نحتاج إليك.. وننتظرك ونسعد جدًا بك.. نعم ننتظرك بشغف، وتطرب قلوبنا لسماعك العميق، الصعب المنال، الحبيب للجميع، العزيز المكانة، والذي يسعى إليه الجميع في مشوار الحياة ليمنحنا القوة والحماس لنكمل الطريق.. «التقدير»

إن كلمة واحدة منك تملأ النفس رضاء وتشعر وكأنك تحلق في السماء عاليًا.. فالحق أننا جميعًا يتشوق إليك ويتمناك... فحين نقدم التضحيات لمن نحب لا ننتظر إلا التقدير والشعور العميق بالعرفان وكلمة واحدة منك أيها التقدير تمسح صعوبة ما مررنا به من تجارب وصعاب من أجل من نحب. 

وبوجودك وحضورك تتعمق العلاقات بيننا جميعًا ونشعر أننا على أرض ثابتة مقدَّرة في قلوب من حولنا.. أعمدتها الامتنان والعرفان.. أما إذا غبت عنا ولم يقدّر ما قمنا به، قد نبتعد عن بعض الأشخاص أو نترك المكان... أو قد نزهد في الحياة نفسها فأنت حين لا تُقدَّر ما قدمته لك فلن يكفيني مكان ولا زمان ولا أي إنسان مهما كان. 

والحق أن الإنسان يحتاج للتقدير في أي مرحلة من مراحل حياته فالأم تحتاج بشدة لتقدير أبناءها على تعبها وسهرها على أولادها وهم صغار لا يدركون مدى ما تعانيه وما تقدمه في التعليم والدراسة والتدريبات وغيرها.. وكلمة التقدير إذا قيلت لها فلا شك أنها ستكون راضية عن أيامها سعيدة بما قدمته لهم بحب غير نادمة على سنين العمر التي مرت سريعًا.. والأب يحتاج للتقدير لما قام به من عمل ومصاريف ومدارس وجامعات ولم يبخل بجهد على أولاده... وكلمة تقدير واحدة، تمسح تعب السنين وعناءها والأبناء هم أيضًا يحتاجون للتقدير على حبهم العميق لأهلهم وسرعتهم في نجدتهم في الأوقات الصعبة فهم يحتاجون التقدير على تحمل ظروف آبائهم بصدق وحب ودون تذمر أو ضغط... وإشعارهم بالتقدير والمشاركة والحب يعمق جذور الأمان والمحبة بينهم.

اعلم أيها التقدير أنك أساس في حياتنا فبالرغم أنك كلماتك قليلة وبسيطة إلا أنها عميقة تُغلف المواقف بغلاف من السلفان الرقيق الذي يُسعد أي فرد فينا.. فأنت حين تُقدرني تملأني امتنان وعرفان وإحساس دافئ بالأمان، فقد قدَّرت ما قدمته لك وتعبت فيه.. أنت قدَّرتني أشعرتني بأهميتي في حياتك وأكدت لي قيمتي عندك.. فشكرًا لك. 

وأعدك أيها التقدير أننا

سنقدر بعضنا بعضًا، بل

سنؤكد قيمة كل تضحية ونضعها

في ميزان الأصالة، فإن الإنسان الأصيل 

هو الذي يقدر كل ما يُقدم له ويُفعل من أجله

فنحن أصلاء بك ممتنون من خلالك

محبوبون بوجودك

فلا تبتعد أرجوك

فبدونك لا طعم للحياة