الجمعة 31 مايو 2024

أعمال لـ «أجاثا كريستي» اتخذت من مصر مسرحًا لأحداثها

15-9-2017 | 02:03

تعد أجاثا كريستي، المولودة في 15 سبتمبر 1890، أعظم مؤلفة روايات الجرائم في التاريخ، حيث باعت أكثر من مليار نسخة حول العالم، كما ترجمت رواياتها إلى أكثر من 103 لغة.

وعاشت أجاثا كريستي طفولتها في بلدة "توركوي" مع أبٍ أمريكي وأم إنجليزية، ويرجع الفضل في اتجاهها إلى الكتابة إلى والدتها، تلك الشخصية التي وصفتها أجاثا بأنها كانت سيدة عظيمة تقتنع أن أطفالها يقدروا على فعل أي شيء.

فذات يوم، بينما أصيبت أجاثا ببردٍ شديد ألزمها الفراش، طلبت منها والدتها أن تستغل هذا الوقت في كتابة قصة قصيرة، وعندما قالت لها أجاثا: “ولكني لا أعرف”، قالت لها والدتها: “لا تقولي لا أعرف”، وبالفعل، كتبت أجاثا أولى قصصها لتجد في هذا العالم متعتها الخاصة، حيث استطاعت من خلاله أن تقدم نحو 86 رواية، بواقع راوية عن كل عام لها.

وزارت أجاثا كريستي مصر، حيث درست حضارتها وتاريخها، وكتبت مجموعة من الأعمال اتخذت من مصر مسرحًا لأحداثها، وتعرضها لكم “الهلال اليوم”:

“موت فوق النيل”

تعد رواية "موت فوق النيل " لأجاثا كريستي هي أولى رواياتها التي اتخذت من مصر مسرحًا لأحداثها، فقد نشرت -لأول مرة- في المملكة المتحدة عام 1937، كما نشرت في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1938.

وتدور أحداثها حول الشابة الثرية والجميلة لينيت ريدجواي التي تقوم بخيانة أعز صديقاتها جاكلين بالفور مع خطيبها سيمون دويلي، ثم ما تلبث أن تتزوج به، ويقرر العروسان قضاء شهر العسل، لكن أينما ذهبا تتبعهما المرأة المحطمة القلب جاكلين بالفور، إلى أن يصلا إلى مصر،ليقيما في فندقٍ يوجد به المحقق هيركيول بوارو.

ويستقل بوارو الزوجين الجديدين، وملاحقتهما-جاكلين-، وعدد من الركاب الآخرين قاطرة بخارية للقيام بجولةٍ في نهر النيل، لكن في أحد الأيام، يتم إيجاد لينيت مقتولة، وكل أصابع الاتهام تتجه نحو جاكلين التي تكن حقدًا كبيرًا لها، لكن "الخلايا الرمادية الصغيرة" لبوارو غير مقتنعة بهذا، ليقرر التحقيق في القضية لاكتشاف خفاياها.

“الموت يأتي في النهاية”

نشرت “رواية الموت يأتي في النهاية” لأجاثا كريستي لأول مرة في أكتوبر عام 1944، وهي أول رواية طويلة تجمع بين الخيال التاريخي وبين التحقيق، وهذا النوع يُدعى بـ"الجرائم التاريخية"، وهي الرواية الوحيدة لكريستي التي لم تدور أحداثها في القرن العشرين، حيث تدور أحداث الرواية في مصر الفرعونية قبل 4 آلاف عام.

وتعود رينيسنب إلى بيت أبيها على ضفاف النيل بعد وفاة زوجها، ولكن تحت السطح الهادئ لتلك الحياة الأسرية الموسرة، يكمن الجشع، وتمتلئ النفوس بالطمع والكراهية، ومع وصُول جارية الأب الجديدة المتكبرة، نوفريت، تتفجر مشاعر الأسرة حقدًا، ويبدأ القتل.

كان هناك 3 إخوة يعيشون في بيت أبيهم أمحوتب بعد وفاة والدتهم، وقد عاد الأب من رحلةٍ طويلة بعد زواجه من امرأةٍ أخرى تدعى نوفريت، وكانت هذه الزوجة حريصة على الإفساد بين العائلة وإيقاع المشاكل.

وطلب إليها زوجها أن تكتب إليه قبل سفره، وتخبره عن أي معاملة غير لطيفة تصدر من قبل أبنائه، لقد لاقت هذه المرأة معاملة غير لطيفة من الأبناء، وقد كانت فرحة لذلك أشد الفرح حتى تكتب لزوجها ما يجري.

وفي ذات يوم، وجدوا جثة نوفريت وعلى وجهها علامات الرعب، فاعتقدوا بأنها انتحرت، وأصبحت زوجة يحموز قلقة من بعد وفاتها، وأصبح زوجها أكثر تسلطًا بعد أن كان ضعيف الشخصية.

وكان يحموز وزوجته يتنزهان عند التلّة، فنظرت إليه زوجته خلفها، فأحست بالرعب، ولم تستطع تمالك نفسها، فسقطت من حافة التلّة، وماتت وهي تقول: “نوفريت بعدها بأيام كان يحمز مع أخيه يشربان النبيذ، وقد كان النبيذ مسمومًا، فمرض يحموز ومات أخوه”.

و قد رأى راعي الغنم بمزرعتهم امراة وضعت السم بالنبيذ على ما يزعم، وأتوا به للتحقيق معه، فلم يصدقه أغلبهم لأنه معتوه وغير مكتمل العقل.

وبعدها بأيام، وجد الأخ الأصغر مقتولًا في بركةٍ مغموسًا في الماء كأنه خنق، وفي يوم من الأيام، طلبت الخادمة من الشقيقة الكبرى الحضور عند المقبرة لأن حوري يريدها، فذهبت وسمعت صوتًا خلفها، فالتفتت،  فوجدت أخاها يحموز يحاول التهامها كحيوان، فشعرت بشدة الخوف، فأتى حوري لإنقاذها، وقتل يحموز، و عرف أن يحموز هو من وراء كل هذه الجرائم، وتزوجت هذه الفتاة بحوري.

“إخناتون"

هي ثالث أعمال أجاثا كريستي التي اتخذت من مصر موقعًا لأحداثها، وقد كُتبَت في عام 1937، وفي الوقت نفسه تقريبًا،  كانت تكتب الموت على النيل.

وفي سيرة أجاثا كريستي الذاتية عام 1977، اعترفت كريستي أنها لم تعتقد بأن المسرحية سيتم إنتاجها، ولكنها ببساطة تستمتع بكتابة المسرحيات أو كتابة شيء مختلف عما اعتادت عليه.

وتدور أحداث المسرحية حول الملك المصري " إخناتون"  الذي فرض ديانة جديدة، وقد أعدت أجاثا كريستي لكتابة هذه المسرحية منذ زيارتها (الأقصر) جنوب مصر عام 1931، واستعانت بخبرة علماء الآثار في رسم شخوص المسرحية التي أصدرتها إحدى دور النشر عام 1973.