الإثنين 6 مايو 2024

دعوات الصلاة على النبي جهرًا غدًا الجمعة.. كيف بدأت وما رد الإفتاء عليها؟

الصلاة على النبي يوم الجمعة

تحقيقات25-5-2023 | 16:01

أماني محمد

دعوات أطلقتها وزارة الأوقاف لتخصيص خطبة صلاة الجمعة غدا لتوضيح فضل الصلاة على النبي، مع تخصيص 5 دقائق عقب الصلاة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم جهرا، وهي الدعوات التي قوبلت بردود فعل كبيرة، فيما كشفت دار الإفتاء ردها على تلك الدعوات.

الصلاة على النبي يوم الجمعة

وبدأت دعوات الصلاة على النبي يوم الجمعة، مع إعلان وزارة الأوقاف قرارها أن يكون موضوع خطبة الجمعة القادمة: "فضائل الصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) "، موضحة أنه تطبيقًا عمليًّا لمضمون الخطبة تقرر أن تصدح وتلهج جميع المساجد عقب صلاة الجمعة في هذا اليوم بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمدة ثلاث إلى خمس دقائق.

وستكون الصلاة على النبي بالصيغة التالية "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ."

ولاقت تلك الدعوات انتشارا كبيرا، حيث أكدت وزارة الأوقاف، في بيان لها اليوم، أن إطلاق الدعوة إلى الصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عقب صلاة الجمعة غدًا، له أكثر من وجه، منها حصول بركة الصلاة والسلام على رسولنا الكريم، والتعبير عن مدى حبنا لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واعتزازنا به وتوقيرنا له، وتعليم النشء الصلاة والسلام على نبينا (صلى الله عليه وسلم) وتعويدهم عليها.

وأوضحت الوزارة أنه من أهم أوجه الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) ربط القول بالعمل كون موضوع الخطبة في هذا اليوم عن "فضائل الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم)"، ومن أهمها أيضا، وهو ما أكدت عليه بالدليل الساطع دار الإفتاء المصرية، بيان مشروعية الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) دون تقييد فرادى أو جماعات سرًّا أو جهرًا في ضوء سعة أفق ديننا العظيم، وبيان مدى رحابته وسماحته، ولا سيما أن الصلاة والسلام على الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في قلب ووجدان وروح كل مسلم محب لدينه ورسوله الكريم.

وأكدت أنه لا يمكن لدارس أو حتى طالب علم يتحدث عن فقه وعلم أن يتجاوز رأي دار الإفتاء المصرية فيراه غير معتبر حتى لو كان مختلفًا معه، وإلا فمن يكون رأيه معتبرًا إذن، موضحة أنه من أحب رسوله (صلى الله عليه وسلم) وأحب الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم) جلس طائعًا مختارًا محبًا للمشاركة في الصلاة والسلام عليه (صلى الله عليه وسلم).

 

رد حاسم من الإفتاء

وفي ردها على تلك الدعوات، أكدت دار الإفتاء المصرية في بيان هام أن الدعوة للاجتماع للصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الجمعة المقبلة على الآتي أن الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أفضل الذِّكر وأقرب القربات، وأعظم الطاعات، كما أن الاجتماع على الذكر المشروع يعدُّ من قبيل التعاون على البر والتقوى.

وأوضحت أنه نصَّ أهل العلم على مشروعية تخصيص زمان معين أو مكان معين بالأعمال الصالحة، كما قالت: "ذِكر الله تعالى والصلاة على نبيه من العبادات المطلقة المشروعة في الأصل بدون تقييد؛ فتصحُّ على كل هيئة وحال في أي وقت -إلا ما جاء النهي عنه- وكذلك تجوز سرًّا وجهرًا فرادى وجماعات بكل لفظ وصيغة مشروعة.".

ونُقل عن علماء الشرع الشريف ممَّن يعتدُّ بأقوالهم استحبابُ تخصيص يوم الجمعة وليلته بالإكثار من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وقالت الإفتاء في بيان لها أن من يتَّهم المسلمين في فعلهم ذلك بالبدعة فهو الأولى بهذا الوصف؛ لأنه تحجَّر واسعًا وضيَّق على المسلمين أمرًا جعل الشرع لهم فيه سَعةً، حيث إن الإسلام حثَّ حثًّا مطلقًا على الذكر، والأمر المطلق يقتضي عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال كما بينَّا، ومنع المداومة على الخير ضرب من ضروب الجهل والصد عن العمل الصالح، والناهي عن ذلك قد سنَّ سُنة سيئة في المنع من فعل الخير وتنظيمه والمداومة عليه.

وقال فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد صلاة الجمعةِ جهرًا واجتماعُ الناس على ذلك هو أمرٌ مشروعٌ على سبيل الاستحباب يَجمَعُ الناسَ على قربة من أجلِّ القربات، فإذا ما اجتمع في ذلك مقاصد شرعية؛ من تنبيه الغافلين ورفع الحرج عنهم، وتعليم الشباب وتوجيههم كان آكدَ مشروعية وأولى استحبابًا، ولا إثم فيه ولا بدعة، وإنما البدعة في التضييق على المسلمين فيما فَسَحَ اللهُ تعالى لهم ورسولُه (صلى الله عليه وآله وسلم) وجَرَتْ عليه أعرافُهم وعاداتُهم وعلماؤهم وعوامُّهم مِن أمر الذِّكر وقراءة القرآن والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلِّ وقتٍ وحينٍ.

Egypt Air