قالت أولجا ساردو مور المتحدثة باسم المفوضية العليا لشئون اللاجئين إن احتياجات اللاجئين من السودان إلى البلدان المجاورة والنازحين داخلها هائلة، حيث فر ما يقرب من 200 ألف لاجئ وعائد من البلاد منذ اندلاع الصراع هناك في الوقت الذي نزح فيه مئات الآلاف داخليا واحتجز عدد أكبر منهم في منازلهم غير قادرين على الوصول إلى الضرويات.
وأضافت سارادو - في مؤتمر صحفي في جنيف اليوم /الجمعة/ - أن الاستجابة الإنسانية في السودان صعبة ومكلفة؛ حيث يصل اللاجئون والعائدون إلى المناطق الحدودية النائية حيث الخدمات والبنية التحتية شحيحة أو غير موجودة كما أن السكان المضيفين يعانون بالفعل بسبب تغير المناخ وندرة الغذاء، محذرة من أن موسم الأمطار القادم سيزيد من صعوبة الخدمات اللوجستية حيث ستصبح العديد من الطرق غير صالحة.
وأكدت أن الاستجابة الموسعة ستتطلب تمويلا كبيرا.. وقالت إن الدعم المقدم من القطاع الخاص كان بطيئا مقارنة بحالات الطوارئ الأخرى، وذلك على الرغم من إلحاح الأزمة وشدتها بالنسبة للاجئين والنازحين داخليا.
وشددت سارادو على أن الوضع يعتبر حرجا بشكل خاص لأن الاستجابة الإنسانية في السودان وتشاد المجاورة وجنوب السودان وإثيوبيا كانت تعاني بالفعل من نقص كبير في التمويل في بداية القتال في 15 أبريل؛ حيث لم يكن يغطي عمليات الاستجابة أكثر من 15% من التمويل المطلوب.
وقدرت مفوضية اللاجئين أن أكثر من 83 ألف لاجئ من دول أخرى قد انتقلوا من الخرطوم ومناطق حضرية أخرى إلى مخيمات اللاجئين القائمة.. وقالت إنه بينما يستمر التسجيل والتعليم والحماية المجتمعية هناك ويتم توسيع الخدمات فإن هناك حاجة إلى مزيد من الدعم للمأوى والمياه والأدوية.
وأعربت المفوضية عن الأمل في أن يتم السماح بإيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها بأمان واستعادة الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمياه والكهرباء.
وأشارت إلى أنه تم رصد وصول حوالى 30 ألف لاجئ إلى تشاد في الأيام الأخيرة مما رفع العدد الإجمالي للذين انتقلوا من السودان إلى تشاد في الأسابيع الأخيرة إلى 60 ألفا، لافتة إلى أن ما يقرب من 90% من اللاجئين هم من الأطفال والنساء بما في ذلك العديد من النساء الحوامل.