الخميس 16 مايو 2024

محلل سياسي: قصف مدينة الزاوية الليبية له أهداف سياسية مرفوضة

ليبيا

عرب وعالم31-5-2023 | 12:09

دار الهلال

قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب إن ما حدث في مدينة الزاوية الليبية منذ أيام من قصف نفذته قوات حكومة الوحدة الوطنية منتهية الصلاحية لا يزال محط تساؤل، وسط تشكيك كبير بشأن حقيقة الهدف المعلن من جانب الحكومة، والذي تمثل في استهداف "أوكار عصابات تهريب الوقود وتجارة المخدرات".

وكانت الحكومة قد وسعت من ضرباتها الجوية التي بدأت باستهداف مواقع داخل مدينة الزاوية، في أحياء المطرد والحرشة والماية وأبو صرة ومحيط الميناء، لتطول مواقع أخرى في بئر الغنم، جنوب الزاوية، ومدن صبراتة وصرمان والعجيلات، غربي المدينة.

وفيما دانت رئاسة مجلس النواب في بيان لها استهداف منزل النائب علي أبوزريبة بالقصف، وفتح رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، المتحدر أيضاً من الزاوية، النار على رئيس حكومة الوحدة منتهية الصلاحية واتهمه باستغلال الحراك الشعبي في المدينة لتصفية خصومه السياسيين.

وأكد المحلل السياسي، أن تصفية حسابات الحكومة ضد خصومها في الزاوية ترافقت أيضاً برسالة موجهة إلى معسكر الشرق الليبي المتضمن مجلس النواب وقيادة الجيش الوطني الليبي بأن أي محاولات لإقصاء الدبيبة أو إجراء إنتخابات رئاسية ستُجابه بالطائرات التركية المسيرة التي استخدمها في قصفه الأخير.

وتابع أن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر انطلاقاً من موقفه الوطني الثابت لن يسمح بإراقة دماء الليبيين لتحقيق طموحات سياسية ومن المرجح أن يرد في الوقت المناسب على رئيس الحكومة منتهية الولاية وربما يقوم بعملية عسكرية للقضاء على الميليشيات على غرار طوفان الكرامة التي أطلقها في عام 2019 لهزيمة الميليشيات المسلحة في العاصمة طرابلس

وأشار إلى أن هذا الطرح أكدته وسائل إعلامية انطلاقاً من تصريح أفاد به رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، يفغيني بريغوجين، والذي أشار الى استعداد جزء من قواته المدربة جيداً والبالغ عددها حوالي 20 ألفاً للذهاب الى القارة السمراء لدعم الحلفاء، بعد انتصاره في باخموت الأوكرانية وتحريره للمدينة من قبضة نازيي كييف الغربيين، وكما هو معلوم، فإن فاغنر، كانت تدعم المشير خليفة حفتر في عملية قضائه على الإرهاب والإرهابيين في ليبيا منذ سنوات، ولا زالت تؤمن حقول وآبار وموانئ النفط في الأراضي الواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني الليبي، وهي الآن على أتم الإستعداد لمكافحة الإرهاب انطلاقاً من مصلحة الليبيين في الذهاب نحو انتخابات حرة ونزيهة بعيدة عن أي ضغوطات من أي طرف سياسي.

وأوضح الخطاب، أن تحرك رئيس حكومة الوحدة منتهية الصلاحية الأخير، يدل على إفلاسه جماهيرياً، وأنه بعيد كلياً عن الواقع الليبي الذي تغيّر وأصبح يطالب برحيله، حيث شهدت مدينة الزاوية نفسها منذ أسابيع مظاهرات كبيرة وعصيان مدني بسبب سوء الوضع الإقتصادي والاشتباكات المسلحة العنيفة التي إندلعت بين ميليشيات تابعة للدبيبة في المدينة أسفرت عن مقتل مدنيين بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

وفي السياق، توقع عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة إعلان مدينة الزاوية الانفصال عن حكومة الدبيبة.

وقال في تصريحات صحفية: "فرص انفصال مدينة الزاوية عن حكومة الدبيبة زادت خاصة أن معظم مكونات المدينة موالون لمجلس النواب، مشيراً الى أن أحداث الزاوية ما هي إلا دليل على رفض الدبيبة للمسار الديمقراطي، خصوصاً بعد إعلان لجنة 6+6 الانتخابية عن اتفاقات قانونية للذهاب نحو الانتخابات".