الخميس 25 ابريل 2024

السفيرة عزيزة.. «الانحياز للسلبية»

مقالات24-4-2023 | 19:47

في مجتمعاتنا العربية وتجمعات الأصدقاء والعائلة وفي وسط النقاشات بدون مقدمات تخرج جملة "فاكرة نفسها السفيرة عزيزة" جملة تقال باستهزاء لانتقاص قدر من أمامك جملة تحولت لمثل شعبي ولكن من هي السفيرة عزيزة وما قصة تلك الجملة وماهي دلالاتها بالمجتمع؟

عزيزة سيد شكري فتاة مصرية من أصل ريفي ولدت سنة 1919بمدينة ميت غمر في أسرة متوسطة الحال لاب وأم وخمسة من الأخوات حرص والدها على استكمال تعليمها إلى أن تخرجت الجامعة الأمريكية في أوائل الأربعينيات، وسرعان ما بدأت العمل الخيري التطوعي، واهتمت بقضايا الفلاح المصري وحقوقه حتى تزوجت من أحمد حسين باشا وأكملا المشوار معا، سافرت قبل ثورة يوليو بساعات إلى جزر الكاريبي والمكسيك هي وزوجها للعمل كخبيرة اجتماعية، وهنا ألقت المحاضرات في جامعات تلك الدول حتى جاءها خبر قيام الثورة وبعدها بحوالي عام عينت عزيزة حسين فى لجنة المرأة بوفد مصر فى الأمم المتحدة، مما جعلها أول امرأة عربية ومصرية تتولى المنصب رسميا فى أول تمثيل لبلدها عقب الثورة، وهى الفترة التى شهدت طرحها لفكرتها التى أبهرت بها العالم كله، وهى تنظيم الأسرة.

وأثار ذلك دهشة المشاركين، فرشحوها لتكون عضوا بلجنة المرأة بمنظمة الأمم المتحدة، وظلت بها لمدة 17عاماً، وعلي الرغم من أن تلك الجملة تقال في وصف المرأة التي يرأها المجتمع يتملكها الغرور وهو وصف خاطئ فالسفيرة عزيزة أيقنت بنفسها وقدراتها إلى أن أصبحت مثال يحتذى بها في التفوق وتولي منصب أول سفيرة في العالم العربي.

سيدة آمنت بنفسها فغيرت وأثرت في العالم، كم مرة حاولت التقدم وأوقفتك تلك الجملة فاكرة نفسك السفيرة عزيزة إحباط وتعليقات سلبية وانتقادات هادمة تدوم تأثيراتها المعقدة علي الإنسان بشكل يمكن أن يستمر مدي الحياة علي نقيض من جملة إن العصي والأحجار قد تكسر عظامنا، لكن الكلمات لا يمكنها أن تؤذينا ولكن الحقيقة عكس ذلك فالألم الجسدي ينتهي بالشفاء بمرور الوقت أما الأذي النفسي والانتقاص من القدر من الممكن أن يدوم عمرً، أن المشاعر السلبية عادة ما تؤثر علينا بشكل أقوى بكثير من المشاعر الإيجابية فيما يعرف  بظاهرة "الانحياز للسلبية" وهي الميل إلى إعطاء أهمية أكبر للجوانب السلبية لحدث معين أو شخص أو موقف هذا يفسر لنا القوة التي تمكن في الكلمات السلبية التي تشير لحقيقة أنه عندما يكون لحدثين نفس الشدة والعاطفة ولكن لهما علامة مختلفة، أي أن أحدهما إيجابي والآخر سلبي، فليس لهما نفس الدرجة من البروز.

سيثير الحدث السلبي اهتمامًا أكثر من الحدث الإيجابي بنفس درجة الانفعال والشدة  وسيبقي عالقاً في ذهن من صدرت له فكره السلبية عن نفسه وقدراته ليس فقط أمام نفسه بل عن صورته في أزهان الآخرين أيضا. 


 أن المعلومات السلبية عن شخص ما لها وزن أكبر عند تطوير مخطط عام لنفسه وتؤثر على تكوين الانطباع، وعلمياً ونظرياً أن المعلومات السلبية أكثر موثوقية إلى حد ما أكثر من البيانات الإيجابية لدى الأشخاص ويصعب جدا تصحيحها وأن حدث ذلك لن يكون بنفس القدر الذي أثرت به السلبية، فلا تجعل تلك الظاهرة والمشاعر تؤثر علي قدرتك وإيمانك بنفسك اجعل من أراء الناس سلماً وكلماتهم درج لذلك السلم استخدميه لتصعدي لأعلي وليس للنزول للأسفل فالقاع ممتلئ كوِني السفيرة عزيزة.

Dr.Randa
Dr.Radwa