السبت 1 يونيو 2024

المخرج والمؤلف يكشفان مصير "مداح القمر" .. مجدى أحمد على: مازال البحث جارياً عن بطل للمسلسل

16-9-2017 | 12:21

حوار: عمرو محيي الدين - تصوير: عمرو فارس

سنوات عديدة قضاها المخرج مجدى أحمد علي والكاتب محمد الرفاعي للخروج بمادة ثرية مليئة بالأسرار والخبايا والخيوط الدرامية والإنسانية للموسيقار العبقري بليغ حمدي.. وذلك من أجل عمل مسلسل كبير يناسب هذا الموسيقار الخالد، ووضع للعمل الدرامي اسم "مداح القمر" إلا أنه واجه صعوبات كثيرة خلال محاولات عرضه على الشاشة، فكانت البداية من مدينة الإنتاج الإعلامي عندما عرض المخرج مجدي أحمد علي فكرة المسلسل لإنتاجها إلا أن المدينة ماطلت كثيرا ولم تبت فى الأمر .. التقينا بالمخرج مجدي أحمد علي والكاتب محمد الرفاعي ليكشفا لنا مصير مسلسل "مداح القمر" العمل الدرامي الذي يكشف عن قصة حياة الموسيقار بليغ حمدي منذ طفولته وحتى وفاته.

يقول المخرج مجدي أحمد علي: هناك مفاوضات الآن من قناتين فضائيتين من كبريات الفضائيات لعرض مسلسل "مداح القمر" وأعتقد أن إحداهما ستبت فى الأمر قريبا ليخرج العمل إلى النور.

ويضيف: جهزت للعمل الدرامي " مداح القمر" منذ فترة طويلة تعود إلى ما قبل ثورة يناير فمنذ ذلك الحين وأنا متحمس للفكرة، فأذكر أن الفنان الراحل ممدوح عبدالعليم كان مرشحا لدور بليغ فى البداية.

ويوضح: الكاتب الكبير محمد الرفاعي بذل مجهودا كبيرا فى جمع المادة حول حياة بليغ حمدى، وكان الأمر صعبا جدا لأن بليغ قد تجد لديه اصدقاء لا علاقة لهم ببعض، حتى اخوته لا يعلمون اشياء كثيرة عنه وعن حياته العاطفية مثلا، ولذلك قمت مع الرفاعي بحصر أكبر عدد من الشخصيات قد تصل إلى 60 شخصية تقريبا وجلسنا معهم لنأخذ معلومات عن بليغ، فقد جلست مع وردة وميادة الحناوي وكذلك مع أخيه د.مرسي سعد الدين وزوج أخته أسامة فهمي "وكيل الورثة"، وأولاد اخوته وجلست أيضا مع الفتاة التى توفى على صدرها، ومع الخادمة التى عاصرت حادثة مقتل سميرة مليان التى اتهم بقتلها كما جلست مع موفق بهجت ومحمد منير وعلى الحجار وصلاح عرام، وكذلك ميشيل المصري الذى بصدد أن يقوم بعمل موسيقى المسلسل، فهو زميل الدراسة لبليغ حمدي، وقمنا فى العمل الدرامي بفتح الملفات المتصلة المنفصلة عن بليغ، وكذلك وجدت أشياء نادرة فى منزله فى شبرا مثل كراسات الأغاني والنوت والصور الشخصية له مع عدد من المطربين.

ويؤكد مجدي: هذه المادة خلقت شخصية إنسانية درامية فهو يعبر عن جيل بأكمله، فشخصيته صاخبة جدا مليئة بالمطبات، وتكشف الدراما أيضا عن نضاله السياسي وكفاحه الوطنى وحياته المليئة بالتراجيديا، وأذكر أنه تم الاتفاق مع وكيل ورثة "بليغ حمدي" أسامة فهمي على العمل الدرامي وتقديم الشخصية بكل مميزاتها وعيوبها، فحن لن نقدم بليغ على أساس أنه من الملائكة لكن بشر يصيب ويخطئ، وما زال البحث جاريا عن بطل للمسلسل، فكان الفنان محمد نجاتي من المرشحين وكذلك هاني سلامة تم ترشيحه من مدينة الإنتاج ولكن حتى الآن لم يتم تحديد بطل العمل.

 

ويشير مجدي إلى أن بليغ حمدي تزوج مرتين فقط ونحرص على وجود شخصية مقنعة تجسد دور زوجته وردة، وقد رشحت ثناء يوسف ولكن ما زال الأمر قيد البحث.

أما عن سبب عدم خروج العمل إلى النور رغم تحضيره منذ فترة طويلة يقول المخرج مجدى أحمد علي: مدينة الإنتاج تعاملت مع الموضوع بسذاجة كما أن العمل الدرامي يحتاج إلى تسويق جيد.

وعن العقبات التى واجهت العمل يقول: العقبات كانت فى المادة نفسها وتجميعها، وأذكر أن رياض ابن الفنانة وردة اعترض على عدم رؤيته للسيناريو، وأرسل إنذارا على يد محضر، ولكنى وعدت أن نعرض كل الحقائق كما هي دون الإساءة لأي شخص وخاصة أنه من الصعب أن نبحث عن كل أسر الشخصيات التى تظهر ليشاهدوا العمل الدرامي.

ويؤكد المخرج مجدي أحمد علي أن العمل الدرامي سيتناول تفاصيل وخبايا كثيرة لا يعرفها أحد، مثل القضية التى اتهم فيها ظلما بتسهيل الدعارة وقتل سيدة، ورأيي أنه مات فى هذا اليوم، كما يتطرق إلى وجوده فى باريس فى المنفى وهو يلحن أغانى وطنية ورغم ذلك لم يتقاض مليما عن هذه الأغانى ورغم أننى لم أعرف بليغ ولم أقابله فى حياتي إلا أننى شعرت بقربي منه من خلال المعلومات التى جمعتها عنه، وكأنه قريب منى أكثر من أى شخص آخر، واكتشفت أننا كلما سمعنا أغانيه نكتشف أنه متغلغل فى أعماقنا.

وعن خبراء المكياج الذين سيتم الاستعانة بهم يقول : سيتم الاستعانة بخبير الماكياج محمد عشوب على الأرجح ولا سيما أنه كان قريبا جدا منه ومن الفنانة وردة كذلك.

وعن سبب خلود أغانيه حتى الآن يقول : بليغ من المجددين وحمل الموسيقى فى فترة على كتفه وحده وكان يكره أن يتم تلحين الفلكلور كما هو.. وأذكر أن عبد الرحمن الأبنودي بعد أن سمع أغنية توبة بلحن بليغ حمدي صدم جدا، وبعد ذلك أحبها بشدة على لحن بليغ، كما صنع بليغ الموسيقى التصويرية لأفلام عظيمة مثل أرض الخوف على سبيل المثال.

أما الكاتب محمد الرفاعي فيقول: جمعت كل المادة مع المخرج مجدى أحمد علي وساعدنا فيها وكيل الورثة اسامة فهمي فقد أمدنا بكراتين مليئة بشرائط وكل ما كتب عن بليغ وأوراقه وكارنيهاته وكشاكيل أشعار كاملة عنده وجلسنا مع كل من تعامل مع بليغ مثل وردة وسميرة سعيد وميادة الحناوي والأبنودى ومحمد حمزة وصلاح عرام ، جلسنا مع شلة شبرا من زملائه الذين تربوا معه، وكذلك سكرتيره فى الفيوم وجلسنا لمدة عام كامل نستمع لكل هؤلاء وأخرجت مادة ثرية دراميا لأن حياته كانت مليئة بالدراما منذ طفولته وأعتقد أنه لو لم يكن موسيقيا معروفا لكانت حياته مناسبة جدا لعمل مسلسل درامي فما بالك وهو من أعظم الموسيقيين فقد جمع كل التراث العربي والشعبى وأعاد تطويره.

ويضيف: العمل درامي بحت وليس عن قصة حياة بليغ فقط، ولكن لـ 60 عاما من الفن فلم نتطرق لبليغ كموسيقار فحسب ولكن تناولنا علاقته بمحمد فوزى وعبدالوهاب وأم كلثوم.. اطلالة على الواقع المصري من خلال بليغ وعلاقته بالسادات شخصيا، وأعتبر " مداح القمر" دراما وليست توثيقا، وهو شخصية إنسانية جدا ويحب البشر بشكل غير عادي، وكان بيته مفتوحا للأصدقاء وغير الأصدقاء، وأذكر من المواقف الإنسانية التى رصدتها عن بليغ أن صلاح عرام قد أعطاه ظرفا من مستحقات بليغ المالية، فإذا ببليغ يسلم الظرف لشخص مريض يحتاج لعملية دون أن يعرف ما بداخله، وكان بليغ يحب الوطن بشكل كبير، فبعد حرب 73 ذهب إلى الإذاعة وكان وقتها ممنوعاً دخول الإذاعة، إلا أن بابا شارو رئيس الإذاعة استقبله، وعرض بليغ أن يلحن أغانى وطنية ويقدمها فى الاذاعة فرد بابا شارو أنه لا توجد إمكانيات مادية فى الوقت الحالي، فإذا ببليغ يرد قائلا: كيف أتقاضى مليما فى أغنية وطنية من أجل بلدي! وبالفعل قام بليغ بتسجيل عدة أغان هناك مثل "الربابة" و"بسم الله" حتى أنه جلس قرابة الـ 3 ايام فى الاستوديوهات فى الإذاعة، وقد اتفقت مع أخيه مرسي سعد الدين ان نقدمه كبشر وليس ملاكا لأن الملائكة لا تصنع عملاً درامياً، واتفقنا أن نقدمه كإنسان ونفتح خزائن أسراره لا سيما أن حياته كانت عبارة عن ملفات مغلقة، فالجزء الذى يعرفه الأبنودى لا يعرفه صلاح عرام، فكل شخص يعرف عنه شيئاً فهو مجموعة حواديت مغلقة وطول المسلسل سيكتشف الجمهور معلومات عن بليغ يتم الإعلان عنها لأول مرة.

ويضيف: عندما كتبت اول 5 حلقات شاهدهم أخو بليغ ووكيل الورثة كذلك لإبداء أي ملاحظات حتى أن أخاه أرسل خطابا إلي قال فيه هذا هو بليغ فهو يخطئ كأي بشر عادى، وخسارة أن لا يكون وسط الأعمال الدرامية التى تجسد سيراً ذاتية لكبار الفنانين، عمل كبير آخر عن بليغ حمدي، هذا الموسيقار الذى قالت عنه أخته صفية كلما سمعت أغنية وقلت الله أعرف أنها أغنية لبليغ، فقدم أجمل أغانى شادية ونجاة والنقشبندي وأذكر أن عبدالوهاب قال له فى أواخر أيامه " نفسى تلحن لي يا بليغ" وكل هؤلاء العمالقة موجودون فى السياق الدرامي من خلال علاقتهم ببليغ، كما أننا من خلال " مداح القمر" نكشف الواقع الفني منذ الثلاثينيات حتى عام 1992 من حيث شكل المزيكا والغناء وتطوير الأوبريت، فالمسلسل أشبه ببانوراما عن الحياة الفنية والموسيقية فى مصر، وكتبته على 30 حلقة.

ويقول الرفاعى: ما يؤلمني أن بليغ ظلم حيا وميتا وآخر وقائع ظلمه واقعة المطربة المغربية سميرة مليان التى اتهم بقتلها بعد أن عثر عليها جثة عارية وثبت سقوطها من شرفة منزله، وتمت تبرئته بعد ذلك ولكن الأمر أثر فى نفسه كثيرا وكل أصدقائه خذلوه فلم يقف بجواره سوي عبدالرحمن الأبنودي ومحمود عوض، وكان قد سافر إلى الخارج فى فرنسا وقت نظر القضية ومع ذلك كان يلحن الأغاني الوطنية ويزور المطار هناك وينظر إلى طائرات مصر للطيران ويبكي ويقول لنفسه " نفسي ارجع مصر" .. أشياء كثيرة يتناولها العمل الدرامي " مداح القمر" .. وننتظر خروجه إلى النور بعد موافقة إحدى القنوات الفضائية على عرضه.