اندلع القتال بين القوات المسلحة السودانية والميليشيات المتمردة في العاصمة الخرطوم يوم 15 أبريل بعد أشهر من الصراع على السلطة. وأدت الاشتباكات بين القوات المسلحة السودانية المتناحرة هذا الشهر إلى مقتل ما لا يقل عن 420 شخصًا وإصابة الآلاف.
ووفق جريدة جريدة جنوب الصين الصباحية (scmp) قد تكون الصين قادرة على المساعدة في التوسط في الصراع الدامي في السودان، لكن الأطراف المتحاربة لا تزال بعيدة عن أي حل وسط.
لفتت الجريدة الصينية، إلى أنه في الشهر الماضي، توسطت الصين في صفقة لاستعادة الاتفاق الدبلوماسي بين المملكة العربية السعودية وإيران، مستخدمة نفوذها مع البلدين لإعادة العلاقان بينهما.
ونقت الجريدة الصينية عن أستاذ العلاقات الدولية، في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية وقضايا الدول الإسلامية،ما شياولين، قوله" إن تكرار هذا النجاح مع السودان لم يكن مرجحًا في الوقت الراهن"، مضيفا أن "الصين ليس من مصلحتها التدخل في الأزمة في الوقت الحالي".
الصين تراقب الأوضاع من بعيد
وتابع، لطالما كانت الصين تتمتع بعلاقات جيدة مع السودان، بما في ذلك العلاقات مع جيشها، ومن الناحية السياسية، يثق كلا الطرفين (في النزاع) بالصين، لكن على الأقل في الوقت الحالي، بناءً على البيانات الرسمية، لم تُظهر الصين بعد، أي نية للوساطة وربما تراقب تطور الوضع من بعيد.
حتى الآن، اكتفت بكين بالقول إنها تأمل في أن يتوقف الطرفان عن القتال في أقرب وقت ممكن وتجنب تفاقم الوضع. وقالت وزارة الخارجية في 16 أبريل: "تأمل الصين في أن تعزز الأطراف السودانية الحوار وتعزز بشكل مشترك عملية الانتقال السياسي".
دور الصين في السودان
ويقول المحاضر في معهد لاو كينجز كوليدج بلندن، زينو ليوني، إن السودان جزء مهم من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالنسبة للصين. مضيفا أن الاستراتيجية الكبرى الشاملة للصين، تُمكن السودان، إلى جانب دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن يصبحا حليفاً رئيسياً للصين إذا قررت بكين في أي وقت تحمل مسؤوليات دولية أكبر.
علاوة على ذلك، كان السودان لفترة طويلة داعمًا لبكين، وهذا مهم لشرعية مساعي السياسة الخارجية الصينية في إفريقيا.
وساطة الصين في السودان
من جانبها قالت المنسقة البارزة في برنامج إفريقيا، في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، هانا رايدر، إن الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية يقودان دور الوساطة في أزمة السودان، لكن لا يزال بإمكان الصين أن تلعب دورًا.
وأضافت رايدر "من المهم للغاية بالنسبة للصين الاعتراف بدور الاتحاد الأفريقي واستخدام الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، لكن الصين توفر أرضية محايدة للأطراف للالتقاء"، مشيرة إلى أن "ما فعلته الصين مع المملكة العربية السعودية وإيران يعطيها حقًا خلفية يمكن أن تلعب دورًا مفيدًا في الوساطة في السودان."