قصيدتها وعقدت النية على المشاركة في مسابقة إبداع الجامعات في دورتها الخامسة لشعر العامية أن روحها لن تنتظر كثيرًا لتتوّج بالجائزة، فقد كانت يد الموت أسرع من يد الشاعرة أسماء رجب الأصيل الطالبة بالفرقة الرابعة كلية التجارة جامعة أسيوط والتي غيبها الموت قبل أن تسمع وتشاهد رأي لجنة التحكيم عن المسابقة بأن الراحلة كانت ستفوز قصيدتها بالجائزة الأولى.

صوت أسماء الشعري وقصيدتها المتفردة جعل أعضاء نادي أدب أسيوط يسعون كثيرا حتى صدور الديوان اليتيم "رغبة الفصل الخامس" لأسماء، والذي يحوي تجربتها الشعرية الخالصة مؤكدًا ما قالته أسماء في إحدى قصائدها "السيرة أطول من العمر يا هوايا".

ضياء غنيم.. شاعر قتلته الغربة

يقول ضياء غنيم في قصيدته "قادر تعيش”

متستنيش أعود تاني
ما دام الدنيا رفضاني متلزمنيش
أموت يمكن أعيش بينكم
يجوز تفتكروا أشعاري فتلزمكم
يجوز تحتاجوا أوجاعي تعلمكم
يجوز إني
أعيش بينكم

وكأنه بذلك يكتب وصيته شعرا، ويتنبأ بموته قائلا: "يجوز تفتكروا أشعاري فتلزمكم"، ليموت بعدها الشاعر ضياء غنيم في يونيو الماضي جراء عملية جراحية في دولة الكويت.

سافر ضياء إلى الكويت بحثا عن لقمة العيش بعد أن عاتب وطنه كثيرا في أشعاره، ومن خلال قصائد مثل "عم إسماعين، اتكلمي، عن مصر أم الدنيا، تعويم الجنيه".

كتب "ضياء غنيم"  الشعر في مرحلة مبكرة من حياته، وكانت له مشاركات ملحوظة في نادي أدب جامعة الزقازيق وأندية الأدب على مستوى الإقليم، والجمهورية، وصدر له ديوان وحيد بعنوان " اصطباحة" وتخرج "غنيم" في كلية الحقوق جامعة الزقازيق.