الأربعاء 25 سبتمبر 2024

بعد إعصار "إرما"  إسرائيل تجلس على قنبلة موقوتة

15-9-2017 | 18:31

في تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية قال إنه بعد "9 آلاف جريح, وهدم 30 ألف منزل وخسائر تقدر بـ200 بليون شيكل وهي الخسائر التي تعرضت لها أجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية بعد تعرضها لإعصار "إرما", ما هو وضع إسرائيل، التي ترفض التهديدات المتوقعة من البلدان المجاورة لها، والتي لا يمكنها تحمل التهديد الأكبر الذي تشكله الطبيعة الأم.

ليست نتيجة حرب مستقبلية مع تنظيم "حزب الله", أو هجوم نووي من إيران, وهي السيناريوهات المطروحة لدى الحكومة الإسرائيلية دومًا؛ إنما هو يوم واحد تهتز به الأرض في إسرائيل, التي لا تقلق بشأن الأعاصير لسبب بسيط هو أن المناخ في شرق البحر الأبيض المتوسط جاف جدًا لأمثال العواصف التي تعصف بالجزء الجنوبي من الولايات المتحدة, يؤكد العلماء أنها دولة تجلس على قنبلة موقوتة.

أضاف التقرير, أن إسرائيل التي تقع على خط الصدع السوري - الإفريقي، وهو جزء من وادي الصدع العظيم الذي يشمل المنطقة من شمال سوريا إلى موزمبيق, معرضة لخطر الزلازل, ففي حين أن الزلازل في المنطقة تميل إلى أن تكون صغيرة وآخرها الذي ضرب قرب عكا في أبريل قدر بمقياس 3 ريختر, إلا أنه تبقى إسرائيل في وجه خطر التعرض إلى زلازل أكبر وأكثر فتكًا, ففي العام الماضي, قالت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي في تقرير لها : "إن أمر كهذا حين تتعرض له إسرائيل من حيث الأضرار بالمباني والبنية التحتية ستكون كارثة لم يسبق لها مثيل لإسرائيل", وأضاف أنه من وجهة نظر الإصابات، فإن الحجم سيكون أكثر بثلاث مرات من حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر) .

وأشار تقرير اللجنة أنه في عام 1927، وقع زلزال بلغت قوته 6.2 درجة بمقياس ريختر الجزء الشمالي من البحر الميت، مما تسبب في وقوع معظم الأضرار في أريحا والقدس وطبريا ونابلس, مما أدى إلى مقتل أكثر  من 500 شخص وإصابة 700 شخص آخرين, وقد أصيب المسجد الأقصى على وكنيسة القبر المقدس بأضرار كبيرة، في حين انهار برج مستشفى أوجستا فيكتوريا على جبل سكوبس, وقبل تسعين عاما، في عام 1837، ضرب زلزال بقوة 6.5 درجة مدينة الجليل، مما أسفر عن مقتل ما يقرب من 7 آلاف شخص وقد تم تدمير مدينة صفد تماما.

وقال التقرير: "إنه بالنظر إلى أننا الآن وبعد مرور 90 عامًا على زلزال عام 1927، يعتقد بعض الجيولوجيين أنه مجرد مسألة وقت قبل وقوع الزلزال المميت التالي في إسرائيل".

هذا الأسبوع,  قال مسؤول كبير بوزارة الدفاع الإسرائيلي: "إننا لم نصل بعد إلى مستوى الاستعداد الذي نحتاج إليه", وأضاف: "إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز المباني وحشد الأسر لتحضير منازلهم لهذا النوع من الحالات", هذا بالرغم من أن وزارة الدفاع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ "نيما" قد أقرت العام الماضي بأنه "عام الزلزال" حيث تم التركيز على ثلاثة مسارات متوازية؛ ولكنها مستقلة وتهدف إلى رفع مستوى استعداد البلاد.

المسار الأول هو تعزيز المباني والمؤسسات العامة في جميع أنحاء البلاد، ولكن بشكل خاص في المناطق الأكثر ضعفًا على طول خط الصدع, حيث قدمت "نيما" مؤخرا خطة للحكومة الإسرائيلية تدعو إلى تخصيص 400 مليون شيكل سنويًا على مدى 10 سنوات من شأنها أن تستخدم لتعزيز 80 ألف مبنى هم الأكثر ضعفًا في حالة حدوث زلزال, وحتى الآن لم يتم تخصيص شيكل واحد.

أما المسار الثاني فهو استثمار "نيما" في حملة دعائية تهدف إلى رفع مستوى الجمهور بالمخاطر المحتملة وتدريبهم على اتخاذ خطوات لإنقاذ حياتهم, على أن يكون المسار الثالث استثمارًا ماليًا حكوميًا أكبر في تطوير وشراء النظم التكنولوجية التي يمكن أن تكون مفيدة في التنبؤ بالكوارث الطبيعية الوشيكة والإنذار بها.