صرح رئيس المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج ديدييه ليشي، اليوم الجمعة، بأن هناك زيادة في محاولات عبور المهاجرين جبال الألب للوصول إلى فرنسا، وذلك تعليقا على تصاعد التوترات بين فرنسا وإيطاليا حول إدارة تدفق المهاجرين.
فبالأمس، انتقد جيرالد دارمانين وزير الداخلية الفرنسي، إدارة رئيسة الوزراء الإيطالية ، جورجيا ميلوني، لملف الهجرة، واصفا اياها بأنها "عاجزة عن حل مشاكل الهجرة في بلادها". وردا على ذلك، ألغى وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني زيارة كانت مقررة إلى باريس احتجاجا على هذه التصريحات التي وصفها ب"غير المقبولة".
وتعليقا على هذا الأمر، يوضح ليشي مدى تدفق المهاجرين في الاتحاد الاوروبي، مؤكدا أن هناك زيادة في محاولات المهاجرين عبور جبال الألب ومضيفا أن نحو 40 ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا منذ بداية عام 2023. وما يقرب من نصف الجنسيات الوافدة إلى إيطاليا من الجنسيات الناطقة بالفرنسية ، فالجنسية الأولى هم من كوت ديفوار وهناك أيضا من غينيا ومالي. ويتم تسجيل عدد قليل من هؤلاء الأشخاص في إيطاليا وبالتالي يتوجهون على الفور إلى فرنسا.
وأكد أنه تم تسجبل زيادة في محاولات عبور جبال الألب على وجه التحديد لأن العديد منهم من دول يتحدثون فيها بالفرنسية.
وأضاف ليشي أن الآلية الأوروبية بأكملها تفترض أولا أن يكون هناك تسجيلا في الدولة الأولى وبعد ذلك في الدولة الأخرى، وهناك نقاش بين مختلف البلدان الاوروبية حول ادارة تدفق المهاجرين، ولا سيما مع فرنسا.
وقال "هذا ما يتم مناقشته، مع إطلاق خطة لنقل عدة مئات من الأشخاص من إيطاليا في الأسابيع المقبلة"، مشيرا إلى أهمية أن يكون هناك توزيعا للمهاجرين.
وعن عدد محاولات دخول المهاجرين الأراضي الفرنسية، أكد أن هناك دفعة كبيرة من المهاجرين في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام، حيث قام أكثر من 300 ألف شخص بطلب أو تقديم طلب للحصول على حق اللجوء في الاتحاد الأوروبي، وهو عدد أكثر من 30٪ مقارنة بعام 2022.
ولا تزال الجنسيات الأولى من سوريا وافغانستان، وهناك دفعة كبيرة جدا من تركيا بينما يفضل المهاجرون من فنزويلا أو من كولومبيا الذهاب إلى إسبانيا.
وأكد أن هناك حاجة ملحة لتنظيم توزيع عبء اللجوء على كل دول الاتحاد الاوروبي بشكل أفضل، الأمر الذي تتحمله على وجه الخصوص إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا والنمسا.
وقال "لفترة طويلة، هناك حوالي عشر دول تتركز فيها طلبات اللجوء مقارنة ببقية دول الاتحاد الأوروبي، وذلك لأسباب ثقافية وتاريخية مشيرا إلى أن دول أوروبا الشرقية يتدفق إليها عدد قليل من الأشخاص.
جدير بالذكر أن في عام 2023 وصل ما يقرب من 40 ألف مهاجر إلى إيطاليا عن طريق البحر أي أربعة أضعاف الرقم المسجل خلال العام الماضي، وفقا للبيانات التي قدمتها وزارة الداخلية الإيطالية.