كشفت دراسة حديثة أجريت على ما يقرب من 200 قردة البابون في جنوب كينيا واعتمدت علي نتائج بيانات 36 عاما، وتم نشرها في مجلة Science Advances ، إلي أن الشدائد في وقت مبكر من الحياة يمكن أن تستغرق آثارها سنوات من العمر ، لكن الروابط الاجتماعية القوية مع البابون الأخرى في مرحلة البلوغ يمكن أن تساعد في استعادتها.
أظهرت الأبحاث العديدة السابقة أن تجربة الطفل للأشياء المؤلمة - مثل وجود والد مدمن على الكحول أو النشأة في منزل مضطرب - يعرضه لمخاطر صحية عديدة ، بينما تشير الأدلة المتزايدة إلى أن إقامة علاقات اجتماعية قوية يمكن أن تساعد في التخفيف من هذه الآثار. وليس فقط للناس ، ولكن أيضا للحيوانات .
ووجدت الأبحاث أن أولئك الذين يمرون بتجارب سيئة في الطفولة مثل سوء المعاملة وإهمال أحد الوالدين هم أكثر عرضة للموت المبكر جراء الحزن.
وصرحت سوزان ألبرتس ، أستاذة علم الأحياء والأنثروبولوجيا التطورية في جامعة ديوك" الصديق المخلص هو دواء الحياة ".
وأضافت : كان أحد قيود الأبحاث السابقة هو الاعتماد على ذكريات الناس المبلغ عنها ذاتيا عن ماضيهم ، والتي يمكن أن تكون ذاتية وغير دقيقة، ولكن في الدراسة الجديدة ، أراد الباحثون أن يعرفوا: كيف تؤدي الشدائد في وقت مبكر من الحياة في النهاية إلى الوفاة المبكرة ، حتى بعد سنوات؟ و إحدى الفرضيات هي أن الناجين من الصدمات غالبا ما يكبرون على إقامة علاقات مضطربة كبالغين ، ونقص الدعم الاجتماعي الناتج هو ما يقصر حياتهم. لكن النتائج الجديدة ترسم صورة مختلفة للمسار السببي الذي ينطوي عليه قردة البابون ، وتقدم بعض الأمل لمن عانوا من طفولة مليئة بالصدمات.