قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة السلطان العماني هيثم بن طارق مصر، تعكس طبيعة العلاقات المصرية العمانية التي اتسمت دائمًا بالود، خاصة أنها كانت من الدول التي لم تقطع علاقتها مع مصر بعد معاهدة كامب ديفيد.

الدبلوماسية من خلف أبواب مغلقة

وأضاف في تصريحاته لـ «بوابة دار الهلال» أن عمان بلد يطلق عليه سويسرا الدول العربية من الناحية السياسية، إذ إنها تنأى بنفسها عن اتخاذ مواقف متحيزة ضد أو مع أي طرف، لأنها تتخذ مسارًا معروفًا في الدبلوماسية، فضلًا عن ممارستها للدبلوماسية من خلف أبواب مغلقة، فلا تبوح بالإعلان إلا بالنتائج.

وأوضح أن عمان قامت بدور كبير جدًا في مصالحات عربية مع دول الجوار، خاصة إيران، لعلاقتها الوثيقة معها، وهو ما سيتم بحثه في مصر، ومدى إمكانية إعادة علاقتها مع إيران، خاصة مع عودة علاقاتها -تقريبًا- مع مجلس التعاون الخليجي.

التبادل التجاري

قفزة عن العام الماضي

وأكد «السفير رخا» على أن الزيارة ستشهد علاقات ثنائية تتمثل في زيادة التبادل التجاري، الذي شهد قفزة عن العام الماضي، حيث كان قرابة النصف مليار دولار، ثم زاد إلى 1.1 مليار، ونأمل زيادته بصورة أفضل، لأنه ما يزال رقمًا متواضعًا سيتم العمل على ارتفاعه.

وأشار إلى أنه سيتم التعاون مع عمان في مجال صيد الأسماك، لأنها بلد تقع في منطقة تتمتع بالتقاء تيارات مائية مختلفة تحوي ثروات سمكية عديدة، بالإضافة للاستثمار في مجال تكنولوجيا الطاقة النظيفة، فضلًا عن التعاون الثقافي والعلمي، وأيضًا التعليمي سواء بالنسبة للمدرسين المصريين الموجودين في عمان أو العكس.

ملفات مهمة على برنامج الزيارة

وبين «مساعد وزير الخارجية الأسبق» أن الزيارة ستشهد تشاورات مهمة في بعض الملفات، مثل الأزمة اليمنية، لأن عمان تقوم بدور نشط بين المملكة العربية السعودية وإيران والأمم المتحدة، ومساعدة المبعوث الأممي على التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة، كما سيتم التشاور بين عمان ومصر لحل هذه الأزمة؛ لأنها من الدول المطلة على مضيق باب المندب، وهو أمر مهم على المستوى الاستراتيجي بالنسبة للملاحة في قناة السويس.

ونوه إلى أنه سيتم تبادل الآراء في ملفات أخرى، مثل الوضع في سوريا ولبنان، كما سيفتح الحديث عن القضية الفلسطينية، وما يمكن فعله بعد اتخاذ القرارات لمناصرة حق الشعب الفلسطيني في ظروفه بالغة الصعوبة، وما يمكن تقديمه من دعم مالي واقتصادي؛ لكي تشعر "إسرائيل" أن هناك جزاءً يمكن أن يقع عليها كدولة احتلال.

وأضاف أن هذه الزيارة لها أهمية بالغة للم الشمل العربي، وهو الشعار الذي رفعته الجزائر في القمة السابقة ولم تنفذه بسبب انقطاع علاقتها مع جارتها (المغرب)، إضافة لعد عدم حضور 7 زعماء عرب للقمة العربية منذ أيام، فضلًا عن زعيمين آخرين لم يتمكنوا من الحضور نتيجة لظروفهم الداخلية، مثل السودان، ولبنان الذي لم يشهد رئيسًا منتخبًا بعد.