الإثنين 25 نوفمبر 2024

مقالات

غطرسة الأمريكان والمواجهة الحتمية

  • 21-5-2023 | 13:31
طباعة

تابعت بمزيد من الغضب المتفهم تلك الغطرسة الأمريكية والإصرار على الوقوف ضد إرادة العرب التي تجسدت في إعادة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية التي كانت أحد مؤسسيها الستة ويبدو أن الولايات المتحدة مصرة على الاصطدام بتلاثة أرباع العالم سواء بمنع تشكل إرادة دولية في عالم متعدد الأقطاب سئم من غرور الأمريكان وإفسادهم في الأرض أو حتى في رغبة العرب في إصلاح ما أفسده تدخل الأمريكان في شئون سوريا ومحاولة إسقاط نظامها بالقوة والبلطجة العسكرية .

ولأن العرب فهموا المنطلقات الأمريكية واسقطوها دون إعلان كراع للمنطقة تحركوا في كل الملفات التي ترك للولايات المتحدة أن تكون وسيطا فيها فها هي المملكة العربية السعودية تؤسس لعلاقات مباشرة مع إيران والصين وها هم العرب انخرطوا في علاقات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي لتشجعيه على إقرار السلام الشامل و العادل وها هم العرب يعيدون سوريا إلى بيتها رغم أنف الأمريكان وباقي الدول التابعة حول العالم.

ولا أفهم لماذا يعلق مسئولو الإدارة الأمريكية على عودة سوريا ولا أفهم من أين ينبع غضبها ففي النهاية عادت سوريا وستسير الساعة عكس عقارب واشنطن شاءت أم أبأت ولم يتبق لها إلا التلويح بمعاقبة من يطبع مع سوريا.

الولايات المتحدة التي سفك رؤساؤها بوش ومن خلفه دم مليون عراقي ينظرون إلى بشار الأسد الذي يتعرض لغزو أمريكي مدعوم بميليشيات مرتزقة ينظرون غليه كمجرم حرب ياللوقاحة؟!

ولأن صفعة العرب كانت مؤلمة لم يجدوا إلا استخدام الانتهازية السياسية بالإعلان

عن قانون جديد يفوق قانون قيصر الذي أقر نهاية العام 2019، وقاحة وتجردا من الإنسانية والذي بموجبه لم يستطع أحرار العالم مساندة المنكوبين في الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا وبرعاية الحزبين، الجمهوري والديمقراطي الذين اختلفا على كل شئ إلا حقوق العرب التي اتفقوا على إهدارها ستطرح الولايات المتحدة قانونا جديدا لكن ليس لمعاقبة سوريا هذه المرة بل معاقبة كل من يفكر أن يتعامل مع سوريا هل رايتم ما هو أوقح وأخس من هذا

ليكون القانون الجديد بمثابة تحديث وتمتين وتوسيع لقوانين سابقة متعلقة بالشأن السوري، وإرسال رسائل سياسية وقانونية هامة إلى الدول التي طبعت علاقاتها مع نظام الأسد، أو تسعى للتطبيع معه، عن العواقب القانونية والسياسية والاقتصادية الوخيمة التي ستترتب من جراء هذا

وبالطبع يحاول دائما المجرم تزيين فعلته أو إيجاد المبرر لها وكان المبرر المعلن لهذا السلوك الإجرامي تجاه سوريا أن هذا الإجراء ما هو إلا للعمل على  التقاء السوريين على مشروع مشترك، وفق القرارات الأممية لكن في غياب الاسد .

إن ما يفعله بوتين اليوم هو نموذج للتعامل مع الغطرسة الأمريكية حيث يحقر سعيها ويهدر كرامتها عسكريا في أوكرانيا ويؤكد لها يوما بعد يوم أنكم لن تكسبوا رهانكم ليخوض معهم حربا مفتوحة تدفعهم للجنون ومن هنا فليذهب العرب في طريقهم غير مبالين وليتخذوا من الإجراءات المضادة التي تمكنهم من دفع الولايات المتحدة وإجبارها على احترام إرادتهم والانصياع إلى مصالحهم فيكفي ما ضاع من الوقت وما أهدر من الموارد على تلك الدولة غريبة الأطوار راعية الإرهاب حول العالم والتي يدها تقطر بالدماء حول العالم ..إن التجاهل الحكيم المدعوم بوحدة قرار ووحدة المقاصد السبيل الوحيد للتعامل مع رقصة الموت التي تؤديها الولايات المتحدة على أطلال نظامها العالمي المتصدع وتأكدوا إن الولايات المتحدة تدرك أنه بعد استنفاد محاولات مرتزفيها لن يكون لها إلا أن تتصادم بنفسها فتعمل على تأخير ذلك وكما فشل مرتزقتها في أوكرانيا التي لم تستطع رغم دعم أكثر من 50 دولة تابعة للولايات المتحدة أن تستعيد شبرا من شرفها المتآكل على الأراضي الأوكرانية فاستعدوا يا عرب فإن المواجهة حتمية.

الاكثر قراءة