الثلاثاء 14 مايو 2024

عمال عمال ثلاثى المجد والبسمة والموال !

سيد درويش

الهلال لايت 11-5-2023 | 17:49

أحمد رفعت

● قدمت لنا مهنا شريفة مجموعة من أبرز وأهم وألمع الأسماء وغيرهم كثير ممن حفروا لأنفسهم مكانة كبيرة وعريضة فى تاريخ الفن العربى كله
 ربما كان سيد درويش أكبر اسم موسيقى في تاريخ الغناء العربى .. فيكفى كل هذا التراث الذى تركه وهذا التأثير الذى أثر فى النغم الشرقى كله رغم رحيله دون أن يكمل عامه الواحد والثلاثين !! وهو تقريبا عمر يصل إليه ثلث عمر بعض الملحنين ! ورغم عمله لظروفه الاجتماعية القاسية فى اعمال كثيرة لكن تبقى مهنته في أعمال البناء هى الأهم..لسببين أساسيين .. أولهما أنها المهنة التى مارس فيها الغناء..والثانى أنه بسببها استمع له  الأخوان أمين وسليم عطا الله..وكانا بالصدفة علي مقهى مجاور ولكونهما من أشهر المشتغلين بالفن كان طبيعيا أن يلفت انتباههما فاتفقا معه على السفر إلى الشام وهو ابن السابعة عشرة! وكانت الانطلاقة التى قدمت لمصر وللعرب والعالم وللتاريخ  سيد درويش ! ليبدأ فى توظيف فنه ليس لمصلحة الفن فقط وإنما لمصلحة القضية الوطنية والكفاح ضد الاحتلال البريطاني ليسجل لنفسه تاريخا وطنيا مجيدا لم يزل محل جدل إلى اليوم وسيظل أكثر وأكثر بعد طرح يتحدث عن موته مسموما للتخلص منه ومن دوره فى التعبئة الوطنية!   
وربما فى البهجة على الشاشة وفى أفراح المصريين فى النصف الأول من القرن العشرين بل وإلى ما شاء الله أن يكون فى فن العرائس للأطفال يأتى اسم محمود شكوكو كأكبر اسم فى هذا المجال حتى إنه يقدر على بث البهجة فى أى مكان يطل إليه بحضوره الطاغى القادر علي جذب الاهتمام ولفت  الانتباه بخفة ظل أبناء البلد الملتزمة بأصول وتقاليد صارمة لا تعرف أى خدش لمشاعر الناس ولا حيائهم، ولذلك بقى حتى بعد رحيله مرحبا به فى البيوت المصرية والعربية .. فهو الممثل الشاطر والمطرب القادر علي إشاعة روح الفكاهة علي جمهوره علي المسرح أو بغير اتصال مباشر بالناس وبات معروفا أن عرائس سميت باسمه وحققت نجاحا جماهيريا كبيرا قبل أن تظهر عرائس مستوردة فى الاسم وفى التقاليد.. ولذلك نحتاج إلى مشروع شامل ومدروس لإحياء " شكوكو "  الذى بدأ بل واستمر نجارا يعمل في ورشة والده بعرق يده وظل فخورا بذلك حتى لقى ربه!
وعند شفيق جلال ابن الدرب الأحمر الذى عمل فى صناعة الأحذية فخورا بمهنة شريفة لم يتركها إلا بعد أن تعذر الجمع بينها وبين الفن وهو الذى تأخرت شهرته حتى لعبت الصدفة دورها لتمنحه حقه وفرصة العمر عندما رتب القدر تأخر العندليب عبد الحليم حافظ عن موعده في إحدى الحفلات الرسمية ليحل محله حتى وصوله فيخطف القلوب وتكون انطلاقته الحقيقية رغم عمله قبل ذلك !
شفيق جلال..أحد ملوك الموال المصرى والعربى وأحد القلائل - مثل شكوكو -  ممن امتلكوا مفاتيح التواصل مع المستمع المصرى وأحد القلائل من استمر عطاؤهم السينمائى حتى النهاية لكن أهم وأشرف ما فيه عدم تنكره لبداياته الصعبه القاسية بل بقي فخورا بها! 
وهكذا قدمت لنا مهنا شريفة مجموعة من أبرز وأهم وألمع الأسماء وغيرهم كثير ممن حفروا لأنفسهم مكانة كبيرة وعريضة فى تاريخ الفن العربى كله.
تحية لكل يد عاملة تعمل وتكد وتتعب  وتنتج وتعف نفسها عن السؤال وتخدم شعبها ووطنها.
تحية لكل حبة عرق من كل جبين لكل عامل شريف.

Dr.Radwa
Egypt Air