الأحد 24 نوفمبر 2024

سنوات الجفاء والدفء.. 5 زيارات محورية للرئيس السيسي إلى أمريكا

  • 15-9-2017 | 19:48

طباعة

مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ72  خلال الأيام القليلة المقبلة، والتي تنطلق اجتماعاتها في ولاية نيويورك، تعد الزيارة الخامسة للرئيس السيسي للولايات المتحدة، 4 زيارات خاصة بالمشاركة في فاعليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وزيارة واحدة للبيت الأبيض بواشنطن بدعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال أبريل الماضي، بعد انقضاء فترة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي ظهرت العلاقات خلالها فاترة بين القاهرة وواشنطن بسبب سياسية الرئيس الأمريكي المتغطرسة وعمله ضد السياسية المصرية وانحيازه الواضح للجماعة الإرهابية.

 

وتحرص القاهرة دائمًا على المشاركة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة إيمانًا منها بأهمية تفعيل العمل الدولي متعدد الأطراف بما يسهم في تعزيز الجهود الرامية للتوصل إلى حلول سياسية للأزمات الإقليمية والدولية القائمة، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ذات الاهتمام الدولي.

 

ويعقد الرئيس السيسي على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية، عدة لقاءات مع عدد من قادة وزعماء العالم في إطار الجهود لتدعيم العلاقات المشتركة سياسيا واقتصاديا، ويتعلق بالمشروعات القومية العملاقة والتي يمكن للمستثمرين الأجانب المشاركة فيها بجانب بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر وتبادل الرؤى حول التعامل مع التحديات الراهنة على المسرح الدولي وتنسيق المواقف بشأن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

العلاقات القوية

باحثون مهتمون بالشأن الدولي، أكدوا أن العلاقات المصرية الأمريكية ستنشط خلال حكم الرئيس دونالد ترامب والتي ظهرت خلال حفاوة استقبال الرئيس السيسي في البيت الأبيض أبريل الماضي، وإعلان الرئيس الأمريكي دعمه للرئيس المصري في حربه ضد الإرهاب وشكره على دوره في مساندة العالم في مواجهة المخاطر، لافتين إلى أن العلاقات مع الولايات المتحدة ستشهد حالة من الدفء بين البلدين بجانب التعاون الاقتصادي والعسكري.

 

مشاركة مصر في أعمال الدورة الجديدة للجمعية العامة لها أهمية خاصة في ضوء تعدد الموضوعات والاجتماعات المرتبطة بمنطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا خلال الدورة والدور الهام الذي تضطلع به مصر نظرا لعضويتها الحالية في كل من مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي.

 

وشكلت زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن نقطة تحول في مسار العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة في المجالات كافة في ضوء التغيرات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط واستعادة مصر لدورها المحوري بالمنطقة وإدراك إدارة الرئيس دونالد ترامب أهمية دور مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتطرف وحرص مصر على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع كل القوى الفاعلة على الساحة الدولية.

 

السيسي يدخل البيت الأبيض بعد 10 سنوات

وتعتبر زيارة الرئيس السيسى، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، مطلع شهر أبريل الماضي، أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى الولايات المتحدة منذ ١٠ سنوات، التي بدا فيها الرئيسين يحملان رؤية واحدة تجاهها، لتنتهي بذلك حقبة التوترات التي شابت العلاقات بين البلدين، منذ ما يقرب من ٥ سنوات، عندما كان باراك أوباما على رأس السلطة السياسية في الولايات المتحدة.

 

صحيفة «الجارديان» البريطانية، نشرت تقريرًا استعرضت فيه العلاقات المصرية الأمريكية، قبيل زيارة الرئيس السيسي لواشنطن أبريل الماضي، وقالت إن العلاقات بين القاهرة وواشنطن يمكن أن تكون أكثر دفئا تحت حكم ترامب، بعد سنوات من التوتر بين السيسى والرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، فى ظل دعم أوباما لجماعة الإخوان الإرهابية.

 

وأشارت الصحيفة، إلى ترامب عكس أوباما الذي لم يوجه دعوة للسيسى لزيارة البيت الأبيض، متابعةً: "يحسب للسيسى محاولته إعادة البناء داخل بلاده وتكوين علاقات قوية خارج البلاد، وهى سمة يتسم بها منذ توليه الرئاسة المصرية".

 

وكانت إدارة أوباما أعلنت تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، بعد الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية منتصف عام 2013.

 

ورفعت أمريكا في أبريل 2014، الحظر الذي فرضته على تسليم هذه الطائرات لمصر في العام الماضي، وقال الأدميرال جون كيربي الناطق باسم وزارة الدفاع بواشنطن وقتها:" إن الطائرات ستدعم جهود الحكومة المصرية في محاربة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء".

 

وفي الربع الأول من 2015، أعلن الرئيس الأمريكي أوباما أيضًا رفع تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية للقاهرة.

 

الزيارة الأولى للرئيس السيسي

وزار الرئيس عبد الفتاح السيسي أول مرة الولايات المتحدة الأمريكية بعد 3 أشهر من انتخابه رئيسا في يونيو من عام 2014، ولكن لم تكن الزيارة رسمية بين الرئيسين المصري والأمريكي، وإنما كانت بهدف ترأس الوفد المصري في قمة المناخ بالأمم المتحدة.

 

والتقى الرئيسان المصري والأمريكي على هامش أعمال القمة بطلب من الرئيس الأمريكي، لبحث سبل التعاون المشترك وبحث قضايا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش.

 

وتزامنت زيارة السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مع إعلانها تسليم مصر 10 طائرات هليكوبتر مقاتلة من طراز أباتشي لدعم جهودها في "محاربة الإرهاب".

 

الزيارة الثانية ومكافحة الإرهاب

كما شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، عام 2015، في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة السبعين، والتي جاءت تحت شعار "مكافحة الإرهاب والتطرف" التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

 

وألقى الرئيس السيسي، كلمة مصر أمام اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن فيها عزم مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة إطلاق مبادرة الأمل والعمل لمواجهة قوى التطرف والإرهاب بمشاركة شباب مصر.

 

وأكد أن إنكار المتطرفين حق الآخرين في الاختلاف تتنافى مع حكمة الخالق في التنوع، متابعًا: "لا شك أن أكثر من مليار  مسلم يرفضون أن يتحدث التطرف باسمهم، وأشعر بأسى وحزن تجاه كل مسلم في العالم يواجه التمييز وإصدار الأحكام المسبقة".

 

الزيارة الثالثة وأزمة اللاجئين

في عام 2016، زار الرئيس عبد الفتاح السيسى نيويورك، للمشاركة فى أعمال اجتماعات الدورة رقم 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعقد تحت عنوان "قمة الأمم المتحدة المعنية باللاجئين والمهاجرين".

 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كلمته أمام الجمعية العمومية، للأمم المتحدة فى الدورة الـ 71، أن مصر أطلقت مرحلة جديدة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها البيئة والاجتماعية والاقتصادية باعتمادها لأجندة التنمية 2030، ووثيقة أديس أبابا لتمويل التنمية العام الماضي، موضحاً أن :"تطلع الشعوب خاصة النامية لمستوى حياة لائق هو مسئولية رئيسية نتحملها كقادة وضعت الشعوب ثقتها فينا، وحملتنا هذه المسئولية وفاء للمبادئ الإنسانية التي تقود مساعينا".

 

وتابع:"تطالب مصر بدعم دور الدولة لضمان التوازن بين أبعاد التنمية المستدامة خاصة فيما يتصل بفعالية شبكات الحماية الاجتماعية، وتعزيز الملكية الوطنية للتنمية، كما تنوه مصر لأهمية تسخير المنظومة المالية العالمية من اجل نظام اقتصادي عالمي عادل يوفر فرصا متكافئة للتنمية ويساعد على تقليل الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية، وتعد الأمم المتحدة المحفل المناسب لتناول هذه المسائل. وانطلاقا من ذلك، كانت مصر ضمن أول 22 دولة تتقدم بمراجعة طوعية لخططها التنموية في يوليو الماضي".

 

كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، دونالد ترامب لأول مرة خلال ترشحه عن الحزب الجمهوري أمام المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة شهر سبتمبر من العام الماضي.

 

وكان ترامب قال، في خطاب له أمام عدد من مناصريه بولاية أوهايو، إنه سيتعاون مع الرئيس المصري وملك الأردن عبد الله الثاني من أجل مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن "لديهما سياسة واضحة رافضة لثقافة الموت التي يتبناها تنظيم داعش".

 

استقبال حافل في البيت الأبيض

واستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره المصري في البيت الأبيض في أول لقاء رسمي بينهم أبريل الماضي، لمناقشة قضايا المنطقة وبحث سبل التعاون المشترك.

شدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن بلاده تقف إلى جانب مصر في مكافحة الإرهاب، مؤكدا أن العلاقة بين البلدين ستدوم طويلا.

 

وأضاف الرئيس الأمريكي خلال استقباله الرئيس السيسي، أن التعاون العسكري مع مصر سيكون أكبر من أي وقت مضى، قائلا "الرئيس السيسي يقوم بعمل رائع وسط ظروف صعبة".

 

من جابنه، قال الرئيس السيسي إنه يقدر بشدة شخصية ترامب الفريدة وجهوده في مكافحة الإرهاب، معربا عن دعمه لتلك الجهود.

    الاكثر قراءة