تستمر القوات المسلحة في دعم وتطوير المنظومة الطبية، وتعظيمها بأحدث التقنيات في مختلف المجالات الطبية المتطورة؛ لتعزيز نظام الرعاية الصحية في مصر، خاصة فيما يتعلق بالبلازما، والتي وصلت شحناتها الأولى اليوم بعدما تم تجميعها بالمراكز التابعة لشركة «جريفولز إيجيبت» وشحنها إلى إسبانيا؛ بهدف تصنيعها وإعادة إرسالها إلى مصر في صورة أدوية حيوية مشتقة من البلازما.
أهمية البلازما
وتعتبر الأدوية المشتقة من البلازما علاجًا بيولوجيًّا فريدًا من نوعه يساهم في إنقاذ حياة الآلاف من المرضى والتعامل مع الأمراض النادرة، مثل: أمراض نقص المناعة الأولية وأمراض القلب والرئة وعلاج الصدمات وطب الطوارئ واضطرابات النزيف والحروق، وبعض الأمراض التي قد تهدد الحياة.
المشروع القومي لتصنيع مشتقات البلازما
وتسعى الدولة المصري لتنفيذ مشروعًا لتصنيع مشتقات البلازما، بأجود المواصفات القياسية العالمية، وفق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي وصفه سابقًا بـ«المشروع الحلم» الذي بدأ يتحقق على أرض الواقع، لتأمين احتياجات البلاد من مشتقات البلازما خلال 6 سنوات تقريبًا مع التصدير للأسواق الإقليمية بعد الاكتفاء الذاتي.
ويهدف المشروع إلى تجميع البلازما، والتصنيع لدى الغير، وإنشاء وبناء المصنع المحلي ونقل التكنولوجيا، لاستهداف الوصول إلى 300 ألف متبرع سنويًّا، حسبما أعلنته الحكومة المصرية وقت إطلاق المشروع القومي لتصنيع مشتقات البلازما في 15 يوليو 2021، وهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط وإفريقيا، التي تقوم بتنفيذ المشروع القومي لتجميع البلازما.
وتقوم "شركة جريفولز إيجيبت" حالياً بإقامة بنية تحتية متكاملة للبلازما تشمل عشرين مركزًا للتبرع في جميع أنحاء الجمهورية، بالإضافة إلى إقامة مصنع لتجزئة وتنقية البلازما، وكذلك مركز الاختبار والتخزين بالمدينة الطبية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفقًا للمعايير والاشتراطات الطبية العالمية.
الشراكة المصرية مع "جريفولز الأسبانية"
وتحرص الدولة المصرية على اكتمال المشروع القومي لتصنيع مشتقات البلازما، بعقد اتفاقية بين شركة "جريفولز إيجيبت" التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وشركة "جريفولز الأسبانية" الرائدة بمجال مشتقات البلازما، بهدف سفر شحنات من البلازما المصرية التي يتم تجميعها بمراكز الشركة المصرية، لإعادة تصنيعها في إسبانيا.
وتستمر شحنة البلازما ثلاثة أشهر قبل أن يتم إرسالها إلى مصر في صورة أدوية حيوية مشتقة من البلازما، بما يساهم في توفير العلاج للعديد من الحالات النادرة والمزمنة، في المشروع الذي يبلغ رأسماله 300 مليون دولار.
ويأتي نجاح هذه الاتفاقية دافعًا كبيرًا لاستقبال " شركة جريفولز الأسبانية " ببرشلونة كميات متزايدة من البلازما المصرية، كجزء من الاتفاقية الاستراتيجية التي وقعتها بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة في نوفمبر 2020.
وكيل الصحة بمجلس النواب: وصول الشحنات الأولى من البلازما يعيد الأمل لمصر
قال الدكتور محمد العماري، وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن وصول الشحنات الأولى من البلازما المصرية من جريفولز الأسبانية يعيد الأمل للشعب المصري نتيجة لنجاح المشروع، خاصة أن ذلك يتم وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتعزيز نظام الرعاية الصحية في مصر.
وأوضح في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال» أن البلازما تساهم في إنقاذ حياة الآلاف من المرضى والتعامل مع الأمراض النادرة، خاصة أن حركة سفرها، ثم وصولها تشهد كميات متزايدة، تليق بالاتفاقية الاستراتيجية الموقعة للتعاون بين الجانب المصري والإسباني
اتجاه مصر لامتلاك تقنيات تصنيع البلازما
وأضاف «وكيل لجنة الصحة» أن الدولة المصرية ستحاول خلال المرحلة التالية امتلاك تقنيات تصنيع البلازما في مصر، من أجل تعزيز الإنتاج المحلي، لتوطيد للصناعات في مصر.
وأشار إلى أنه هناك اتجاه إلى تعزيز المشروع، وتسخير كافة الجهود لنجاحه للوصول إلى الاكتفاء الذاتي، ومن ثم التصدير لأن البلازما المصرية تساعد على شفاء المصابين فيما يقارب من 9 لـ 10 أمراض نادرة.
بالجودة اللازمة..القوات المسلحة تدعم المشروعات الطبية
ووجه التحية لجهود القوات المسلحة المصرية في دعم وتطوير المنظومة الطبية وفقًا لأحدث ما وصل إليه العلم في المجالات الطبية المتطورة، خاصة في مجال بلازما الدم منذ إطلاق المشروع القومي لتصنيع مشتقات البلازما في 15 يوليو 2021.