قوبلت مسيرة الأعلام الاستفزازية الإسرائيلية التي اقتحمت "باب العامود"، مساء اليوم الخميس، بردود فعل، فلسطينية وعربية غاضبة.
وقالت المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن القدس بمقدساتها، الإسلامية والمسيحية، هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، والشعب الفلسطيني هو صاحب الشرعية والحق التاريخي فيها، ووصف مسيرة الأعلام بأنها تصعيد إسرائيلي مدان ومرفوض، مؤكدا أن مثل هذه الأعمال لا تعطي الشرعية إلى إسرائيل، وأن الشرعية الشعب الفلسطيني فقط وهو صاحب الأرض والحق.
وحمل أبو ردينة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد وتداعياته، مؤكدا أنه سيؤدي إلى تفجير الأوضاع.
بدورها، قالت منظمة التحرير الفلسطينية، إن ما تسمى بـ "مسيرة الأعلام" العنصرية الاستيطانية هي امتداد للعدوان المنظم والقمع والاضطهاد والتنكيل والاعتداء، الذي تتعرض له مدينة القدس المحتلة بمقدساتها ومواطنيها وحاراتها وأزقتها وأبوابها منذ 56 عاما، وبشراكة كاملة بين عصابات المستوطنين المتطرفين وحكومة الاحتلال ومنظومته الأمنية والعسكرية.
من جانبها، أدانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اقتحام عدد من المسئولين الحكوميين والبرلمانيين الإسرائيليين ومجموعات من المستوطنين لباحات المسجد الأقصى الشريف في إطار ما يسمى بمسيرة الأعلام، وما صاحب ذلك من أعمال استفزازية وممارسات تهدف إلى التضييق على المصلين واستثارة مشاعر عموم الشعب الفلسطيني.
وأكدت مصر على ما يمثله ذلك من تصعيد غير مسئول يؤجج المشاعر ويزيد من التوتر والاحتقان القائم في الأراضي المحتلة، مطالبةً بضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، والذي يعد فيه المسجد الأقصى وقفاً إسلامياً خالصاً، مشددةً على أن القدس الشرقية هي جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة في يونيو 1967 بالمخالفة لقواعد القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية التي لا تعترف بضم الأراضي بالقوة.
ومن جانبها، أدانت الإمارات بشدة اقتحام أحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من الكنيست ومتطرفين، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية الشرطة الإسرائيلية.
وجددت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية -في بيان أوردته وكالة الانباء الإماراتية (وام)- التأكيد على موقف الإمارات الثابت بضرورة توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى ووقف الإنتهاكات الخطيرة والإستفزازية فيه.
ودعت الخارجية الإماراتية السلطات الإسرائيلية إلى وقف التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، وأكدت رفض دولة الإمارات لكافة الممارسات المخالفة لقرارات الشرعية الدولية والتي تهدد بالمزيد من التصعيد.
بدورها، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي قيام مجموعات المستوطنين والمتطرفين منهم ووزراء في حكومة الاحتلال الاسرائيلي وأعضاء "كنيست"، باقتحام وتدنيس باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال وتأدية طقوسهم العنصرية في باحاته.
واعتبرت المنظمة، في بيان صحفي، ذلك امتدادا لانتهاكات إسرائيل، قوة الاحتلال، المتكررة لحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، وخرقا صارخا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي.
كما نددت المنظمة بـ"مسيرة الأعلام" التي تنظمها الجمعيات الاستيطانية داخل أحياء مدينة القدس المحتلة، مؤكدة أن مدينة القدس هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمة دولة فلسطين، وأن جميع القرارات والإجراءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي لتهويد مدينة القدس المحتلة ليس لها أثر قانوني وتعتبر لاغية وباطلة بموجب القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
وكانت "مسيرة الأعلام" الاستيطانية الاستفزازية، قد اقتحمت منطقة باب العامود، أحد أشهر أبواب البلدة القديمة من القدس المحتلة، بمشاركة آلاف المستوطنين، بحماية من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وشارك في المسيرة الاستيطانية وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي، وعلى رأسهم وزير "الأمن القومي" المتطرف إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريجيف، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمنية في "الكنيست" يولي إدلشتاين، ووزير النقب والجليل يتسحاق فاسرلاوف، بالإضافة إلى نواب في الكنيست من أحزاب "الليكود"، و"الصهيونية الدينية"، و"قوة يهودية".
وردد المستوطنون الهتافات العنصرية وأخرى تنادي بالموت للعرب، واعتدوا على عدد من الصحفيين الذين تواجدوا في المكان، فيما نشرت قوات الاحتلال قناصتها على سور باب العامود، وانتشرت بشكل كثيف في المنطقة وشوارع القدس وأزقة البلدة القديمة، وحولتها لثكنة عسكرية، بذريعة تأمين المسيرة.
واعتدى مستوطنون، بحماية شرطة الاحتلال، بالتزامن مع المسيرة، على عدد من المواطنين، في البلدة القديمة من القدس المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن شرطة الاحتلال اعتقلت 10 مقدسيين، بزعم إغلاقهم شارعًا، لمنع مستوطنين من الوصول إلى حيث مكان انطلاق المسيرة، في باب العامود.
وبحسب شهود عيان، استخدمت شرطة الاحتلال طائرة عمودية وأخرى مسيرة لمتابعة التطورات الميدانية. ومنعت شرطة الاحتلال، الفلسطينيين من المرور بحرية في البلدة القديمة، بينما وفرت الحماية للمستوطنين.
ولوّح المستوطنون بأعلام دولة الاحتلال وأدوا رقصات استفزازية في ساحة باب العامود، فيما رفع مقدسيون العلم الفلسطيني، رفضا للمسيرة.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ، قد أعلنت نشر 3200 من عناصرها لتأمين المسيرة التي تهتف عادة "الموت للعرب"، وتتزامن مع الذكرى السنوية الـ56 لاحتلال القدس الشرقية عام 1967، وفقا للتقويم العبري.