قال الناقد الدكتور يسري عبد الله إن الكاتبة سعاد سليمان استخدمت في مجموعتها " شال أحمر يحمل خطيئة " كلمة تكررت كثيرا وهي " رأيتني " والتي ستفسح طاقات الحلم، فالفراشة الصغيرة التي تبدو عليها في حلمها الفنتازي وترى أخوتها ينهشونها وأباها صارت أذنه من شمع، وعلى الرغم من فنتازية هذا الحلم إلا أنه يعتمد على جذور من الوقع وباختصار من المشكلات الاجتماعية التي تتواتر داخل المجموعة وتأثيره على الشخوص داخلها.
جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها مكتبة البلد لمناقشة المجموعة القصصية "شال أحمر يحمل خطيئة" للكاتبة سعاد سليمان، وشارك فيها الناقد الدكتور يسري عبدالله الأستاذ بكلية الآداب جامعة حلوان والناقد الدكتور أحمد بلبولة الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وأدار الندوة الشاعر والروائي علي عطا، وذلك وسط حضور عدد من الكتاب والروائيين والإعلاميين .
وأوضح " عبد الله أن نص " عين زجاجية لرجل وسيم " يدور ما بين الأقدام والحجام فكل النساء يرغبون في الرجل الوسيم ولكن العين الزجاجية تحول دون الوصال حتى النهاية، إلا ياسمين والتي تشبه البطل في أن الرجال يشتهونها ويهربون منها وكأن الحياة لعبة من التدوير المستمر".
وأضاف " في قصة "نوافذ ترتدي الحداد" توظف الكاتبة آلية الحلم التي ستورد في عدد من قصص المجموعة وتستخدم في هذه القصة أيضا الفعل السردي " رأيتني " والمستخدم بكثرة ".
وأشار إلى” أننا لن نفتح فقط على طاقة من الحلم والتخييل ولكن أيضا سننفتح أمام طاقة من المجاز يصنعها العنوان، كما تنحو القصة هنا صوب الترميز وتشير إلى النوافذ الزرقاء التي تخفي ما بداخلها عن القنابل فتبدو الإحالة إلى الحرب والتاريخ بلا صراخ وبفنية عالية".
واختتم كلامه مؤكدا على أن الحضور السياسي في النص حضور شفيف يأتي عبر إشارات صغيرة لكنها مؤثرة في متن النصوص القصصية كالإشارة حول الرجل الوسيم الذي فقد عينه في حرب 67 .
يذكر أن سعاد سليمان كاتبة مصرية صدرت مجموعتها القصصية الأولى عام 2001 بعنوان "هكذا ببساطة"، وحصلت عنها على شهادة تقدير من مسابقة محمود تيمور التي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة عام 2002، كما صدر لها عام 2005 رواية "غير المباح"، وحصلت عنها على جائزة اتحاد الكتاب عام 20007، كما صدر لها عام 2007 المجموعة القصصية "الراقص" عن هيئة قصور الثقافة، ثم رواية "آخر المحظيات" في 2012 عن دار الكتاب العربي في بيروت، والمجموعة القصصية "شهوة الملايكة عن دار روافد عام 2014.