اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى سوريا ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد، لأول مرة منذ بدء النزاع في البلاد في 2011. وقال باتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي للصحيفة، إن طهران تسعى لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي في دمشق مع تحرك دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد.
وأوضحت الصحيفة أن إيران أرسلت ميليشيات إيرانية مسلحة للقتال بجانب الأسد، لكن مع اقتراب تطبيع العلاقات بين سوريا ودول المنطقة، تريد إيران ضمان جني الفوائد الاقتصادية من دعمها. كما أن هناك هدفا أخر للزيارة يتمثل في محاولة بناء تحالف أقوى مناهض لإسرائيل في المنطقة.
وحول الموقف على الأرض في سوريا، فإن الأسد يسيطر بدعم روسي وإيراني، على غالبية سوريا، لكن مساحة كبيرة من محافظة إدلب والأراضي الكردية في الشمال لا تزال خارج سيطرة النظام.
ومن أسباب التقارب أيضا قضية اللاجئين، فالملايين منهم في الأردن وتركيا ولبنان ينتظرون العودة إلى ديارهم، ولا يحظى وجودهم بشعبية متزايدة في بعض البلاد ذات الخدمات العامة المحدودة.
وبالنسبة للموقف الأوروبي، فإن الاتحاد الأوروبي سيشارك بنصيب في إعادة إعمار سوريا، لكن في المقابل فإنه يطالب الأسد بالموافقة أولا على تقاسم السلطة وإعلان مسئوليته عن استخدام غاز السارين ضد شعبه. فضلا عن طلب الاتحاد الأوروبي لإجراء انتخابات رئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن هذا المطلب غير قابل للتحقيق.
ويعمل رئيسي على إقناع دمشق بأن طهران بديل جاهز لإعادة الإعمار بدلا من الاتحاد الأوروبي، بناء على ما يسمى بمحور المقاومة وستكون النقطة المركزية للاتفاقيات التي من المحتمل أن يتم توقيعها هي تشغيل صندوق إعادة إعمار واحد يسيطر عليه الأسد.