أستطيع بكل اطمئنان أن أطلق على القمة العربية فى جدة بأنها قمة البداية الجديدة والأمل.
فبعد القرار "العربي ـ العربي" الذي صدر من القاهرة بعودة سوريا، وإجماع القادة علي الترحيب بعودتها ووجود الرئيس بشار علي رأس الوفد السوري، شعرت أن القاهرة كانت البداية لصحوة عربية ظهرت خلال قمة جدة برئاسة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي محورها أن يتول العرب قضاياهم وأن لديهم أوراق قوة وضغط لتطبيق ما حدث على صعيد إعادة سوريا رغم أنف بعض القوى الدولية فى قضايا أخرى، مثل القضية الفلسطينية وتطبيق المبادرة العربية التي تم طرحها منذ عشرين سنة، أو العمل العربي والتعاون الاقتصادي المشترك، ومساعدة الأطراف فى ليبيا واليمن والسودان وتونس والعراق على إعلاء وحدة الدولة الوطنية وتماسكها فوق أي اعتبارات طائفية أو حزبية أو قبلية!.
وهو ما أكده النداء الحكيم والهادئ والوطني للرئيس عبد الفتاح السيسي حين قال: "إن المنطقة تمر بظروف صعبة تحتاج لحلول حاسمة ومواقف مشتركة وأنه تأكد لكل ذي بصيرة، أن الحفاظ على الدولة الوطنية، ودعم مؤسساتها، فرض عين وضرورة حياة، لمسـتقبل الشعوب ومقدراتها فلا يستقيم أبدا، أن تظل آمال شعوبنا، رهينة للفوضى، والتدخلات الخارجية، التي تفاقم من الاضطرابات".
ورهان الرئيس السيسي على العمل العربي المشترك يتسق مع مسئوليات مصر وانتمائها العربي منذ تأسيس الجامعة بالقاهرة قبل نحو 80 سنة والذي تعثر وتعرض لاختبارات ومحاولات لتعويقه وسلخ مصر عن جسدها العربي دفعت مصر ثمنا غاليا فى مواجهات وحروب ومؤامرات مسلحة تارة وإرهابية مأجورة ومدفوعة ترفع راية الدين تارة أخرى، لكن الله سلم ووهب مصر جيشا أمينا وقائدا أعاد بوصلتنا الى مسارها الصحيح، يؤمن بأن مصالح مصر وأمتها العربية تكمن في الاعتماد على جهودنا المشتركة، للتعامل مع الأزمات العالمية وتنسيق عملنا، لإصلاح منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية، وفى القلب منها؛ مؤسسات التمويل التي ينبغي أن تكون أكثر استجابة، لتحديات العالم النامي.. وأن حالة الاستقطاب الدولي، أصبحت تهدد منظومة "العولمة"، وهو ما يتفق أيضا مع ما طالب به الرئيس التونسي قيس سعيد حين قال إن العالم الذي يتشكل اليوم بعد وهم العولمة يجب ألا يتشكل على حساب أمتنا، واعتبره الرئيس بشار الأسد فرصة لإعادة ترتيب شؤوننا بمعزل عن التدخلات الخارجية،
أتمنى متابعة تنفيذ قرارات القمة التى وضعت خطة عملية قابلة للتنفيذ، كما أتمنى وضع السودان أولوية قبل فوات الأوان!.