على هامش بدء أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة التى ستبدأ فعالياتها غدا الثلاثاء، سبتمبر الجاري، بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية، والتي من المقرر أن يشارك بها الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات تقريرا تضمن مساهمة مصر فى فعاليات الأمم المتحدة أفاد بأن مصر فى مقدمة الدول التي شاركت لدعم جهود الأمم المتحدة في عمليات حفظ السلام منذ مطلع ستينيات القرن الماضي.
في مطلع الشهر الجاري، أشاد "كارلوس لوتاي" المستشار العسكري لإدارة حفظ السلام بسكرتارية الأمم المتحدة خلال زيارته لمصر، بجهود عناصر القوات المصرية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والدور الكبير لها فى دعم جهود الأمن والاستقرار وحفظ السلام بالعديد من الدول، كما صرح "ديمتري تيتوف" مساعد أمين عام الأمم المتحدة لشؤون سيادة القانون والمؤسسات الأمنية، في يناير الماضي، قائلا :" إن مصر تعد سابع أكبر مساهم بضباط الشرطة في الأمم المتحدة"، وأضاف :" أن إدارة عمليات حفظ السلام تقدر كثيرا المساهمة المصرية في صون السلم والأمن الدوليين"، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية تساهم بحوالي 3000 فرد يرتدون الزي الرسمي بينهم أكثر من 700 ضابط شرطة، في بعثات شديدة الأهمية في جمهوريتي أفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية لتحقيق السلم والأمن.
قوات حفظ السلام هي واحدة من عمليات الأمم المتحدة؛ إلا أن مجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدة هو المسؤول عن إصدار القرار فيما يخص عملية انتشارها، وقد دعمت مصر هذه العمليات منذ تأسيسها عام 1948، وكانت أول مساهمة مصرية فى عمليات حفظ السلام فى الكونغو عام 1960، ومنذ ذلك الحين ساهمت مصر فى 37 مهمة لحفظ السلام بمشاركة 30 ألف من جنودها وضباطها، تم نشرهم في 24 دولة في أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
نظراً لقدرات الجيش المصري وإمكاناته، فإنه يتم دائما اختيار كتائبه للمشاركة خارجيا في إرساء الاستقرار والسلام في البؤر المتوترة في العالم، ضمن قوات حفظ السلام، وتعد مصر من أكبر الدول المساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام، حيث تشارك حاليا بنحو 2613 فردا في البعثات الأممية المنتشرة في عدة مناطق، ومن الدول التي شاركت فيها مصر بقوات حفظ السلام الدولية، "سراييفو" أثناء الحرب الأهلية في التسعينات، و"كوت ديفوار" بعدد 2 سرية مظلات بحجم 258 فرداً، و"الصومال" بعدد واحد كتيبة مشاة ميكانيكي بحجم 240 فرداً، و"الكونغو" أثناء فترة الحرب الأهلية بعدد 2 سرية مظلات بحجم 258 فرداً، و"أفريقيا الوسطى" بعدد سرية مشاة ميكانيكي قوامها 125 فرداً ووحدة إدارية ووحدة طبية بحجم 294 فرداً، و"موزمبيق" بعدد 20 مراقباً عسكرياً ، و"رواندا" بعدد 10 مراقبين عسكريين، و"جزر القمر" بعدد 3 مراقبين، و"ليبيريا" بعدد 15 مراقباً عسكرياً، و"الصحراء الغربية" بعدد 19 مراقباً عسكرياً ، و"أنجولا" بعدد 28 مراقباً عسكرياً ، و"بوروندي" بعدد 2 مراقبين عسكريين ، و"سيراليون" بعدد 9 مراقبين عسكريين، و"إقليم دارفور بالسودان" بعدد 34 مراقبا عسكريا وقد تم المشاركة بقادة لأول مرة عام 2014 لقطاع شمال دارفور بالإضافة إلى ثلاثة ضباط هيئة وغيرهم..
يذكر أنه في عام 1995، قامت مصر بإنشاء مركز "القاهرة للتدريب" الذي يتم التدريب فيه على عمليات حل الصراعات وحفظ السلام في أفريقيا، حيث يتم تدريب نحو 200 طالب سنوياً من الدول الأفريقية بهدف تعزيز التعاون والتفاعل بين المجموعات اللغوية والثقافية في أفريقيا، ويتعاون المركز مع الإتحاد الأفريقي لمنع المنازعات وأيضاً مع عدد من مؤسسات حفظ السلام ومن بينها مركز "بيرسون" لحفظ السلام.
قوات حفظ السلام، هي قوات يتكون أفرادها من مدنيين وغير مدنيين (جنود، شرطة وضباط عسكريين) يسعون للسلام ومساعدة البلدان الواقعة تحت نيران الصراعات والحروب، يتميّزوا بقبعاتهم الزرقاء، وهي قوات عالمية لا بلد لها، ينتمي أفرادها لبلدان عديدة من العالم، من مهام قوات حفظ السلام العمل على تنفيذ اتفاقيات السلام، تعزيز الديمقراطية، نشر الأمن والاستقرار، تعزيز
سيادة القانون، العمل على دفع عجلة التنمية والعمل على تحقيق حقوق الإنسان، وكانت البداية لقوات حفظ السلام في عصر الحرب الباردة، تزايدت ميزانية قوات حفظ السلام، خصوصا خلال الحرب الباردة، و في عام 2003 أصبحت التكلفة الإجمالية للقوات بـ 3.7 مليار دولار أمريكي؛ بالرغم من أن التكلفة الكلًية تصل إلى أعلى من هذا، وهي انعكاس للنزاعات التي تحصل في تلك الفترة.
أصبحت إجمالي الميزانية في عام 1996،هي 1 مليار دولار، وفي عام 2001، أصبحت الميزانية هي 3 مليار دولار، وطبقا للتقارير فأن الميزانية أصبحت في عام 2006 هي 5.04 مليار دولار أمريكي.