الخميس 2 مايو 2024

يوسف إدريس.. متفرد في فن القصة القصيرة

يوسف إدريس

ثقافة19-5-2023 | 23:02

إسراء أبورحاب

يوسف إدريس، هو الأديب الثائر الذي خفت صوته في الصحف وبلغ ذروته في الإبداع حيث صاغ ثورته السياسية والاجتماعية والاقتصادية بفنية عالية جدا أحدثت نقلة لفن القصة القصيرة، وتحل اليوم ذكرى ميلاده حيث ولد في 19 مايو 19

سبق يوسف إدريس الكثير من مبدعي فن القصة القصيرة، وممن قدموا القصص المكتملة على المستوى الفني والإبداعي منهم: شحاتة وعيسى عبيد، وإبراهيم المصري، وحسين فوزي، ومحمود طاهر لاشين، ومحمد أمين حسونة، وأحمد خيري سعيد، ومحمود تيمور، حسن صادق، يحيى حقي، وغيرهم من الجيل الذي تلاهم في الخمسينات.

تجاوزت القصة القصيرة الكثير من الإشكاليات، حيث أبحر بعض الكتاب نحو الاتجاه الرومانسي في كتابة القصة، والذي قلما اقترب واقع الحياة المعاش، ومع نشر قصص «العشاق الخمسة» ليوسف الشاروني، و «عم فرج» لنعمان عاشور، «أرخص ليالي» ليوسف إدريس، حدث تطور في بناء فن القصة القصيرة، وفي النصف الثاني من خمسينيات من القرن الماضي، وصل هذا اللون الأدبي الحديث على أيدي هؤلاء المؤلفين أوج ذورته.

ولكن تفرد صوت يوسف إدريس في أدواته الفنية وأفكاره التي يلتقطها من الواقع ويعالج بها الكثير من القضايا فقد تناول العديد من القضايا مثل الدين وكيفية تعامل المجتمع وتداخله في كل نواحي الحياة لإصلاحها 
فكان إدريس" يؤكد، في ما يكتبه، على المسئولية الجمعية بين الناس خاصة تجاه بعضهم البعض ويناقش إدريس أن الدين ليس مجموعة من العبادات التي تؤدى بل أيضا تكافل اجتماعي وسلوك إنساني يجب على الناس عدم تناسي هذا الامر المهم وذلك ما طرحه في «مائدة من السماء».

ونجد أيضا يوسف إدريس يناقش طرق التربية والازدواج الاخلاقي في المجتمع مثل قصة «حادثة شرف» وأسقط حلقة كبيرة من الضوء على عمال الترحيلة أو الانفار أو العمالة الموسيمية في رواية «الحرام» 
ونجد السبب الثاني الذي جعل «إدريس» يتفرد بلغته الواقعية التي خرجت من ثوب القواميس والمعجم المقولبة والصعبة إلى حد ما على الشعب، وراح يستخدم لغة الشعب ويفصح فيها على حسب استخدام الشعب لها ومن هذه اللغة قدم قصصًا من لحم ودم حياة الناس.

وتفرد «إدريس» بفكره المختلف الذي لم يصمت، وراح يقدم النماذج والشخصيات المختلفة من كل طبقات الشعب ويعالج القضايا أو يشير إلى وجود المشكلة والأكثر جرأة أنه في أغلب الأوقات يضع الإنسان أمام نفسه في المرآة،وسيبقى يوسف إدريس رمزا من رموز الأدب العربي الحديث.

Dr.Randa
Dr.Radwa