الثلاثاء 14 مايو 2024

في ذكرى مولد سيد حجاب.. منين بييجي الرضا!!

23-9-2017 | 15:08

يواكب اليوم، 23 سبتمبر، ذكري مولد الشاعر الغنائي الكبير سيد حجاب الذي رحل عن عالمنا في بداية العام  الحالي (25 يناير-2017)، عن عمرٍ يناهز 77 عامًا.

ولا شك أن رحيله قد شكّل خسارة فادحة للوسط الثقافي والفنين فحجاب كان من أبرز القامات الشعرية في النصف الأخير من القرن الماضي، وصاحب  مسيرة من العطاء امتدت إلى ما يزيد عن نصف القرن منذ ميلاد ديوانه الشعري الأول «صياد وجنية» عام 1964، حيث اختار العامية لينظم بها أشعاره، فهي تلك الكلمات القريبة من البسطاء و المثقفين.

كما ارتبط اسمه بالعديد من الأشعار الغنائية لتترات أشهر المسلسلات المصرية التي أثّرت في وجدان الجمهور من خلال أشعاره التي أرّخت لبعض الأحداث، بل أصبحت أيقونة صنعت شهرة كبيرة لمطربين تغنوا بشعر سيد حجاب.

 فمن منا لا يذكر تتر مسلسل ليالي الحلمية الشهير  “منين بيجي الشجن، من اختلاف الزمن.. ومنين بيجي الهوى، من ائتلاف الهوى.. ومنين بيجي السواد، من الطمع والعناد.. ومنين بيجي الرضا، من الإيمان بالقضا”، وكذلك تتر مسلسل المال والبنون “قالوا زمان دنيا غنية وغروره، قلنا واللي تغره يخسر مصيره.. قالوا الشيطان قادر وله ألف صورة، قلنا ما يقدر على إللى خيره لغيره”.

وغير ذلك من مسلسلات مثل بوابة الحلواني، وأميرة في عابدين، والحقيقة والسراب، والعائلة، والعصفور والنار، والأيام ، وقاسم أمين، وغيرهم.. هي كلمات عايشت وتوغّلت في حياة المصريين إلى أن أصبحت مفردة يتغنّى بها البسطاء قبل المثقفين.

ودخلت أشعار حجاب السينما من خلال بعض الأغنيات، نذكر منها للسينما أفلام: حنفي الأبهة، و المرشد، والخاتم، و البداية،و لا تسألني من أنا، وتوحيدة، أما دراما التليفزيون، فكانت الفائز الأكبر بأشعار سيد حجاب، فقد كتب أشعار عشرات القصائد، سواء داخل حلقات المسلسلات أو لتتراتها، إلى جانب أشعاره لفوازير “حاجات ومحتاجات” و”ألف ليلة وليلة”.

وتعتبر فترة التعاون بين سيد حجاب والفنان عمار الشريعي من أكثر الفترات ازدهارًا في حياة كليهما، وفق ما صرّح به "حجاب” من قبل، فقد قدّما كمًا كبيرًا من تترات وأغنيات المسلسلات، ومن أبرز تترات المسلسلات التي جمعت بين شعر سيد حجاب وموسيقى عمار الشريعي الأيام: ليالي الحلمية، وأرابيسك، وأبو العلا البشري، والشهد والدموع.

لم يكن سيد حجاب شاعرًا غنائيًا يكتب تترات للدراما أو يتعاون مع مطربين كبار، بل كان شاعرًا صاحب حسًا وطنيًا منذ صباه، فكتب أول قصيدة في حياته وعمره 11 عامًا لمقاومة الإنجليز، وبدأ اهتمامه بقضية الجلاء والاحتلال يتطور إلى مشاركةٍ فعلية، حيث شارك في مدينة المطرية،  الواقعة بمحافظة الدقهلية، في جنازةٍ ووقفةٍ صامتة على أرواح الشهداء المصريين.

كما شارك في المقاومة ضد معسكرات الإنجليز، وامتد ذلك الموقف الوطني معه حتى ثورة يناير 2011، فكان في طليعة المثقفين داخل الميدان متهللًا بشعره وكلماته الحماسية العميقة، لذلك، لم يكن من قيبل الصدفة أن يأتي رحيله في اليوم نفسه الذي قامت فيه الثورة في 25 يناير عام 2017.  

    Dr.Radwa
    Egypt Air