أكدت صحيفة "الأهرام" أن مصر شهدت، في السنوات القليلة الماضية، مبادرات وبرامج وخططا مدروسة بعناية لخفض الاعتماد على الخارج في تزويدنا بالقمح، وفعلا بدأت هذه الخطط تؤتي أكلها وتنجح.

واستعرضت الصحيفة - في افتتاحية عددها الصادر اليوم /السبت/، بعنوان (استراتيجيات القمح والأمن الغذائي) - أنه وعلى سبيل المثال فإن تقريرا أعده المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، ونشر قبل أيام، أوضح أنه بعد 8 سنوات من تنفيذ هذه الخطط والاستراتيجيات انخفضت بالفعل الفجوة بين إنتاجنا واستهلاكنا من القمح، وأوضح التقرير تراجع واردات القمح بنسبة 39.5% في العام 2022، بفضل زيادة الإنتاج المحلي، الذي وصل إلى عشرة ملايين طن.

وذكرت أن أحد مستهدفات كل الخطط الاقتصادية، وبرامج التنمية المستدامة، هو تحقيق الأمن الغذائي للمواطن المصري، وأن أحد ثوابت هذا الأمن الغذائي هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.. مضيفة أن استراتيجيات الدولة لزيادة الإنتاج المحلي من القمح تقوم على العديد من الإجراءات منها تقديم دعم للمزارعين يشجعهم على زراعة القمح، وطرح مبادرة (ازرع) التي استهدفت زراعة 150 ألف فدان قمح في 8 محافظات، علاوة على التوسع في استخدام الميكنة الزراعية ورفع كفاءة الصوامع.

وأشارت إلى أن استراتيجيات تحسين زراعة وإنتاج القمح تأتي في وقت يعاني فيه العالم كله من أزمات غذائية متفاقمة، إثر تعطل كثير من منافذ الإنتاج وسلاسل إمدادات الغذاء العالمية، ومن ثم فإن تعديل سياسات زراعة القمح عندنا لم يعد ترفا، أو مسألة يمكن تأجيلها.

وتابعت أن "ربما يعتقد البعض أن الصعوبة تكمن فقط في توفير العملة الصعبة اللازمة للشراء، غير أن هذا جانب واحد من المشكلة؛ لأن المأزق الأكبر هو احتمالية توقف الإنتاج من مصدر من مصادر توريد القمح لنا، مثلما حدث أخيرا في أوكرانيا بسبب العملية العسكرية هناك".