الجمعة 22 نوفمبر 2024

حوار نادر عن الدين في حياة نجيب محفوظ

  • 17-9-2017 | 19:53

طباعة


ربما كان الدين هو المنطقة الأكثر جدلا في حياة الأديب الكبير نجيب محفوظ، لاسيما بعد محاولة اغتياله في أكتوبر 1995 بطعنه في عنقه على يد شابين قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل "أولاد حارتنا" والتي بدأ نشرها مسلسلة في جريدة الأهرام ابتداء من 21 سبتمبر 1950 حتى توقف في 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية بدعوى تطاوله على الذات الإلهية.
وفي حوار لـ“تشارلوت الشبراوي” المحررة بمجلة “باريس رفيو” مع الكاتب العالمي نجيب محفوظ والذي نشر في عدد صيف 1992 من نفس المجلة، وترجمه أحمد شافعي في كتابه "بيت حافل بالمجانين"، يكشف نجيب محفوظ الكثير من خباياه وأسراره الأدبية كما يرفع الستار عن المنطقة الأكثر جدلا في حياة أديب نوبل موضحا رؤيته حول الدين وفلسفة العبادة وعلاقة العبد بربه.
فتدخل المحررة تلك المنطقة في حياة نجيب محفوظ منذ كان طفلا، في سؤال تطرحه على محفوظ: "هل كنت متدينا في طفولتك؟ هل كنت تذهب مع أبيك إلى المسجد كل جمعة؟”، ليجيب نجيب عن السؤال كاشفا الستر عن هذه الفترة قائلا: “كنت متدينا بصورة خاصة وأنا صغير، ولكن أبي لم يكن يضغط علي للذهاب لصلاة الجمعة، بالرغم من أنه كان يذهب كل أسبوع، فيما بعد، بدأت أشعر بشدة أن الدين ينبغي أن يكون منفتحًا، يبدو لي أن الانشغال المفرط بالدين ملاذ أخير يلوذ به الناس حينما تنهكهم الحياة”.
ويضيف محفوظ موضحًا أثر الدين في حياة الإنسانية بشكل أعم وحياة المصريين بشكل خاصة: "إنني أعتبر الدين بالغ الأهمية ولكنه قد يكون خطرا أيضا لو أردت التأثير في الناس وتحريكهم فإنك تبحثين عن نقطة حساسة، وليس في مصر شيء يؤثر في الناس ويحركهم أكثر من الدين، ما الذي يجعل الفلاح يعمل؟ ولهذا السبب ينبغي تفسير الدين بطريقة منفتحة، ينبغي أن يتكلم في الحب والإنسانية، الدين مرتبط بالتقدم والحضارة لا بالعواطف وحسب، ولكن تفسيرات الدين اليوم للأسف غالبا ما تكون متخلفة ومناقضة لاحتياجات الحضارة".
بحديث محفوظ عن الحضارة، تطرقت المحررة إلى منطقة الحجاب وهي المنطقة الأكثر جدلا لتبين بدورها أن هذا مثال على الدين حين يناقض احتياجات الحضارة، ليؤكد محفوظ أن تغطية الرأس باتت موضة، وهي لا تعني أكثر من هذا في الغالب “ولكن ما أخشاه بحق هو التعصب الديني، ذلك تطور هدام، معارض تماما للإنسانية”.
عندما سألت محررة “باريس رفيو” أديب نوبل: “هل تصلي حاليا؟” لم ينكر فرضية الصلاة ولكن كانت إجابته محددة "أحيانًا" وهي ما تعكس إيمانه بالعبادات وإن لم يلتزم بها الالتزام الكلي كأغلبنا.
ويضيف أديب نوبل: "ولكن السن يمنعني في الوقت الراهن" علما بأن الحوار أجري بينما كان محفوظ في سن الثمانين حسبما ذكرت المحررة.
ويوضح محفوظ في معرض إجابته على هذا السؤال رؤيته للدين بشكل عام، وكيف يرى علاقة العبد بربه قائلا: "بيني وبينك، أنا أعتبر الدين سلوكا إنسانيا جوهريا ولكن معاملة الناس بطريقة جيدة أهم من قضاء المرء كل وقته في صلاة وصيام وسجود، فالله لم يرد من الدين أن يكون ناديا للتدريبات الرياضية".

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة